العدد 4665 - الإثنين 15 يونيو 2015م الموافق 28 شعبان 1436هـ

دراسة: أداء الموظفين الجالسين أفضل من حيث التفكير والتركيز

تتمتع المكاتب ذات المشاية بشعبية ما، في الكثير من المكاتب اليوم، لأنها تساعد أولئك الذين يلتصقون بمكاتبهم لأداء أعمالهم طوال النهار على التحرك، وحرق المزيد من السعرات الحرارية وتحسين صحتهم بشكل عام.

وحسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط، فإن هناك دراسة حديثة مثيرة للاهتمام طرحت بعض المخاوف العملية حيال آثار المشي في مكان العمل وتشير إلى وجود جوانب سلبية غير معروفة من استخدام المكاتب ذات المشاية إذا ما أردت الكتابة أو التفكير أثناء العمل.

تتواصل الأدلة العلمية المؤكدة على الفوائد الصحية للجلوس أقل والتحرك أكثر أثناء اليوم. وإحدى الدراسات التي نشرت الشهر الماضي في الاجتماع السنوي للكلية الأميركية للطب الرياضي لعام 2015 في سان دييغو أفادت أن الموظفين دائمي الجلوس ممن يستخدمون المكاتب ذات المشاية لمدة ساعتين في كل يوم عمل لمدة شهرين قد تحسنت لديهم، وبشكل ملحوظ، معدلات ضغط الدم ويتمتعون بنوم أفضل أثناء الليل.

ولكن بقدر جاذبية تلك المكاتب، فلا بد من تكاملها مع جو العمل العام وينبغي اختبارها من حيث تأثيرها على الإنتاجية. ولكن المدهش أن القليل من الأبحاث تناولت ما إذا كانت المكاتب ذات المشاية تؤثر على مقدرة الفرد على إنجاز الأعمال.

ففي دراسة جديدة نشرت في شهر أبريل (نيسان) الماضي على موقع «بلوس وان» تخير الباحثون من جامعة بريغام يونغ بولاية يوتاه مجموعة بحثية من 75 شابًا وفتاة من الأصحاء، ونقلوهم إلى أماكن للعمل مجهزة بحواسيب ومقاعد أو مكاتب ذات المشاية.

ضُبطت المكاتب ذات المشاية لتعمل بسرعة 1.5 ميل/ ساعة مع انحدار صفري. ولم يكن أي من المشاركين في الدراسة قد استخدموا المكاتب ذات المشاية من قبل، ولذا فقد تلقوا بعض التعليمات حول الاستخدام والممارسة لبضعة دقائق قبل العمل. وأولئك المكلفون بالعمل على المكاتب الاعتيادية كان من المفترض أن يكونوا على دراية باستخدامها.

ثم طُلب من المتطوعين استكمال سلسلة من الاختبارات تدور حول البراعة اليدوية والعقلية.

كانت المهام اليدوية بسيطة للغاية، ومصممة لقياس الجوانب العملية للإدراك، مثل ذاكرة العمل والاستدعاء المتأخر، والمقدرة على التركيز، وكلها أمور مهمة لأداء العمل المكتبي. وفي واحدة من تلك الاختبارات، كان على المتطوعين تعلم ثم تذكر قوائم من الكلمات لاحقًا. وفي اختبار آخر، طُلب منهم تذكر قوائم من الأرقام وجمعها في رؤوسهم أثناء إضافة أرقام جديدة إلى القائمة، مما قد يثير ذكريات قديمة مقلقة تعود إلى اختبارات الجبر بالمرحلة الثانوية.

وجاءت النتائج، بعد مقارنة الباحثين بين المشاركين المستخدمين للمكاتب ذات المشاية مع أولئك الجالسين إلى مكاتبهم الثابتة، في جانب العمل أثناء الجلوس. حيث جاء أداء الموظفين العاملين أثناء المشي أسوأ بكثير على كل الجوانب تقريبًا من حيث التفكير، ومن بينها القدرة على التركيز والتذكر، مقارنة بأولئك الجالسين إلى مكاتبهم.

كما جاءت النتائج سيئة للغاية كذلك فيما يتعلق بالكتابة، حيث كان الأداء بطيئًا للغاية ويحمل الكثير من الأخطاء بالمقارنة بالموظف الجالس إلى مكتبه.

ليس للدهشة مجال حيال تدهور القدرة على الكتابة أثناء استخدام المكاتب ذات المشاية، كما يقول مايكل لارسون، أستاذ علم النفس وعلوم الأعصاب في جامعة بريغام يونغ، الذي قاد الدراسة المذكورة، حيث يقول: «إننا لسنا كائنات ثابتة. حتى لو كان مقدار التذبذب في جسدك ضئيلاً، فإنك دائمًا ما تقترب أولاً ثم تتراجع ثانيًا اقترابًا وابتعادًا عن لوحة المفاتيح طيلة الوقت. إن الأمر يشبه الكتابة أثناء التجديف». ولكن درجات الإدراك المنخفضة لدى الموظفين المستخدمين للمكاتب ذات المشاية، مقارنة بالجالسين على الكراسي، لم تكن متوقعة، حسبما أفاد الدكتور لارسون؛ حيث إن غالبية الدراسات التي تدور حول الأنشطة البدنية الإدراكية تظهر أن الحركة تحسن التفكير.

لاحظ الدكتور لارسون أن تلك الدراسات ركزت بصفة عامة على آثار التفكير بعد المشي أو التحرك، وليس على كيفية تفكير الناس أثناء المشي فعليًا. في الدراسة المذكورة، كما يتابع، يبدو أن استخدام المكاتب ذات المشاية يستهلك قدرًا من الموارد الإدراكية المتاحة لدى مجموعة المتطوعين. ومع تكريس جانب من التفكير للحفاظ على توازنهم على المكاتب ذات المشاية، فإنهم يصبحون، بصورة هامشية، أقل قدرة على التركيز والتذكر.

كان ذلك الأثر محدودًا، من حيث اختبار الناس لمرة واحدة فقط أثناء استخدام المكاتب ذات المشاية أو العمل أثناء الجلوس. ومن المرجح للغاية، كما يقول الدكتور لارسون، إنه إذا تكرر استخدام الناس للمكاتب ذات المشاية، فسوف يعتادون على آثارها ويتحسن أداؤهم في المشي والكتابة والتفكير في نفس الوقت. ومن الجدير بالذكر، كما يضيف الدكتور لارسون، أن الأداء الإدراكي للمتطوعين على المكاتب ذات المشاية، وفي حين أنه أسوأ من المجموعة الجالسة على الكراسي، إلا أنه «يبقى في حدود ما يمكن اعتباره طبيعيًا» في كل الاختبارات. فهم لا يفقدون القدرة على الجمع. لم يكونوا فقط بارعين على ذات مستوى رفقائهم الجالسين على الكراسي. والنتيجة النهائية، كما يستطرد الدكتور لارسون، تكمن في أن الشخص الذي يفكر في استخدام المكاتب ذات المشاية عليه التخطيط لفترة من التكيف وقد يكون عليه التعامل مع الآثار المتعلقة بالكتابة وربما حتى التفكير.

ولكن حتى مع ذلك التحذير، كما يقول، فإنه يعتقد أن الفوائد الصحية للمكاتب ذات المشاية ينبغي أن تتجاوز أي انخفاض في الإنتاجية، وفي واقع الأمر، فإنه يخطط لشراء جهاز منها لنفسه.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:52 ص

      أحب الرياضة

      جان زين نشتغل في هالمكاتب

    • زائر 1 | 12:41 ص

      مسخرة

      مسخرة انا اروح النادي ما استخدم غير جهاز المشي ولما اروح اترك تلفوني بالبيت او السيارة لانه ادري ما راح اقدر انتج شي في حال مسيري على الجهاز لأنه لا مجال للتفكير الصحيح .. فهذا شنو يخربط في العمل الله العالم

اقرأ ايضاً