العدد 924 - الخميس 17 مارس 2005م الموافق 06 صفر 1426هـ

... وبعدين؟!

خليل الأسود khalil.Alaswad [at] alwasatnews.com

لا نستطيع أن نغلق جبهة أي من بلداننا العربية، وتظل مشكلاتنا الداخلية والخارجية التي تثيرها أوضاعنا الداخلية والعبث الأميركي بنا هي أكبر الأسباب في بقاء هذه الجبهات مفتوحة ونعاني بسببها ونهاجم من خلالها، وليس هذا فحسب بل تظل أميركا تفتح أية جبهة جديدة تستطيع فتحها لنجد أنفسنا نغرق أكثر فأكثر.

آخر هذه الجبهات التي حاولت أميركا ومنذ مدة أن تفتحها ونجحت أخيرا في فتحها هي الجبهة اللبنانية - السورية، وأصبح "الباب" مشرعا على مصراعيه باغتيال الرئيس رفيق الحريري. ودخل البلدان في دوامة إن استمرا في الدوران الإرادي واللاإرادي فيها لن يزداد عالمنا العربي والإسلامي إلا تشرذما.

فتحت الجبهة اللبنانية الآن بعد انسحاب الجيش السوري على جميع الأصعدة وأصبح البلد بعد التصريحات المتلاحقة وآخرها لمدير الأمن العام اللبناني جميل السيد وعبث بعض الأشخاص اللامسئول في مهب الريح ينذر بوضع أسوأ بالنسبة للبنان ومحبي لبنان وأفضل بالنسبة لأعدائه سواء في الداخل اللبناني أو خارجه.

منذ بداية اغتيال الحريري، نطق العقل في لبنان متمثلا في الكثير من الأشخاص ممن يعتبرون أركانا في الدولة وكذلك الكثير من أصدقاء لبنان مخاطبين الغاضبين والمعارضين والمستفيدين بأن لا تدعو المصالح الشخصية والأهواء هي التي تحرككم و"تتاجروا" بدم الرئيس الحريري وتخدموا أعداء لبنان وسورية معتقدين أنكم تخدمون بلدكم. ومع اتفاق الجميع على أن المطالبة بكشف الحقيقة هي مطلب الجميع، دعا الموالون والعقلاء المعارضين إلى طاولة الحوار، عارضين عليهم التحاور في كل شيء وذلك من أجل لبنان كل اللبنانيين ومن أجل دم الحريري. ولكن وحتى اليوم لم يكن هناك سوى الإصرار من جانب المعارضة على مطالبها والتي قابلها تصريح مدير الأمن العام اللبناني الذي سيؤجج الوضع أكثر والخوف يستمر من الانفجار.

السؤال مطروح على المعارضين "الذين مازال الغضب والحنق والمصالح هو ما يحركهم" والوصوليين، وبعدين؟ ماذا تريدون وكيف ستحققون؟ ما تريدون إذا دمرتم لبنان وجعلتموه لقمة سائغة للأعداء؟ كفى يا كل من يعبث بمصير الأمم والشعوب فالعالم ما عاد يتحملكم أكثر

إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"

العدد 924 - الخميس 17 مارس 2005م الموافق 06 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً