العدد 988 - الجمعة 20 مايو 2005م الموافق 11 ربيع الثاني 1426هـ

المواطن ومشكلة السكن

عبدعلي التناك comments [at] alwasatnews.com

-

لقد بدأت مسألة السكن تظهر في البحرين، مع بداية التطور في كل الأمور التعليمية والثقافية والاقتصادية بارتفاع أسعار النفط، وتغير الوضع المادي للفرد البحريني، كما أن الأسرة الكبيرة أخذت في التفكك، فبعد أن كان الشخص يعيش في منزل العائلة، أخذ الاتجاه نحو الاستقلال وتكوين الأسرة الصغيرة باستقلالية تامة، فأخذت الدولة في إنشاء أول مشروع إسكاني وهو مدينة عيسى، إذ أخذت هذه المدينة تستقبل الساكنين في العام ،1967 ثم أنشئت مدينة حمد، وأخذت المشروعات الاسكانية في الانتشار في جميع مناطق المملكة، ومع ذلك فالأزمة في توسع دائم، والمشكلة في تضخم حتى وصل الأمر لأن ينتظر الفرد مدة 10 سنوات أو أكثر للحصول على وحدة سكنية، عدد الشباب في ازدياد والرغبة في تكوين أسرة هم أيضا في ازدياد، ولكن العقبة الكبرى التي تقف في وجوههم هي السكن، فلا يخلو مجلس من المجالس إلا والحديث فيه يدور حول السكن، كما أن أسعار الأراضي المخصصة للسكن قد ارتفعت ارتفاعا جنونيا، وأسعار مواد البناء وصلت إلى سعر خيالي أيضا، وقد حدثت حوادث ومشكلات كثيرة في المجتمع من طول الانتظار للحصول على شقة، وعدم القدرة على استئجار منزل أدت بعضها إلى الطلاق، وقد حدثني أحد الأشخاص انه انتظر 3 سنوات في فترة الخطوبة، حتى طلب منه أهل الزوجة أن يدبر أمره للزواج، فلم يحصل على مسكن، فقال له والد خطيبته عندي منزل لم يكتمل بناؤه، أكمل بناءه واسكن فيه مع زوجتك، فقام هذا الشخص بالاقتراض من المصرف بحسب قدر راتبه، ولكن المبلغ الذي حصل عليه من المصرف قد نفذ ولم يكتمل بناء البيت، فماذا يصنع والمصرف يخصم من راتبه.

هكذا حوادث وقصص تحدث في مجتمعنا بسبب أزمة السكن، فلابد من النظر والتفكير في ايجاد الحلول والبدائل المناسبة، كما أن هناك منازل مهجورة في مدينة المنامة والمحرق وقرى ومناطق البحرين المختلفة لا يستطيع أهلها بناءها، كما أن هناك أيضا منازل كثيرة في منطقة مدينة عيسى أيضا مهجورة، فلابد من تأسيس شركة مساهمة وطنية تقوم ببناء هذه المباني القديمة وإسكان أهلها في بعص الشقق بحسب الاتفاق واستثمار بقية المبنى، ففي هذه الحال نكون قد عمرنا المناطق والأحياء القديمة في المنامة والمحرق وساهمنا في حل مشكلة السكن بتوفير الشقق للشباب المقبلين على الزواج، إضافة إلى توفير فرص عمل في هذه المؤسسات المالية الوطنية.

واستثمار الأموال في خدمة أفراد المجتمع، لأن جهة واحدة وهي وزارة الإسكان، لا يمكنها استيعاب الأعداد المتزايدة من طلبات المواطنين، كما أن الانتظار الطويل لسنوات عدة للحصول على وحدة سكنية أمر يشكل عائقا أمام الشباب الراغبين في الزواج، كما أن من المعروف أن مساحة البحرين محدودة، فلابد من نشر ثقافة الحياة في شقق سكنية بدل ثقافة المنازل 100 * 100 هذا أمر غير واقعي، فبناء المنازل الكبيرة غير عملي، لأن في النهاية الأولاد سيتزوجون ويخرجون من البيت، والبنات سيتزوجن ويخرجن فمن يبقى في هذا البيت الكبير، الأب والأم، فلابد من أن تقوم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ببث ثقافة العيش في عمارة سكنية كبيرة، فلابد من مساهمة رأس المال الوطني في هذا المضمار مع وضع القوانين والأنظمة لشراء وتمليك الشقق كما هو في كثير من الدول، فالمسألة في حاجة إلى دراسة، فهل ينظر مجلس النواب إليها ويعطيها الاهتمام المطلوب

العدد 988 - الجمعة 20 مايو 2005م الموافق 11 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً