العدد 4668 - الخميس 18 يونيو 2015م الموافق 01 رمضان 1436هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

من أضاع عليه فضل شهر رمضان؟

قد يكون أحد الخطباء في الحسينيات مملاً في طرحه الفقهي اليومي عن مفطرات الشهر بثوبها التقليدي المعتاد فيخرج أحد الجالسين غضبان أسفاً ليرتاد إحدى دور السينما لمشاهدة فيلم للممثل المشهور «كلنت ايست وود»! فأيهما من سرق الشهر الكريم الخطيب أم المستمع؟ أن تجد شخصاً منزوياً طوال الشهر في بيته تحت تلفازه يشاهد «بيت الحارة» يرتشف من سجائره بعنوان كف الأذى عن الناس ألا يعتبر ممن خطف الشهر؟ تعقد محاضرة طبية عن الأمراض الشائعة في الشهر الكريم ومنها كثرة التدخين والتشيش ويكون من بين الحاضرين مستر شيشة أو مستر سيجارة ما يضطر للخروج بحجة أن المحاضرة مملة والمحاضر لم يأتِ بجديد لينزوي في أحد المقاهي الشعبية ليكمل سهرته مع حبيبة القلب «الشيشة» فهل هو من سراق الشهر؟!

أن تدخل ربة البيت كل يوم المطبخ وتمكث فيه قرابة الخمس ساعات لتخرج منه منهكة بطبقها الوحيد والمكرر لتقدمه لأبنائها الغاضبين عليها وهي «صالونة اللحم» دون أن تزيد وتنوع من أطباقها ألا تعتبر هذه المرأة ممن قتلت الشهر ودفنت أبناءها أحياء؟

حينما تدخل أحد مجالس الذكر وتالي القرآن يكسّر في آياته مصداقاً للحديث الشريف «ربَّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه» وتالٍ آخر يقرأ القرأن بصوت جميل وهندام جميل ولباسه جميلة لكن وللأسف مطلوب لدى الناس من كثرة ديونه واقتراضه منهم حتى أنه يمر على آية «وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا». إنه يعرف بالرجل الخشبي وصاحب الوجه «الخشبة»! أليس ممن قتل الشهر؟

إنها والله مفارقات الشهر الفضيل الذي يعري للناس ويكشف حقائقهم لأنفسهم وفيما بينهم دون أن يفضحهم بين الخلائق كي يصلحوها ويتصالحوا مع الخالق! وبعيداً عن سراق الشهر الكريم هناك أشد وأقبح من ذا وذاك وهو ممن قتل الشهر الكريم في مهده أو في يوم بزوغ هلاله الجميل كالرجل الملايين والدولارات الذي لايزال يوزعها على رجل المنشار والفأس الذي لايزال منشاره يدمي دماً من نحر الرقاب والرؤوس في الشعب العراقي في الموصل وغيرها ويتباهى بروؤس ضحاياه يلعب بهم كالكرة! ورجل المدفع والبندقية في سورية الذي استبدل مدفع الإفطار للصائمين وفي وقت رفع أذان «الله أكبر» بمدفع الموت والحرق والقتل والبطش! وما فتئ رجل الحزام الناسف في القطيف والقديح أن يختار لضحاياه وقتاً من أكبر وأهم الأوقات وهو وقت لقاء العبد بربه حينما يفجر حزامه في مساجد الله كي يتغذى مع إبليس في نار جهنم تحرق جثته حرقاً حرقا! أليس هؤلاء ممن قتلوا شهر الله الحرام!

مهدي خليل


الجمهور يريدها هكذا!

تحت عنوان «إنهم أفضل من برامجكم التلفزيونية»، تحدّث الكاتب محمد عبدالله عن تهافت القنوات وانحدار مستوى برامجها وما تقدّمه للناس، ونحن معه تماماً فيما ذهب إليه ونزيد أن أحد النقاد كان يقول إن القنوات الفضائية صارت تتنافس مثل الراقصات في الملاهي، فإذا خلعت إحداهن قطعة من ملابسها، أرادت الأخرى منافستها فعرّت (........)!

غير أن المسألة كلها تنحصر في مقولة «الجمهور يريد هكذا»، الشباب الذي يريد الثقافة والعلم والتنوير لن يتسمّرأمام قناة تقول له «مش حتقدر تغمّض عينيك»! أو قناة تبث أفلاماً متواصلة على مدار الساعة يطغى فيه الغث على السمين، أو قناة لا همّ لها إلا إثارة الفتن والإحن وبث الخلاف بين أبناء الدين الواحد.

المشكلة ليست في القنوات التليفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى كالصحافة وغيرها، والخلل ليس في طريقة تفكيرها وخططها ونهجها بقدر ما تكون في المشاهدين والقرّاء أنفسهم، أنت فقط تتبع حجم الاتصالات التليفونية التي ترد على برنامج فني يستضيف مطربة أو ممثل لسؤالها عن آخر أغنية أو سؤاله عما إذا كانت (قُبلته) تلك في فيلمه الأخير كانت حقيقية أم مفبركة!، أو انظر لعدد الزيارات التي تتردد على خبر يتحدث عن (فضيحة) لفنان أو فنانة، أو أن فلانة الممثلة انفصلت للمرة السابعة! أو مقال دسم عن الجنس!، ستجد كماً هائلاً من الذين طافوا وتجشّموا عناء التعليق على ذلك الخبر، في حين أن الأخبار العلمية مهجورة و غير ذات جذب، أما الأخبار السياسية فهي لا تستجلب سوى من لديه حقد أو ثأر لدى طائفة من الناس ليفرغ غلّه بتعليق يكاد يشعل الصحيفة أو الموقع!

الشباب لا يجد نفسه إلا في برامج التسلية والترفيه والإثارة (غير البريئة) لأن وسائل الإعلام في العالم العربي تتعمّد تضليل الشباب وتجهيلهم وتشجيعهم على التفاهة ببرامج وأفلام إثارة الغرائز والشهوات والعواطف سواء غرائز الجسم أو النفس بحيث يصبح أكبر همّ الشباب أو (الشابّات) أن يشبعون غرائزهم بأية وسيلة متاحة ويحققون أحلامهم بالحصول على فتاة تشبه (...) أو تحصل الفتاة على شاب يشبه (...) وأن يصبح ذا مال أو جاه بالبحث عن أقصر الطرق وأسهلها.

قيل قديماً أنه «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»، فلو لم تجد تلك القنوات الهزيلة جمهوراً ومشاهدين ومتواصلين، لكانت أغلقت مثل أي صحيفة أو مجلة عندما لا تجد من يقرؤها، ولكنها تجد العكس فالشركات والمؤسسات التجارية لا تتوقف عن منحها عقود الإعلانات بحيث تجد أن 70 في المئة من وقت بثها مخصص للإعلانات.

ختاماً فإن القنوات التلفزيونية الرزينة والمحترمة والتي اتخذت منهج التوعية وبث المعرفة أصبحت قلة تعد على أصابع اليد مثلها مثل الصحف والمجلات وهي قليلاً ما تصمد أمام عاصفة المنافسة إذ تجد مثل هذه القنوات والصحف والمجلات تتناقص و تتلاشى بسبب شحّ الإعلانات وقلة الإقبال وضيق ذات اليد.

جابر علي


يوم تخرجي...

غرد بصوتٍ مؤنسٍ متغنجِ

في الأفقِ قد لاح السنا بتخرجي

غرد كطيرٍ طار مفتول الجناح

من فوقِ غصنٍ أخضرٍ مبتهجِ

تتغازلُ الكلماتُ فوق دفاتري

كزهورِ نرجس في ضفافٍ أبلجِ

عانقتُ كل أحبتي كفراشةٍ

بين الزهورِ لكلِ حبٍ أرتجي

أمي... أعانقها وأُقَبّل كفها

والدمع قد صهر الفؤاد المثلجِ

كل القوافي فيك تشدو يا أبي

يا مهجة الروح في يوم شجي

أمعلمي شكراً وألفُ تحيةٍ

فلأنت بحرُ قد زها بتموجي

اليوم تاهت أحرفي في وصفكم

واليوم نقتات الثمار النضج

لا حرفَ يزهو دون ذكرِ خصالكم

أنتم أساسٌ والدليلُ تخرجي

علي العجيمي

العدد 4668 - الخميس 18 يونيو 2015م الموافق 01 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:03 ص

      من هو الكاتب ؟!

      الجمهور يريدها هكذا !
      سبق لي منذ أكثر من شهر ربما قراءت هذا المقال ، فمن هو الكاتب بالضبط ؟!

    • زائر 2 زائر 1 | 10:18 ص

      مقال السابق باسم محمد عبدالله وهالمقال باسم جابر علي ..

      لو انك تقرا حرف حرف ما سألت هالسؤال ..(( الجمهور عاوز كدا )).. ماعادت الناس مثل قبل ما تفهم وتمشي ورا الموضة والتلفزيون وماشاكلته ..

اقرأ ايضاً