العدد 4669 - الجمعة 19 يونيو 2015م الموافق 02 رمضان 1436هـ

مادة للأخلاق في المدرسة

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

في العام 2018 ستكون مادة الأخلاق مقرراً إجباريّاً في جميع مدارس اليابان، بعد أن أصدرت الحكومة اليابانية وثيقة توجيهات تجعل تعلم العادات الحميدة التي كانت سائدة في حقبة إيدو، قبل نحو ثلاثة قرون مادة أساسية في المدارس في ذلك العام، وعزت قرارها إلى وجود علاقة بين تراجع مستوى الأخلاق لدى طلاب المدارس الابتدائية وبين تزايد معدلات الجريمة بين الأحداث.

من المهم تدريس مثل هذه المواد التي تربي الطفل على الأخلاق الحميدة واحترام الآخر، مهما كان مختلفاً في عاداته أو توجهاته أو سلوكياته أو ديانته؛ إذ تقول وزارة التربية والتعليم اليابانية إن الهدف من إحياء هذه التعاليم هو تشجيع الطلاب على التفكير دون تحيز، ومنع المضايقات والإساءات في المدارس، للحيلولة بين الأحداث وبين ارتكاب جرائم، وستتضمن المادة الجديدة التركيز على تعليم الأطفال أدق التفاصيل، مثل طريقة المشي، ومستوى الصوت، ودرجة الانحناء عند التحية التي تزداد وفقاً للمكانة الاجتماعية للشخص الآخر، وصولاً إلى الكلمات التي يجب اختيارها عند مخاطبة الآخرين، كل بحسب عمره، كما نقل موقع قناة «الجزيرة».

وإذا كان اليابانيون قد أولوا منذ عهد إيدو في القرون الوسطى اهتماماً كبيراً لطريقة التعامل مع الآخرين، فأصبحت ركناً أساسيّاً في الثقافة اليابانية، وانعكاساً لأخلاق الفرد وشخصيته ودوره في المجتمع، فإن الشرائع السماوية جميعها جاءت لتركز على الجانب الأخلاقي إن تجاوزنا فطرة الكائن البشري الأصلية، وهي التعامل مع الآخرين باحترام ومحبة، كما حدث منذ أول الخلق في علاقة آدم بحواء المختلفة عنه في الطبيعة الجسدية والنفسية.

ولو قمنا في المدارس العربية جميعها بتدريس مادة الأخلاق بعيداً عن نسبها إلى أي دين سماوي أو موضوع، وإرجاع أساسها إلى الفطرة البشرية، لما نما لدينا طفل وفي قلبه حقد على الآخرين، أو استطاعت أية جماعة متشددة أن تميله تجاه معتقداتها، فيرى جرائمها انتصاراً، ويرى قتلها قصاصاً، كما يفعل اليوم أطفال «داعش» على سبيل المثال، وهم يفخخون أنفسهم، ويستعدون لقتل وتفجير المختلفين عنهم في الفكر أو الدين او المذهب.

نتمنى أن تبادر وزارة التربية والتعليم البحرينية بجعل هذا المقرر إجباريّاً في المدارس الحكومية والخاصة، ابتداءً من رياض الأطفال وانتهاءً بالمرحلة الجامعية، وأن تقدم إلينا مقرراً يتناسب مع كل صف دراسي، ويربي الطفل ويقنعه بما هو مكتوب في سطور كتابه، لا أن يملي عليه سلسلة نصائح معلبة، لا تدخل قلبه، يحفظها كي يحرز درجات مرتفعة وبنساها بمجرد انتقاله إلى الصف الذي يليه، ولهذا لابد أن يقوم على هذا المقرر كبار المستشارين النفسيين والتربويين في البحرين ليخرج قويّاً قادراً على تغيير ما قد يرسخ في أذهان الطلاب بأشكال مباشرة وغير مباشرة من القنوات الفضائية والرسوم المتحركة والأفلام السينمائية التي تغذيهم على العنف وكره المختلف عنهم والعنصرية، وهو ما نجده في جميع القنوات الفضائية، حتى التي كنا نظن أنها مختلفة عن سواها، ولابد أن يكون معلمو هذا المقرر من التربويين الذين يشار إلى أخلاقهم بالبنان؛ ليكونوا قدوة لتلاميذهم.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4669 - الجمعة 19 يونيو 2015م الموافق 02 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:57 ص

      الاخلاق تستمد من الاسلام لا من الشيوعيين

      اخلاق الاسلام تستمد من الاسلام بمصادره النقية كالقران الكريم واحاديث ال البيت عليهم السلام، اما نظريات الغرب والشرق من الكفار والشيوعيين ونحوهم فهي ليست مصادر صحيحة وان صحت.
      يبقى التطبيق البعيد عن النفاق الذاتي والاجتماعي والمنطلق من الاسرة واعماق النفس والقدوة الصالحة

    • زائر 5 زائر 4 | 6:33 ص

      سمن على عسل

      احنا اخلاقنا تمام ولا نحتاج تدريس في المدارس ولا شئ وماحصل بيننا هو لايعدو ان يكون سوء تفاهم وسحابة صيف ورجعنا سمن على عسل

    • زائر 3 | 3:27 ص

      بناء الاخلاقيات سمة حضارية متكاملة

      التوجه سليم والفكرة أسلم ولكن، من خلال معيشتي في اليابان رأيت بأن المناهج الدراسية جزء بسيط في بحر التعليم والتهذيب، البيت يؤدب والشارع يؤدب والشركات الكبرى تؤدب والمدرسة تؤدب، إنها عملية تشاركية تشترك فيها جميع الجهات، ليس بحشو الكلام أو النصيحة أبداً، وإنما بالتفاعل والتطبيق من ملك اليابان الى بائع الصحف!!! قوم تأدبوا بأدب الصالحين المتقين فجزاهم الله أحسن ما كانوا يعملون. أما وزارة التربية فإنها فشلت في تعليم الطلاب المهارات العامة فكيف ستنجح في التربية والاخلاقيات ؟؟ !! مستحيييل

    • زائر 2 | 1:19 ص

      مقال اكثر من رائع

      نتمنى من العلي القدير ان بمن على امتنا الاسلاميه جمعاء الاخلاق االحميده كما جاء في الكتب السماويه لاطعنا الله ورسوله واوليائه لما اضعنا وانحرفنا وعشنا بلا تفرقه وعنصريه واحترام الاخر لما شقينا

    • زائر 1 | 11:54 م

      احنا يالله نخلص هالمناهجج

      لي ما يستفيدون منها اليهال لا بالجامعة ولا بالشغل
      عشان تبي يعطونهم بعد اكتاب يحفظونه ويمتحنون فيه
      ورياض الأطفال لي فيهم مكفيهم
      والحالة فعلا كسيفه
      وان حطو كتاب يا بيخلونا اندرسة فوق نصابنا
      أو بيوظفون اوادم تدرسه
      وطبعا بييبون من بره
      والا تدرين نخلي الوزير يدرسه والنواب عشان يتعلمون مره مرة

اقرأ ايضاً