العدد 4667 - الأربعاء 17 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ

مع أبنائنا لتحقيق أحلامهم

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

انتهى عامٌ طويلٌ من الجد والاجتهاد والتعب والسهر والأمل، عامٌ مليءٌ بالذكريات بحلوها ومرها، بجمالها ومعاناتها، بكل ما احتواه من دمع وضحك. ولمن هم في سنواتهم الأخيرة في كل مرحلة دراسية، فإن انتهاء هذا العام يعني انتهاء مرحلة كاملة تتطلب تغيير المدرسة وبالتالي تغيير الزملاء في بعض الأحيان وافتقاد الأصدقاء الذين عاشوا معهم ذكرياتهم لحظة بلحظة.

هذه المشاعر يشترك بها الجميع وتأتي بدرجات متفاوتة، على رغم كل اللوم والانتقادات التي نسلطها على هذا الجيل الذي يطلق عليه بعضنا «جيل الآيباد» وجيل التكنولوجيا، كنايةً عن انحسار مشاعره كما يشعر البعض، وأنا ضد هذا التهجم على هذا الجيل؛ إذ لكل زمن مميزاته ولكل جيل بصمته الخاصة، إلا أن هذا الجيل مازال يعيش اللحظات نفسها الشعور ذاته الذي كنا نعيشه، وكان يعيشه من سبقونا، فهو يفرح بتخرجه من مرحلته الدراسية، ويبكي على من سيفارق من أمكنة ومعلمين وزملاء، خصوصاً حين الانتقال للمرحلة الثانوية التي تتطلب الانتقال إلى منطقة أخرى أحياناً.

المتخرج من مرحلة ما يشعر بأنه كبر وصار أكثر نضجاً، فيسعد لذلك، لكنه يشعر بالقلق من القادم الجديد الذي يجهله إن لم يحصل على الدعم النفسي والمعنوي اللازم، ولم يتلقَ التثقيف حول المرحلة التي سينتقل إليها، وهو ما تحاول بعض المدارس الخاصة تجنيبه طلبتها، إذ تخصّص يوماً دراسياً كاملاً يعيش فيه الطالب مرحلته الجديدة قبل دخول العام الجديد، كي يبعد القلق عن نفسه ويشعر بأن الأمر طبيعي ويسير، ويعيش التجربة قبل أن تصبح واقعاً.

ومع انتهاء العام الدراسي لطلبة المرحلة الثانوية تحديداً، تعيش بعض الأسر في قلق إزاء تقرير مصير أبنائها، معتبرين المرحلة الجامعية هي المرحلة الحاسمة في حياتهم باعتبارها المرحلة التي سيتخصصون فيها ويعرفون مسارهم الحياتي فيما يخص العمل في المستقبل، تراهم يبحثون عن أفضل الجامعات وينتظرون فترة التسجيل للبعثات الدراسية، ويلتهم القلق والترقب نومهم إلى حين ظهور النتائج.

وفي كل عام نرى التظلمات كثيرة، والشكاوى تزداد بسبب عدم ملاءمة البعثات التي أقرتها الوزارة مع الرغبات الأولى لطلبتنا المتفوقين والمتفوقات، وهو ما قد يشعرهم بالانكسار، ويجعلهم بحاجةٍ إلى وقت طويل كي يتأقلموا مع الدراسة الجامعية المفروضة عليهم في تخصص لا يتناسب وميولهم ولا مع معدلاتهم الدراسية.

نتمنى ألا نسمع هذه الشكاوى في هذا العام، وأن يحظى أبناؤنا بما يتمنّون وما يرغبون من تخصصات تناسب ميولهم وقدراتهم ويبنون على أساسها مشاريعهم وأحلامهم في المستقبل، لأنهم يستحقون العيش في سعادة، ويستحقون دراسة ما كانوا يحلمون به منذ نعومة أظفارهم خصوصاً المتفوقين منهم، الذين قضوا جل أوقاتهم منكبين على كتبهم، في جدّ واجتهاد وأحلامهم نصب أعينهم.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4667 - الأربعاء 17 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:24 م

      مقال اجمل من رائع

      شكرا للأنامل الذي خطت هذا المقال الذي يجسد الواقع بكل موضوعية .. شكرا شكرا.. واتمنى حصول المتفوقين على مرادهم

اقرأ ايضاً