العدد 913 - الأحد 06 مارس 2005م الموافق 25 محرم 1426هـ

نماذج عربية تحتاج للتضامن مع حرية الرأي والتعبير

أحمد البوسطة comments [at] alwasatnews.com

في تونس، الصحافي عبدالله الزواري يضرب عن الطعام احتجاجا على التنكيل به وبعائلته؛ وفي الجزائر حبس وغرامات بالجملة ضد صحف "الخبر" و"الوطن" و"ليبرتي" والتماس توقيف "لوسوار دالجيري"، والصحافيون الجزائريون يتعرضون للمضايقات؛ وفي سورية هناك ملاحقات وتهديد وممارسات غير لائقة لأجهزة الأمن ضد الناشط عمار قربي، عضو لجنة إحياء المجتمع المدني ورئيس مكتب الإعلام في المنظمة العربية لحقوق الإنسان بسورية، فيما يفوز رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية أكثم نعيسة بجائزة "مارتن إنالس" للمدافعين عن حقوق الإنسان لسنة 2005 لنضاله وإيمانه الدائم بالقيم الديمقراطية، وهي الجائزة التي تمثل ثمرة تعاون فريد لمجموعة من إحدى عشرة منظمة غير حكومية عالمية لتقديم الحماية للمدافعين عن حقوق الإنسان. وستقام حفلة جائزة مارتن إنالس في شهر سبتمبر/ ايلول المقبل في جنيف؛ وتغطيها عدة قنوات تلفزيونية.

وفي اليمن، هجوم بالرصاص وتفجير قنبلة في موقع "المؤتمر نت" داخل الصحيفة، في الوقت الذي كان يوجد فيه رئيس وأعضاء هيئة التحرير، بالإضافة إلى إمطار الموقع بوابل من الرصاص، وفي اليمن أيضا احتجاجات واعتصامات صحافية أمام مبنى الرئاسة لحل قضية رئيس تحرير صحيفة "الشورى" عبدالكريم الخيواني، المعتقل منذ الخامس من سبتمبر .2004

وفي مصر حدث ولا حرج، فليس آخرها على ما يبدو قضية أيمن نور؛ أما عندنا "الطازج" فهي قضية المشرف العام لـ "بحرين أون لاين" وزميليه حسين يوسف ومحمد الموسوي المحتجزين على "ذمة التحقيق" لاتهامهم من قبل وزارة الإعلام بـ "التحريض على كراهية النظام".

هذه مجرد عناوين من هنا وهناك للحال العربية التي وصلت فيها المواصيل في قضايا الحريات العامة، وفي القلب منها حرية التعبير، حين أرسل الصحافي التونسي الزواري رسالة مناشدة إلى الرأي العام المحلي والدولي وإلى الصحافيين وإلى المنظمات الحقوقية، ويعلن إضرابه عن الطعام في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي للمطالبة "بفتات حقوق إنسانية"، وهي الالتحاق بعائلته، إذ يقول: "يشرفني إحاطة سيادتكم علما بما أتعرض له من انتهاكات لأبسط حقوق المواطنة مثل الإقامة تحت سقف واحد مع زوجتي وأبنائي، وكأن أكثر من ثلاث عشرة سنة سجنا لم تكفهم انتقاما وتشفيا من مواطن ذنبه الوحيد تمسكه بما تضمنته العهود والمواثيق الدولية والدستور التونسي من الحق في التعبير والتنظيم. فعلى رغم علم الإدارة بأن مقر إقامتي الطبيعي بالعاصمة إذ كنت مقيما قبل إيقافي وإذ حوكمت، وإذ تقيم عائلتي قبل مغادرتي السجن، وإذ يزاول أبنائي دراستهم الثانوية والجامعية، فإنها رأت نفيي وإبعادي إلى الجنوب التونسي إذ أخضعتني إلى إقامة جبرية وخصصت تسعة من أعوانها لعد أنفاسي واقتفاء أثري بالليل والنهار، ولم يكفهم ذلك إذ منعوني حتى من زيارة والدتي وزوجتي وأطفالي بمناسبة عيد الفطر وأعادوا صنيعهم فمنعوني من زيارتهم أثناء العطلة المدرسية الأخيرة، علما بأني وجهت إحدى عشرة برقية للسلطات الأمنية والجهوية والسياسية من دون جدوى، كما أبرقت والدتي وزوجتي إلى رئاسة الجمهورية راجيتين التدخل لقضاء أيام العيد معهما ومع بقية الأبناء الذين لم أرهم منذ العطلة الصيفية قبل مغادرتي السجن المدني بحربوب". ويضيف الزواري: "اليوم أجد نفسي مضطرا إلى إثارة الموضوع بأسلوب آخر، خصوصا أن القضية التي قدمتها إلى المحكمة الإدارية منذ أكثر من سنتين لاتزال تغط في سبات عميق في أدراج المحكمة وكأن الأمر يحتمل الانتظار أكثر من ذلك".

هل نضطر لإكمال رسالة الزواري لتسمع صرخته العربية المقهورة ويبكيكم على حال العرب، أم ان ما جاء أعلاه يكفي لإبكائكم؟! فلنكمل رسالته لنسجل شكلا من أشكال التضامن معه ومع ضحايا حرية الرأي والتعبير في كل مكان، والتي يحز في نفسنا البحرينية الأصيلة أن تقف منظمات حقوقية وصحافية مفترضة وكأنها مشاهد أخرس لا ينطق بكلمة حق وإن كان يريد باطلا ليدين بكل قوة أي انتهاك للحريات العامة في البحرين وخارجها؛ فالزواري يناشدك ويناشدني ويناشدكم بقوله: "إلى كل شريف يؤمن أن تونس، في ظل نظام وطني، تسع كل أبنائها مهما اختلفت أفكارهم ورؤاهم ويعمل من أجل أن يرى ذلك واقعا حقيقة، إلى كل أبناء تونس الغيورين عليها والذين يخجلون مما يرتكب في هذا البلد من جرائم يندى لها جبين كل وطني مخلص، إلى كل المهتمين بحقوق الإنسان، إلى كل الزملاء من صحافيين وإعلاميين، إلى كل أصدقاء هذا البلد الذين يحبون له من الحرية والسؤدد مثل ما يحبون لبلدانهم، إلى كل من يؤرقه الظلم والاستبداد فيعمل جاهدا لمقاومتهما مدركا عظيم التضحية المنتظرة، إليكم جميعا أتوجه لإعلامكم بدخولي في إضراب محدود عن الطعام بداية من 23 يناير ،2005 احتجاجا على سياسة التنكيل والتشفي المتواصلة معي حتى بعد مغادرتي السجن، وامتدت لتشمل كل أفراد عائلتي بأطفالها وكهولها وشيوخها، ومطالبة بجميع حقوق المواطنة، الحقوق الواردة في العهود والمواثيق الدولية والتي يدعي النظام الجاثم على رقابنا انه صدق عليها "من دون تحفظ".

إليكم جميعا أتوجه بصرختي هذه عساكم تهبون معا لتقولوا بصوت واحد كفى ظلما، كفى انتهاكا لحقوق الإنسان، كفى تناقضا بين شعارات ملأتم بها الدنيا علينا وبين واقع يزداد سوءا ورداءة. إليكم جميعا أتوجه عساكم تعملون، كل من موقعه، وبالشكل المناسب الذي يرتئيه، على رفع هذه المظلمة المسلطة علي وعلى عائلتي، والســلام... "عبـدالله الـزواري". انتهى

العدد 913 - الأحد 06 مارس 2005م الموافق 25 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً