العدد 4672 - الإثنين 22 يونيو 2015م الموافق 05 رمضان 1436هـ

الشهر الفضيل... في القرآن والسنة

الشهر الفضيل... أعظم الشهور عند الله سبحانه وتعالى... شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن والبر والإحسان: شهر رمضان المبارك هو الشهر التاسع من الأشهر القمرية (أشهر السنة الهجرية)، عدد أيام الأشهر القمرية 29 أو 30 يوماً، ويثبت شهر رمضان المبارك برؤية الهلال في نهاية شهر شعبان، قال النبي الأكرم محمد (ص): «أَحْصُوا هلال شعبان لرمضان»...أي ترقَّبوا هلال شهر شعبان لمعرفة ثبوت شهر رمضان. رمضان شهر كله خير.

في شهر رمضان المبارك أنزل القرآن الكريم ليهدي الناس ويدلهم على طريق الخير فعلى من يشهد (يحضر) شهر رمضان أن يصومه. للصائم في شهر رمضان ثواب كبير، فمن صامه لأنه يؤمن بالله ويتقي ويطيع الله سامحه الله وغفر له ما تقدم من ذنبه. فهذا شهر أوّله رحمة وأوسطه غفران من الله وفي نهاية هذا الشهر وعد الله عباده الصائمين المتقين بالتحرير من نار جهنم. فقد قال رسول الله (ص): «شهر أوّلُه رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخِرُه عتقٌ من النار» أي تحرير من النار.

وقد جاء في القرآن الكريم: «يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة: 183)، فالصيام عبادة مكتوبة على المؤمنين (أي مفروضة عليهم) في هذا العصر، كما كُتِبَ على السابقين في العصور الماضية، وهو من أركان الدين، وعلائم الإيمان.

والغاية من فرض الصيام تنمية روح التقوى، ليس فقط بالتمرن على حفظ النفس عن الشهوات الحلال، ليكون حفظها عن الحرام أيسر، وإنما - أيضاً - لان العبادة بشكل عام، سواءً كانت صياماً أو صلاةً أو حجّاً أو غيرها، تقرّب الانسان إلى الله وتزيده تقوى، وفي قوله تعالى: «أياماً مَعْدُودَاتٍ فَمَن كَان مِنْكُم مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيام اُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَـــن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَـهُ وَأن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة: 184)، إن أيام الصيام المفروض معدودة لا تزيد ولا تنقص، فإنه شهر كامل، فمن استطاع الصيام في شهر الله الكريم، فقد أنجز الأيام، ومن تخلف عنه لسفر أو مرض فعليه الصيام شهراً آخر (وهكذا سمي الصيام في غير شهر رمضان بأنه قضاء) والعدَّة تعني أنَّ ما سوى شهر رمضان لا يُشترط فيه سوى التكامل العددي، ولا يجب التتابع فيه، كما يجب في شهر رمضان، وأيضاً يهدينا هذا التعبير إلى أن كل يوم ينقص من شهر رمضان يكتمل بغيره.

أما شروط فرض الصوم فإنها ثلاثة: الشهود (ألاّ يكون المرء على سفر) والصحة والقدرة، فإذا كان الصيام يستنفذ طاقة الفرد كلها عند الشيخ والشيخة فيجوز أن يفتديا بإطعام مسكين عن كل يوم، وإذا أرادا أن يعطيا أكثر من ذلك فهو خير.

لمإذا الصيام في شهر رمضان؟ لأنه شهر القران، ولأن القرآن كتاب الله الذي يهدي إلى الحقائق، وإلى صراط مستقيم، وهو كذلك كتاب بينات يفصل القول في بعض تلك الحقائق مما يحتاج الناس إليه، وهو - إلى ذلك - ميزان يفرق بين الحق والباطل، وحين يصوم المؤمن في شهر القرآن، يستعد نفسياً لتقبل هدى القرآن وبيناته وفرقانه، أَوَلَيس الصيام ينمي التقوى، ويزيد الخشوع، ويورث السكينة؟ وابتداء من رؤية الهلال وشهود شهر الصيام، يجب الإمساك، وهكذا الشاهد الحاضر هو الذي يصوم، أما المسافر فلابد أن يقضي أياماً أخرى بعدة أيام الشهر التي فاتته، وكذلك المريض، والله سبحانه أسقط الصيام عن المسافر والمريض تيسيراً وتسهيلاً، ولكنه فرض أياماً أخر تكميلاً لعدة الأيام التي هي الشهر الكامل.

والصيام - وبالذات في شهر رمضان - من شعائر الله التي يكبر المسلمون ربهم بها، أَوَلَيس قد هداهم إلى الحق؟ أَوَلَيس الإعلان عن هذا الحق ضمن شعائر عبادية ذات فوائد كبرى؟ قال الإمام الصادق (ع): لكل شيء زكاة وزكاة الأجساد الصيام، وعن الإمام الرضا (ع) إنه قال: «إنما أمروا بالصوم لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً عارفاً صابراً على ما أصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب مع ما فيه من الإمساك عن الشهوات، ويكون ذلـك واعظاً لهم في العاجل ورائضاً لهم على أداء ما كلفهم، ودليلاً لهم في الآجل».

العدد 4672 - الإثنين 22 يونيو 2015م الموافق 05 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً