العدد 928 - الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 10 صفر 1426هـ

ضيوف نادي النفط الجدد... والشفافية

محمد الاسباط comments [at] alwasatnews.com

مع تواصل المسيرة الصعودية لأسعار النفط التي أربكت أكثر المحللين حصافة، وحيرت المنتجين والمستهلين على حد سواء، وأضحى معها النفط الهاجس المربك لقادة دول العالم من أميركا إلى أوروبا مرورا بآسيا وإفريقيا، تحمل الأنباء دخول أعضاء جدد في نادي النفط العالمي.

والداخلون الجدد إلى النادي الذي يؤشر إلى الثراء والمنعة الاقتصادية ويحمل الدخول فيه بشريات التنمية والرخاء الشعبي يأتون في السنوات الماضيات من قائمة الدول الأكثر فقرا في العالم. ففي العام الماضي دخلت تشاد التي كانت تعتبر واحدة من أفقر خمسة بلدان في العالم نادي منتجي النفط من أوسع أبوابه عندما أكشف الأميركيون "فجأة" أن تلك البلاد الفقيرة جدا التي أرهقتها، شأن سائر البلدان الإفريقية، الحروب والكوارث الطبيعية وفساد الحكام، تقبع على بحيرة من النفط، وتدفقت منذ الوهلة الأولى ثمانية مليارات دولار كاستثمار مباشر في مشروع النفط التشادي الواعد.

وبالأمس دخلت موريتانيا، التي تعتبر هي الأخرى، واحدة من الدول الأكثر فقرا في العالم، وتعاني أيضا فسادا إداريا وسياسيا لافتا، وتعيق مسيرتها التنموية الانقلابات العسكرية وفساد الحكام وهجمات الجراد والتصحر وغيرها من الكوارث الطبيعية، غير أن الأنباء حملت استعداداتها الأخيرة لولوج نادي الأثرياء. إذ قال تقرير حكومي دوري أمس "إن موريتانيا ستبدأ بتصدير نفطها بداية العام المقبل بواقع 75 ألف برميل يوميا". وأشار التقرير الذي يرفع للسلطات العليا في موريتانيا كل أسبوع إلى أن العمل جار حتى تستطيع موريتانيا البدء في تصدير نفطها ما يؤهلها لدخول نادي الدول النفطية لأول مرة في تاريخها".

وكانت موريتانيا أعطت مجموعة شركات بإسم شركة "وود سايد انيرجي" لاستغلال النفط في البلاد التي تقيم مرفأ عائما يؤمن تعبئة الناقلات انطلاقا من الآبار الخمسة المقامة في حقل "شنقيط" النفطي الذي يبعد عن الساحل نحو 80 كلم واكتشف الحقل في العام 2001 وتأكدت إنتاجيته التجارية في يناير/ كانون الأول من العام 2004 وتبلغ احتياطات هذا الحقل القابلة للسحب ما بين 123 و180 مليون برميل من النفط الخفيف. وبلغ الاستثمار الذي انفق في عمليات التهيئة لاستغلال هذا الحقل 625 مليون دولار.

ومع تصاعد أسعار النفط في الأسواق العالمية يبدو أن الفقراء قد يجنون أموالا طائلة ما أن يدخلوا نادي الأثرياء الأمر الذي يمهد لانتقال بلدان كثيرة من ميدان الفقر المدقع إلى ساحات الثراء الفاحش، غير أن التجارب في إفريقيا تشير إلى أن آفة الفساد تلاحق حتى أثرى أثرياء القارة وفي تجربة نيجيريا، التي تعد أكثر دول العالم افتقارا للشفافية، خير دليل على هذا القول

العدد 928 - الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 10 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً