العدد 4680 - الثلثاء 30 يونيو 2015م الموافق 13 رمضان 1436هـ

«إنكار الواقع» يتلازم مع «كراهية الآخر»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الشرق الأَوسط يمرُّ بحرب من نوع مختلف، تتداخل الأطراف فيها من كل جانب، وهي لم تعُد حرباً باردة أو حرباً بالوكالة فحسب، وإنَّما هي زيادةٌ في وتيرة الإرهاب والتطرُّف مصحوبة بترويع الناس، وسفك الدماء، بصورة لم تعرفها المنطقة من قبل.

قد تبدو المسألة سهلة، ويمكن تشخيصها ووضع الحلول الكفيلة باحتوائها، لكن المسألة أكثر تعقيداً. ويكمن جانب من هذا التعقيد بظاهرة «إنكار الواقع» من جانب، و»كراهيَّة الآخر» من جانب آخر.

إنكار الواقع يتمثَّل في رفض الكثيرين قبول الحقائق على الأَرض، وهذا الرفض ينبع من حاجة لاشعورية إلى الدفاع عن النفس؛ لأن قبول الحقائق كما هي يعني أَنَّ على من يقبلُها أَن يبدأ بنفسه قبل أَن يتَّهم الآخرين، وأَن يعالج أوضاعه قبل أَن يتحدَّث عن وجود مؤامرة خارجيَّة أَو كونيَّة ضده. كما أَنَّ الاعتراف بالواقع سيعني أنَّ على الأطراف أَن تفكر في حاضرها ومستقبلها، بدلاً من الإغراق في التاريخ، وماذا حدث بالأَمس، وكيف ننتصر لهذه القضيَّة أَو تلك التي مات كلُّ أَصحابها ولم يعودوا موجودين بيننا.

الاعتراف بالواقع سيتطلَّب الدخول إلى واقع اليوم، والانفتاح على المستقبل، وهذا سيعني مراجعة مناهج التعليم والخطابات والتصريحات والأفكار التي تملأ الدنيا ضجيجاً باسم الدين والطائفة، وتحشّد هذا على ذاك. البقاء في التاريخ أَسهل بالنسبة إلى من ليست لديه رؤية للمستقبل، والبقاء في التاريخ يعني الخروج من معادلة الدنيا الحاليَّة. ولأَننا خارجون عن المعادلة الدنيويَّة فإنَّ القوى العدميَّة تنتشر بهدف القضاء على هذه الدنيا من أجل الحصول على الآخرة.

الاعتراف بالواقع سيعني أيضاً إيقاف خطاب الكراهيَّة الذي تأسَّست عليه جوانب الحياة المختلفة، لكن التخلي عن كراهيَّة الآخر سيعني الحاجة إلى التعايش والتسامح، وهذا سيعني الاشتراك في الشئون الجامعة لأيَّة فئة من الناس يعيشون مع بعضهم بعضاً، وهذا سيعني نهاية الانغلاق على النفس، وإيقاف إصدار الأحكام التنميطيَّة المسبَّقة على الآخرين، واعتماد نهج ينتهي بالناس إلى العدالة والمساواة. ولأَنَّ مثل هذه النتيجة ترعب العديدين، فإنَّهم سيلجأون إلى «إنكار الواقع»، ويلازم هذا الإنكار ضرورة الاستمرار في «كراهيَّة الآخر»، والنتيجة ما نشاهده جميعاً في الوقت الحاضر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4680 - الثلثاء 30 يونيو 2015م الموافق 13 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 8:35 ص

      لا حياة لمن تنادي

      لا حياة لمن تنادي ، الأمر كما ذكرت أكثر تعقيد ، ولا يمكن أن يحل بالنصائح وقول الحقائق أو حتى الاعتراف ببعضها او كلها

    • زائر 19 | 5:40 ص

      من تقصد يادكتور

      "وكيف ننتصر لهذه القضيَّة أَو تلك التي مات كلُّ أَصحابها ولم يعودوا موجودين بيننا."
      كلام سليم ولكن من تقصد بهذه الجمله لان كل طائفه ستفهمها بطريقة مختلفى.
      ادعوكم اخوانى لأبداؤر رايكم فى من يقصد الدكتور بهذه العبارة.

    • زائر 22 زائر 19 | 7:55 ص

      ا

      إخواني ألا تلاحظون خلو مقالاتكم وتعليقاتكم وتحليلاتكم من طرف مهم جدا في المعادله لا يمكن تجاهله حتى نصل الى الحل وبدونه لايمكن حل المعادله . أتعرفون ما هو ؟! اسرائيل اليهود الصهاينه هذه الغده السرطانيه الخبيثه اللتي زرعت في قلب الامه العربيه والإسلاميه اللتي لو عملنا سويا لإستإصالها لتعافى جسد الأمه العربيه والإسلاميه فهي ان اردتم معرفة الحقيقه هي القاعده وهي داعش واخواتها فهي الحيه الرقطاء اللتي تتلون بلون البيئه اللتي تناسبها لتبقى محافظة على كينونتها المثيره للجدل.

    • زائر 25 زائر 19 | 10:10 ص

      جعلنا مذاهبنا تفرقنا

      وهي ميزان الثقة والحق في عملنا السياسي هذا بكامل إرادتنا وتركيا المواطنة التي تجمع الكل

    • زائر 18 | 5:17 ص

      نحنوا من قسم أنفسنا لتيارات منبثقة من المكونين الرئيسيين 1155

      هذا الواقع الذي لا أحد يستطيع نكران ولا نتهم غيرنا سبب فرقتنا نحنوا من جعل الثقة والحق لهذا التيار أو ذاك على حسب تياره المذهبي المواطنة هي العامل الوحيد الذي يجمعنا وكلمة انا بحريني هي فخرنا كلنا فهل نجعل وحدتنا الوطنية هي أساس عملنا السياسي فقط

    • زائر 17 | 4:32 ص

      Too much religion is not good

      دكتور نحن اليوم نعاني تبعات أفكار سيد قطب و الخميني .... الإسلام عندم دخل معترك السياسة فجر مخزون هائل من الأحقاد و النزاعات التي كانت تحت السطح و كانت محصورة في مجالس رجال الدين الخاصة و لم تكن تخرج إلى العامة كما نشاهد اليوم أمامنا. هناك مستفيدين من حالة الإستقطاب الطائفي هذه، هم رجال الدين (السنة و الشيعة) ... و رجال الدين هؤلاء يعتاشون على هذا الإستقطاب لأنه هو الذي يعطيهم مبرر للوجود ... فبدون هذا الإستقطاب لا حاجة للناس لرجال الدين في الحياة السياسية.

    • زائر 14 | 3:27 ص

      من إنكار الواقع إنكار واقع العقائد و النصوص المكفرة

      و من إنكار الواقع دعوى عدم معرفة من سبب المشكلة ؛ و بيد من حلها؟

    • زائر 13 | 3:21 ص

      كثرة التفجيرات من العلامات القريبة .... ام محمود

      ورد في كتاب 250علامة عن الرسول الاكرم (ص) في (كثرة الصواعق عند اقتراب ساعة الظهور) فقال(ص): ( حتى يأتي الرجل فيقول من صعق قبلكم الغداة ؟ فيقولون فلان ) ان الصعق من والصاعق هو احد العناصر الثلاثة التي يتم بموجبها التفجير وهي ( البطارية والصاعق والمادة المتفجرة ) اما قوله (من صعق ) يعني به صاعقة التفجير وليس الصواعق الطبيعة ومن صعق قبلكم الغداة ؟ فهو دلالة على حدوث التفجيرات بشكل كثير ومتسارع بحيث يحدد الغداة حتى لا يشتبه السؤال على المقابل فيخلط بين التفجيرات التي تحدث في الصباح و المساء مثلا

    • زائر 20 زائر 13 | 6:40 ص

      ماسمعنا عن هل الاشياء

      اكيد هل حديث من تاليفك

    • زائر 12 | 3:17 ص

      اي والله يا دكتور كلام في الصميم 100%

      كلام في الصميم لكن هل من يتعض؟!!! هل من ياااخذ العبر ؟!!! هل من يتعلم من اخطائه ؟!!
      اعمتهم الدنيا وحبهم للمصالح والحقد الطائفي والكراسي والتسلق على ظهور الناس والبقاء في مناصبهم سنين طوال في ظل فساد استشرى في البر والبحر

    • زائر 11 | 2:38 ص

      إنهاء التطرّف

      كي نحاول انهاء التطرّف و الطائفية يتوجب أولاً على الطرفين الاعتراف بوجود طائفيين بينهم

    • زائر 10 | 2:34 ص

      منقذ البشرية فقط سينتصر على داعش و السفياني و جيشه ... ام محمود

      المستمد من التعصب الديني والخبرة العسكرية وانتهاجه أقصى درجات العنف".
      وأوضح كاتب المقال أن "قتل تنظيم الدولة الاسلامية للشيعة ليس دليل كراهية، بل لأن أجندتهم شبيهة بجبهة النصرة".
      وأشار إلى أن "العنف الذي نشره التنظيم وإصراره على الانتشار، جلب له العديد من الأعداء". فإيران والولايات المتحدة الامريكية يحاربون هذا التنظيم في العراق وسوريا
      ****
      تعليقي: بوكو حرام و داعش ارتكبوا مجازر تفوق الخيال و السفياني اذا خرج بجيشه المتطور سيرتكب المزيد من القتل هؤلاء ليسوا بشر بل وحوش
      الاسلام تم تشويهه

    • زائر 8 | 2:24 ص

      التحالف الدولي فشل في حربه ضد داعش ما حدث هو التمدد حتى وصل للخليج ... ام محمود

      نشرت صحيفة الإندبندنت تقريراً لباتريك كوبيرن بعنوان "من الذي يمتلك القوة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية؟"
      وقال كوبيرن إن هناك حروباً في 7 دول اسلامية تقع بين حدود باكستان في الشرق ونيجيريا في الغرب، وفي هذه الدول السبع وهي أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال وشمال شرقي نيجيريا، ثمة نماذج محلية من تنظيم الدولة الاسلامية إما مستأثرة بالحكم أو تحاول كسب بعض القوة على الارض
      وأضاف أن السبب وراء الانتشارالواسع لهذا التنظيم في العراق وسوريا منذ عام 2011 يكمن في قدرته على القتال الشرس

    • زائر 7 | 1:54 ص

      الكحل في عين الرمدة خسارة

      حين يسوق الحكماء حكمها وامثلتهم لمن لا يعتبر بها بل لا يعيرها أي اهتمام فذلك يشبه المثل أعلاه

    • زائر 6 | 1:43 ص

      ،،،

      الفكرة الجديدة :قفوا أيها العرب الأغبياء .. لا تصدقوا المؤامرة .. غضوا النظر عن الجرائم و عن المجرم الحقيقي ..فالذي يحمل فكر المؤامرة هو غبي بامتياز "
      (مع أنها حقيقة كالشمس!) هناك دول كبرى تستهدفنا وقنوات اعلامية ضخمة تجيش الرأي العام ضد العربي و المسلم !! وبعد كل هذايأتي شخص غربي ليؤلف كتاب عن عقولنا المتخلفة المحشية بحقيقة أن هناك مؤامرة و مستندا على نفي الحقيقة الكبرى لهذه الحقبة الزمنية ومعتمدا في نشرها على قلام مثقفي العرب لكي نصدق العكس

    • زائر 5 | 1:25 ص

      إنكار واقع تقسيمنا لا يحل ازمتنا

      مشاركتنا جميعاً في العمل السياسي بزول كل الاحتقانات وهذ لاياتي إلا بنصهارنا في جمعيات واحدة بهذا العمل لوحده كفيل بازالة أي شئ غير طبيعي بيننا ويوقف أي سوء فهم ويزيد اللحمة الوطنية بيننا وأي عمل خير بيحمل بصمة الجميع وإنشاء الله احنا كذلك أنصير قدوة الاخواننا الخليجين

    • زائر 4 | 10:38 م

      افيقو

      افيقو من سباتكم قبل فوات الاوان راجعو سياسيكم اتجه المواطن الصالح الذي يريد اصلاح البلد وليس الزاج بهم هم وبهم تقوم البلد ولقد نصوكم وصدقوكم في اقول فال تمد يد من يريد الاصلاح اليهم تحملو كل انوع البلاء حب في هذا الوطن تهجير سجن قتل قطع الرزق وتعذيب كل ماتحمله من بلاء في حب الوطن هم صادقون في حب الوطن فال يكون الوطن صادق في حبهم

    • زائر 1 | 10:01 م

      أهداف داعش حرق المنطقة بمن فيها ... ام محمود

      هناك زيادة في وتيرة جرائم داعش لاهداف ستتحقق لاحقا منها الاطاحة بسوريا و بجبهة المقاومة و منها ضرب البلد الاسلامي الداعم لهم عسكريا و هناك تصريح ل بان كي مون البارحة في الاون لاين نستشف منه الرسالة انه حان وقت التخلص من الرئاسة السورية لانها تسببت بقتل 220 الف سوري مع ان هذا العدد ذهب ضحية المؤامرة الكبرى
      هناك قطع لرؤوس النساء من داعش و هذا شيء رهيب
      و الكويت تعلن انها في حالةحرب معالتنظيم
      اوربا و منها لندن خائفة من الهجمات الارهابية بالاضافة الى ذلك هناك صراعات فكرية و حالة من التشويش والفوضى

    • زائر 9 زائر 1 | 2:25 ص

      نظام بشار الاسد

      نظام بشار الاسد وحزب الله لن يسقطو صحيح هي احلام عند البعض وتحليلات عند البعض الاخر ولكن علة قولتنا مدام ما سقط في ظروف كانت اصعب من هذه

    • زائر 15 زائر 1 | 3:31 ص

      سيسقط نظام بشار بسبب التفجير النووي ... ام محمود

      إسرائيل و حلفاؤها او أصدقائها سيتعاونون لتنفيذ ضربات باسلحة محرمة للتغيير الذي يتمنونه و سينجح مخططهم الشرير مثل ما نجح مخطط داعش في اجتياح الدول العربية و القتل المستمر

اقرأ ايضاً