العدد 4666 - الثلثاء 16 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ

ما هي حقيقة ما يجري هناك؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد الحسين حكومة البحرين إلى التحقيق الفوري بادعاءات التعذيب، وإلى حوار حقيقي بين الحكومة والمعارضة، وذلك خلال كلمته في افتتاح الدورة الـ 29 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، الاثنين (15 يونيو/ حزيران 2015).

المفوض السامي لحقوق الإنسان تطرق لأوضاع «عشرات المحتجزين» الذي ادعوا تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة، بما في ذلك سجن جو، داعياً للتحقيق الفوري في هذه الادعاءات، وأن جميع المحتجزين بسبب ممارستهم للأنشطة السلمية ينبغي الإفراج عنهم.

يصادف اليوم الأربعاء (17 يونيو) دخول عدد من سجناء جو اليوم الـ97 وهم في خيام نصبت لهم في العراء، في ظل ما يشهد مركز الإصلاح والتأهيل «سجن جو المركزي» حالياً من حالة ضبابية بشأن مصير نزلائه، بعدما وصفته الجهات الرسمية بـ«تمرد» داخلي في السجن في 10 مارس/ آذار الماضي. والحجة التي سيقت لوضع سجناء في خيام هي إعادة تأهيل المباني التي تم تكسيرها، فهل 97 يوماً غير كافية لإعادة التأهيل، أم أن المباني تم نسفها وسيعاد بناؤها من جديد!

المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف السفير يوسف عبدالكريم عبّر الاثنين الماضي عن خيبة أمل الحكومة البحرينية مما حواه بيان المفوضية السامية لحقوق الإنسان من «مغالطة صريحة» حول أعمال الشغب والتخريب التي افتعلها عدد من نزلاء سجن جو يوم 10 مارس، دون الأخذ في الاعتبار الشرح المفصل الذي قدمته الحكومة للمفوضية السامية الأسبوع الماضي حول تلك الأحداث، مشيراً إلى أن المؤسسات الوقائية الوطنية باشرت، وبشكل فوري، تحقيقاتها المستقلة في الأحداث للوقوف على حقيقة ما وقع وتقديم توصياتها في هذا الشأن للجهات المعنية.

الأمم المتحدة عبر مكتبها الخاص بحقوق الإنسان عبرت عن قلقها «إزاء المعاملة القاسية للمحتجزين في سجن جو بالبحرين بعد أعمال الشغب التي وقعت أوائل مارس»، وطالبت السلطات بإجراء تحقيقات محايدة وعاجلة وفعالة، وضمان حصول أي ضحايا للتعذيب وإساءة المعاملة على التعويضات المناسبة.

كما ذكر المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل، في بيان الجمعة (5 يونيو/ حزيران)، إن قوات الأمن سيطرت على الشغب باستخدام الرصاصات المطاطية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع الكثير من الإصابات، وأن الادعاءات تفيد بأن السجناء أجبروا على البقاء في فناء مفتوح بالسجن لمدة عشرة أيام، قبل وضعهم في خيمتين كبيرتين من البلاستيك، ضمت كل منهما نحو ثلاثمئة محتجز.

منظمة العفو الدولية عبرت عن قلقها البالغ أيضاً إزاء ما يحصل في سجن جو المركزي، بالإشارة إلى «ضرب السجناء واستخدام الغازات المسيلة للدموع في الأماكن الضيقة»، ودعت في بيان لها الأربعاء (18 مارس)، السلطات البحرينية للإعلان عن نتائج تحقيقها عن نتائج الأحداث في 10 مارس.

نتائج التحقيق محلياً في القضية معروفة، فالمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان قرّرت أن يكون تقريرها «سرياً» ليسلم فقط لوزارة الداخلية، بينما كان المؤمل التعامل بشفافية مع الرأي العام في مختلف القضايا لا التستر على ما يحدث. أما الجهات الأخرى، خصوصاً تلك المتعلقة بالتحقيق في هذا الشأن، فبدت بياناتها «متحاملة» على السجناء، بل سعت للتبرير لما حدث داخل السجن.

منظمة العفو الدولية أعلنت عن تلقيها «إفادات النشطاء المحليين وتقارير وسائل الإعلام التي تحدثت عن قيام قوات الأمن بضرب السجناء واستخدام الغاز المسيل للدموع داخل السجن، إلى جانب إفادات عائلات بعض السجناء بشأن انقطاع الاتصالات معهم واستجوابهم بشأن تلك الأحداث»، فيما لازالت جهات رسمية تنفي صحة تلك الشهادات!

ما هو واضحٌ أن عقاباً فرض على السجناء هناك، مع دخولنا فصل الصيف وشهر رمضان الكريم. وهناك أسئلة كثيرة نوجهها للمعنيين: هل وضع سجناء جو طوال الفترة الماضية - والتي شهدت قبل أسابيع موجة غبار غير اعتيادية لم تشهدها البحرين منذ سنوات طويلة- في «خيام» إجراء قانوني؟ وهل يحقّق المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء؟

الغريب أن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان المعنية بالدرجة الأولى بأوضاع حقوق الإنسان في البحرين «ملتزمة» الصمت، ولم تتحدث عمّا شهده سجن جو من أحداث من الطرفين (السجناء أو المسئولين عن إدارة السجون)، رغم أن هذه المؤسسة لديها منشورات ووثائق تتحدث فيها عن «المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء»، بينما تحدّثت عن أوضاع سجن جو منظمة العفو الدولية. بعدها سيخرج علينا من يشكك في «نزاهة التقارير الدولية»، ويشيد بالمؤسسات الحقوقية المحلية، التي تراجع أداؤها كثيراً في الآونة الأخيرة، ولجأت إلى «الصمت» جراء ما يحدث أو كتابة تقارير «سرية لمن يعنيه الأمر.

من حق الأهالي أن يتحدّثوا عن وجود «عقاب جماعي» طال أبناءهم، إذ أن ذلك التخوف نابع من عدم وجود مؤسسة محايدة حقيقةً يمكن أن يثق بها الأهالي تكشف لهم حقيقة ما يجري، حتى فُرض على الأمم المتحدة الحديث عن ذلك.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4666 - الثلثاء 16 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 12:27 م

      سجن جو

      مأساة لحقوق الإنسان

    • زائر 32 | 12:27 م

      ما حدث ويحدث

      ما حدث ويحدث يعلمه الجميع في البحرين، وهو ليس خافياً على احد في العالم فكل التقارير الدولية تتحدث عن ذلك

    • زائر 31 | 12:26 م

      الحقيقة واضحة استاذ

      سوء معاملة وعقاب جماعي

    • زائر 29 | 8:41 ص

      خل

      خل يفعلوون كل شى من الظلم.... الله سياخد حقنا المسلووب ونحن نعول على الله هو فقط الي راح ياخد حقنا من الظلم الذى يجري علينا ونحن ابرياء ولو ادوروون شعب فى العالم طيبة الشعب البحرانى مايحصلوون لاكن مع الاسف حصلنا اناس تكرهنا لاننا متمسكين باهل البيت هادى هى الضريبه الي ندفعها اللهم صلي على محمد واله محمد

    • زائر 27 | 6:34 ص

      اصل التعذيب من الداعم الأكبر

      بريطانيا وهي مؤسسة التعذيب والمسوّق له في معظم الدول التي احتلتها بريطانيا.
      لذلك يجب الاشارة لهذه الدولة التي صدّرت المآسي والقتل للعالم ولا تخجل ان تتحدث عن حقوق الانسا

    • زائر 26 | 6:27 ص

      العالم يعرف حقيقة التعذيب ولكن بسبب الدعم يغض الطرف

      الدول المعنية تعرف الحقيقة وآلام الناس لا تهمها ولا تحرّكها الا مصالحها وليهلك كل العالم فذلك غير مهم

    • زائر 25 | 6:07 ص

      سجن جو

      ما يحدث في سجن جو حقيقة حقوق الانسان في البحرين

    • زائر 24 | 6:07 ص

      التريخ لن يرحمهم

      مقال راءع... والتاريخ لن يرحمهم

    • زائر 23 | 6:06 ص

      موفق

      مقال وثائقي رائع

    • زائر 20 | 5:24 ص

      ماهي حقيقة مايجري هنا داخل الوطن من تباعد والاختلاف الحاد في

      وجهات النظر بالنسبة لازمة الوطن داخل الوطن هو مفتاح الحل الأوحد لجميع العلل التي إصابة جميع المفاصل

    • زائر 19 | 5:09 ص

      إلى متى مساكين ؟

      كل من ألقوا بأبنائنا في السجون طلقاء وإن حصلوا على مكاسب ومراكز في الدولة ينسون الفقراء الذين رشحوهم واختاروهم وقس على ذلك ما يجري في العراق الساسة في حصون مشيدة في المنطقة الخضراء والتفجيرات والقتل للفقراء الذين لا ذنب لهم أما في حسينية أو مأتم أو مدرسة أوتشييع جثمان ماهو ذنبهم ليقتلوا ومع الأسف من يسرقون البلد من الساسة في المنطقة الخضراء يعيشون بأمان ناهيك عن الحراسات التي تحيط بهم لتحركهم من هنا إلى هناك .

    • زائر 18 | 4:30 ص

      يا هانى

      خليهم يحمدون ربهم انهم فى البحرين لو امسوين هذا الشغب فى اى سجن من سجون ايرانى من زمان اعدموهم و اذا خاص كان سنى المذهب

    • زائر 22 زائر 18 | 5:59 ص

      مريض

      مريض الفوبيا

    • زائر 28 زائر 18 | 7:43 ص

      زائر 22

      مب مريض الفوبيا بس انت ما تقبل بالوافع ناس سوت شغب كسرو و احرقو و اعتدو على رجال الامن يعنى الدولة شنو تبى اتسويلهم بس انتو اتحبون شوهون صورة البحرين فى الداخل و الخارج لاسباب السياسية و المذهبية السجن هو السجن حول العالم مب فندق تبى كل شيى على كيفك

    • زائر 17 | 3:17 ص

      احسنت سيدنا

      كلام الكاتب صحيح ومن المشين جدا الصمت الرسمي حيال المجزرة التي حصلت في سجن جو..لايمكن وصف ماحدث للمعتقلين الذين اصيبوا اصابات حسدية حرجة وبعضهم وصل الى حالة الهلوسة او الجنون الا بالجريمة البشعة كما قال النبيل نبيلرجب

    • زائر 16 | 3:04 ص

      الحقيقة مرة

      شكرا عزيزي هاني الفردان على بخصوص موضوع سجناء جو أنا أب لأحد سجناء جو وقد تعرض إبني والكثير من سجناء جو للكثير من المعاملة القاسية والحاطة بالكرامة بحيث أننا وبعد شهر ونصف تقريبا من أحداث السجن وفي زيارتنا الأولى لابننا انهرنا من هول ما شاهدناه من الحالة التي عليها ولدنا حيث أن حتى ملامحه تغيرت من شدة التعذيب والضرب وآثار الكدمات واضحة على وجهه وبقينا ساعة كاملة فقط نستمع لما يسرده علينا مما حصل لهم بعد أحداث سجن جو صرنا في وطن ليس لنا ملجأ إلا الله سبحانه وتعالى وحسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 15 | 3:03 ص

      المخفي أعظم

      ما جرى و يجري على المعتقلين في سجن جو لا يتخيله عاقل، لو كل ما يعرف يقال لندى الجبين مما جرى. للعلم هناك من فقد صحته و أجزاء من بدنه و البعض فقد عقله وانتهى أمره.

    • زائر 14 | 2:48 ص

      للأسف هية ادوار يتلقفونها

      كل من يتابع هذة الامور يري انها ادوار يتلقفونها من اعلامين الى خطباء الي انتهازين مستنفعين والطامة الكبري هية لجان التحقيق والتستر علي هذة الانتهاكات

    • زائر 13 | 2:13 ص

      انا صراحتا مستغرب منكم

      يا اخي من متى الامم المتحده تشوف مصالح الناس ؟؟ ورايحين حقهم وتنادوهم وتناشدونهم وسفرات هالمعارضه رايحين جايين الى الغرب وحاطين املكم فيهم !! يا اخي الناس تدور مصالحها حطها في مخك لا تنخدعون بكلامهم ديمقراطيه وحريه هذا ترى كله خرطي واتركوهم عنكم واللي يبي يعول خله يعول على الله مو على هالغرب الفاسد

    • زائر 12 | 1:54 ص

      زيد بن رعد يعرف جيدا مايحدث في البحرين فماقاله هو الصح والواقع

      أما البحرين شعارها دائما النفي وان هذا غسر صحيح ،، اكيد الحين بقولون ان زيد بن رعد صفوي

    • زائر 11 | 1:51 ص

      الله يعين السجناء

      الديرة متروسة حقد وظلم وفساد الله يفرج ليهم وعن هاالامة هالمحنة العصيبة

    • زائر 10 | 1:06 ص

      عجيب !

      زيد الحسين أردني من العائلة المالكة بل أخ للملك والدرك الأردني هو من قام بأحداث جو، فهل تحتاج لتحقيق ؟ اسئل أخوك وستعرف الإجابة بدون تحقيق .

    • زائر 9 | 12:37 ص

      قل خير او اصمت

      من حقنا أن نرفع دعوة عليك ايضا

    • زائر 8 | 12:12 ص

      تكفي صورة المتهم ان لونه قاتم واهله يبكون مجرد يزورنه

      علام يدل هذا البكاء مجرد للرؤية ان حالة المتهم مزرية جدا غير الامراض والبقع المنتشرة على جسمة التي يخفيها اللباس والشرطي الواقف على راسة الذي يكتم انفاسة عن التعبير ، وخصوصا ذوي الامراض المزمنة ، والبقاء في الخيام الحارقة ، الانسان في بيته والمكيف وبالكاد يتحمل فكيف بالتي تستخدم للزراعة اقصد البيوت البلاستيكية ، الشهر الفضيل شهر الرحمة كما يعبر رسولنا الكريم ،الانسانية الانسانية الانسانية هؤلاء امانة انسانية وطنية الهية سوف تسألون عنها غدا ، بماذا سوف تجيبون جبار السموات والارض ؟؟؟

    • زائر 6 | 11:42 م

      الحل الأفضل للسجناء

      هو اتباع النموذج الامريكي في جوانتانامو ووضعهم في أقفاص مفتوحة من كل جانب الخيام ولا الحيطان اثبتت عدم جدواها بالدليل الامريكي الداعية الاولى للديموقراطية

    • زائر 5 | 11:29 م

      يجب ان نفهم

      نعم يجب ان نفهم سياسة المفوضيه للحقوق الانسان هي تنتقد للمزيد والتشجيع على الدول التي تصون حقوق الانسان با ثباتها على ذالك وهم يعلمون ان البحرين من احسن الدول العربية لصون حقوق الانسان وهذا يعتبر تشجيع وليس انتقاد

    • زائر 4 | 11:21 م

      كلام عادي

      الامم المتحدة لحقوق الانسان دائما تضغط على الطرف الاقوي وهم يعلمون ان البحرين من اقوي الدول العربية في صون حقوق الانسان ولاكن يريدون تثبيتهم على ذالك ودعمهم بقوة با سياسة انتقادهم عادي

    • زائر 3 | 10:59 م

      بخصوص المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان فلن تذكر الحقيقة

      الحقيقة على من يدير مؤسسة حقوق الانسان صعبة الذكر والأسباب كثيرة شعب البحرين طيب ومسالم يحتاج ان يغير من طريقة اسلوب المطالبة وهي إحراج القائمين على هذه المؤسسة في الاماكن العامة وذلك بتذكير هم ومطالبتهم التحلي بالشجاعة المطلوب زياراتهم في منازلهم لعرض معاناة أولادهم وزيارتهم في مكاتبهم وتذكيرهم في حالة عدم امتلاكهم الشجاعة وجب الابتعاد عن هذه المؤسسة هذه مطالب سلمية وجب تفعيلها لان ذهب المعز أعمى ابصر الكثير منهم وجعلهم يخافون خسارته لذلك لا يتكلمون شكرًا ولد الفردان

    • زائر 2 | 10:41 م

      حقوق الانسان

      نسمع عن قلق ونقرأ إدانات لكن لانرى تفعيل أدوات الضغط على الحكومات من الامم المتحدة

    • زائر 1 | 9:53 م

      ياحبيبي ولد الفردان

      البحرين دولة معصومة عن الخطأ وما تتناقله المنظمات الحقوقية الدولية كذب في كذب وتسعى من وراءه تشويه سمعت الوطن .. اخذ الأخبار والمعلومات الصحيحة من المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان الي تم تعيينها من قبل الدولة الي لا تشوف ولا تسمع عن إنتهاكات جرت للمعتقلين فى السجون البحرينية ...طمبورها اقول .. ملجاوي

    • زائر 21 زائر 1 | 5:57 ص

      الدنيا جنة الكافر

      الدنيا جنة الكافر

اقرأ ايضاً