العدد 941 - الأحد 03 أبريل 2005م الموافق 23 صفر 1426هـ

أحدث طرق قمع الأفكار... ذلك الصندوق "البائس"!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

تتنوع آليات قمع الآراء أو الافكار بحسب الزمان والمكان، بل إن لها طرقا كثيرة ومختلفة تطورت تطورا ملحوظا يتماشى وعصر الديمقراطية والشفافية في الدول التي سعت جاهدة إلى تطبيق "بعض" محاسنها المدروسة في الآونة الأخيرة، لتصل إلى استخدام الآليات الطبيعية، ولكن "بفن متقن" من الممكن أن يصنف في خانات آليات القمع السالفة الذكر من فئة الخمس نجوم. مثلها مثل الديمقراطيات... ولربما العريقة كذلك! إذ تأخرت غالبية الدول العربية في تطبيق هذه الديمقراطيات التي يستطيعون من خلالها أن يمارسوا ما كانوا يمارسونه من قبل بل أكثر وبصفة قانونية، يتقون بذلك شر الجمعيات والمراكز الحقوقية في العالم، ومن الممكن أن تفشي ظاهرة الحرامية القانونيين وتثقف المتنفذين في التعامل برسمية وقانونية مع ما يريدون أخذه "سرقته" تمكنهم كذلك من إشاعة ثقافة "وإللي ما يعجبه يروح يشرب من ماي البحر!". ولو رجعنا إلى طبيعة إحدى آليات قمع الافكار والآراء التي تتصدر الساحة الآن لوجدناها كثيرة، بدأت بدايات متواضعة شفهية يطرحها صاحبها لينقلها شفاهة الى البواب أو الناطور الى الفراش الى السكرتير الى نائب السكرتير الاول والثاني وصولا الى السكرتير الشخصي ليقرر هل يصل هذا الرأي أو الاقتراح أم أنه لا داعي لذلك... ومن هنا أو ربما في إحدى المراحل السابقة يمكنه أن يلجم! وتطور الحال وشك الناس في أمر هذه الطريقة بل أصبح هناك سراق لهذه الأفكار من شأنهم أن ينسبوا هذه الأفكار أيا كانت إذا ما استحسنوها لأنفسهم ليظفروا بالفوز... ولكن أصحاب القرار اتجهوا إلى القرار الصح "في نظرهم" والذي يفي بالغرض الذي يريدونه... وإن كانوا متأخرين "كثيرا" عندما شرعوا في وضع صندوق الشكاوى والاقتراحات مع وجود الاوراق والاقلام إلى جانب ذاك الصندوق ليكتبها صاحبها بخط يده ويرميها في هذا الصندوق حتى تمشي في الدائرة السابقة نفسها من البواب الى الفراش وتعيد القصة نفسها... ولكن تطور الموضوع أكثر عندما فقد هذا الصندوق "صندوق الاقتراحات والشكاوى" ثقته بين الأفراد... بل إن أمره انتشر وفاحت ريحة هذا الإجراء، إذ اتجهت إحدى الوزارات في أيام وزيرها السابق إلى حل "ترقيعي" عندما كتب عليه "يفتح من قبل مكتب الوزير" وكأنهم يريدون أن يعلموا الناس بأن صوتكم قد وصل. هذه الطريقة "الصندوق" هي الأنسب "وتناسب الموضة في الشفافية" في الوقت الجاري على الأقل في التعامل مع الناس فإيصال آرائهم وشكاواهم عبر هذا الصندوق"البائس" إلى المسئول وأي مسئول... وإن كانت وحتى بعد كتابة تلك العبارة عليه لم تحصل على ثقة / أو تسترجع ثقة الناس فيه. يبقى لك أن تقيس حجم ثقة الناس في هذه الصناديق عندما ترى الفرد عنده مشكلة ليتجه بنفسه الى صاحب القرار ليوصل صوته بنفسه ويوصل أوراقه بنفسه ويسمع الرد بنفسه... وإن فتحت تلك الصناديق "وما أكثرها" ستجد تعامل الناس معها بتفاهة وتحجيم من شأنه عندما يعاملونه وكأنه صندوق لطلبات "ما يطلبه المشاهدون" من طلبات أغاني كاظم الساهر أو مشاهد من مسرحية "باي باي لندن" للفنان عبدالحسين عبدالرضا!

#إضاءة#

الله يغربل الإرهابيين في لبنان... خفقونا من حفلات "ستار أكاديمي" وللمرة الثانية بسبب تفجيراتهم الغبية في لبنان الأخضر!... يعني لا يرحمون... ولا يخلون رحمة الله تنزل

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 941 - الأحد 03 أبريل 2005م الموافق 23 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً