العدد 4679 - الإثنين 29 يونيو 2015م الموافق 12 رمضان 1436هـ

المدرب الوطني في الواجهة

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الموسم السلاوي الجديد قد يكون الموسم الأول من نوعه الذي يبلغ فيه عدد المدربين الوطنيين في الدوري أكثر من 95 في المئة وخصوصاً أن جميع الفرق تقريباً تعاقدت أو متجهة للتعاقد مع مدربين وطنيين باستثناء نادٍ واحدٍ فقط هو المنامة بطل الدوري الذي أعلن عن تجديد التعاقد مع مدربه الأميركي سام فينسنت.

لعبة كرة السلة التي اشتهرت عادة بكثرة المدربين الأجانب مقارنة بغيرها من الألعاب باتت نتيجة لعوامل عدة تفضل المدرب الوطني الذي أصبح في واجهة المشهد حتى في الفرق الكبيرة التي اعتدنا أن نشاهد فيها مدربين أجانب.

الأهلي ومنذ الموسم الماضي على رأس إدارته الفنية المدرب المميز أحمد نجاة، في حين أن الحالة قد أوكل أموره للمدرب الشاب أحمد جان وجاءت المفاجأة أخيراً من المحرق المتجه للتعاقد مع المدرب الوطني الشهير سلمان رمضان في أول تجربة محلية له خارج المنامة.

لا شك أن المدربين الوطنيين قد تطوروا كثيراً في السنوات الأخيرة وبتنا نمتلك جيلاً من المدربين الشباب الذين أثبتوا كفاءتهم على مختلف المستويات، ولكن المؤكد أيضاً أن الأوضاع المالية للأندية البحرينية لعبت دوراً كبيراً في عمليات الاختيار وتفضيل تقليل المصروفات.

العامل الآخر أيضاً هو أن العبرة باتت للمنافسة والبطولات وليس للعمل الفني المستقبلي، بمعنى أن الأندية تبحث عن إنجازات سريعة ووقتية وهذه ما يبرع فيها المدربون الوطنيون الأكثر خبرة ودراية بالكرة المحلية والأكثر قدرة على التعامل مع نفسيات اللاعبين وكلها عناصر مهمة في تحقيق الألقاب.

المدربون الأجانب الأكْفاء منهم خصوصاً يعملون عادة وفق برنامج علمي مستقبلي هو ما أنتج بشكل كبير الأجيال الحالية في كرة السلة البحرينية من لاعبين ومدربين بعد أن تتلمذوا على أيديهم.

غير أن مشكلة الأجانب تتمثل في صعوبة التعامل مع منافسات الدوري المحلي وخصوصاً في المباريات الحساسة على عكس المدرب الوطني الأقدر على التوظيف الفني والخططي في مثل هذه المباريات.

نجاح المدرب الوطني في البحرين مرتبط بالدرجة الأولى بتعامله النفسي وتهيئته للاعبين إلى جانب قدرته الفنية على إيقاف مفاتيح الفريق المنافس وهو ما يبرع فيه عادة غير أنه مازالت تنقصه الكثير من الأفكار والبرامج التي يمكن أن تحقق نقلة نوعية للعبة في النادي.

المؤكد باعتقادي أن المنافسة ستشتد في دوري هذا الموسم بهذا الكمّ من المدربين الوطنيين الخبراء بكل صغيرة وكبيرة بالدوري المحلي والعارفين تماماً بإمكانات اللاعبين وبطرق تحركهم ولعبهم ما يمكنهم من إيقاف خطورتهم، وهو ما قد يجعل مباريات القمة خصوصاً متقاربة إلى درجة كبيرة.

ما أتمناه أيضاً أن يسهم المدرب الوطني في عملية التطوير إلى جانب إسهامه في زيادة حدة التنافس، فمدرب الفريق الأول في أنديتنا لا يعتبر مدرباً خططياً فقط وإنما يعول عليه كثيراً في تطوير كرة السلة في النادي.

وجود المدربين المواطنين على رأس الإدارة الفنية للأندية المحلية بادرة جيدة ويجب تعزيزها وخصوصاً أننا نمتلك كفاءات تدريبية عالية ولكن الأهم أيضاً أن تترجم هذه الإدارة الفنية إلى برامج عمل حاضرة ومستقبلية.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4679 - الإثنين 29 يونيو 2015م الموافق 12 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً