العدد 4682 - الخميس 02 يوليو 2015م الموافق 15 رمضان 1436هـ

«المنحنى الانتقالي» من الصدمة إلى الاندماج

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يشرح الأنموذج الذي طورته في العام ١٩٦٩ عالمة النفس السويسرية «إليزابيث كوبلر- روس» كيف أن الشخص يمر بخمس مراحل عندما يتعرض لصدمة كبيرة في حياته الشخصية. هذا الأنموذج Kübler-Ross model يتطرق الى سلسلة المراحل العاطفية التي يعاني منها من يمر بصدمة كبيرة، وهي: الإنكار، الغضب، المساومة، الاكتئاب، القبول.

- مرحلة الإنكار تمثل ردة الفعل الأولى؛ لأن الشخص سيخيل له أن ما حدث لم يكن سوى التباس أو كذبة. إنكار الصدمة يساعد الشخص على مواصلة الحياة كأنَّ شيئاً لم يكن.
- مرحلة الغضب وتأتي بعد أن يتعرف الشخص على الموضوع أكثر، وأن إنكار ما حدث لا يمكن أن يستمر.
- مرحلة الإحباط وتأتي بعد أن يفقد الإنسان ثقته بنفسه وبقدرته على الخروج مما هو فيه.
- مرحلة المساومة وتنطوي على نمو الأمل لدى الشخص بأنَّ بإمكانه أن يسعى لحياة أفضل.
- مرحلة الاكتئاب وتأتي عندما يشعر الشخص بأنه لا مخرج له مما هو فيه، وقد يلزم الصمت ويرفض رؤية الآخرين.
- مرحلة القبول وتأتي بعد أن يخرج الشخص من الاكتئاب وتستقر عواطفه ويقبل بالأمر الواقع.
ولكن «كوبلر- روس» استوحت أنموذجها من عملها مع مرضى ميئوس من شفائهم، ولذلك فإنه لا ينطبق على الصدمات الأخرى التي يصادفها الإنسان في حياته.
ولذلك، فإن هناك أنموذجاً آخر يصلح تطبيقه على الأشخاص والمؤسسات عندما تحدث صدمات مفاجئة، وغير متوقعة. والإنموذج الأفضل هو «المنحنى الإنتقالي» Transition Curve وفي هذه الحال، فإن هناك سبع مراحل تحدث أثناء التغيير الذي تمرُّ به المؤسسات الساعية إلى مواكبة أو إدارة الصدمات والمتغيرات الكبيرة.
«المنحنى الانتقالي» يوضح أن المؤسسة أو الشخص عندما يتعرض لتغيير مفاجئ أو صادم في حالة تفرضها ظروف مَّا، مثل الانتقال إلى موقع جديد، تسلم رئيس جديد شئون المؤسسة، تغير أدوار الفريق، نشوء سياسة جديدة، حدوث طارئ أدى الى تغييرات كبيرة، إلخ، فإن هناك سبعة مراحل:
المرحلة الأولى وتتمثل في الصدمة Shock التي تصيب الشخص (أو المؤسسة) مبدئيّاً عندما يحدث متغير ظرفي، وهنا فإن الثقة والكفاءة تنخفض مع ازدياد المخاوف من الطارئ الجديد.
المرحلة الثانية وتتمثل في الإنكار Denial، وهذه تأتي بعد الصدمة، وهي تعبر عن محاولة الشخص أو المؤسسة مقاومة المتغير الجديد.
المرحلة الثالثة وتتمثل في الإحباط Frustration، وهي تأتي مع انخفاض الكفاءة والثقة بالنفس، والشخص قد يتصرف عاطفيّاً مع الوضع الطارئ، والارتباك يسيطر على كيفية التعامل مع الظروف المستجدة.
المرحلة الرابعة وتتمثل بالقبول Acceptance وهي النزول إلى أدنى مستوى الثقة بالنفس، ويشعر الشخص أنه عاجز عن مقاومة المستجد الجديد، وهنا يفكر في التخلي عن السلوكيات السابقة والتخلص من مشاعر الاكتئاب.
المرحلة الخامسة وتتمثل في الاختبار Experimentaion، وهنا يسعى الشخص (أو المؤسسة) إلى تحديد الوضع الجديد وتحديد السلوكيات المطلوبة لمواجهة المستجدات، ويبدأ باختبار بعض الخطوات والسلوكيات الجديدة لتحقيق نتيجة مرجوة، واختبار احتمالات النجاح والفشل مع تطوير مهارات جديدة للتغلب على التحديات.
المرحلة السادسة وتتمثل في التفهم Understanding، وفيها تزيد ثقة الشخص بنفسه وبتطوير كفاءاته أثناء البحث عن معنى، ومن أجل تحقيق النجاح والابتعاد عن الفشل بحسب المعطيات الجديدة. وهنا سيتعرف على بعض السلوكيات التي قد تكون فعالة، وتحديد أهداف واتخاذ خطوات وتطوير سلوكيات للسيطرة على الأفعال وتطوير الظروف ضمن استراتيجيات جديدة.
المرحلة السابعة وتتمثل في الاندماج Integration، وهنا يتمكن الشخص من زيادة ثقته بنفسه وكفاءاته لمواجهة الظروف الجديدة والانطلاق من خلال نظرة مختلفة، والاندماج مع خيارات مستقبلية واعدة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4682 - الخميس 02 يوليو 2015م الموافق 15 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:08 ص

      «المنحنى الإنتقالي»

      «المنحنى الإنتقالي» Transition Curve
      المرحلة الأولى وتتمثل في الصدمة Shock
      المرحلة الثانية وتتمثل في الإنكار Denial،
      المرحلة الثالثة وتتمثل في الإحباط Frustration
      المرحلة الرابعة وتتمثل بالقبول Acceptance
      المرحلة الخامسة وتتمثل في الاختبار Experimentaion،
      المرحلة السادسة وتتمثل في التفهم Understanding،
      المرحلة السابعة وتتمثل في الاندماج Integration، وهنا يتمكن الشخص من زيادة ثقته بنفسه وكفاءاته لمواجهة الظروف الجديدة والانطلاق من خلال نظرة مختلفة، والاندماج مع خيارات مستقبلية واعدة.

    • زائر 3 | 6:22 ص

      الاندماج هو عكس العزلة أي التكاتف والتعاضد في السراء والضراء

      وهذا أهم مرتكزات المحبة والألفة بين الشعب الواحد وهذا يعني الوحدة الوطنية والاستقرار والأمن والأمان لأي مجتمع الذي يجب أن يتمسك فيه الجميع والجميع استشعر خطورة التفريط في هذه الوحدة بعد الكوارث والإرهاب الذي أصاب المنطقة والسؤال المحير هل وحدتنا تمنع تطلعاتنا في العيش الكريم أو المطالب العادلة أو الديمقراطية الصحيحة التي هي عرس الوحدة يوم استحقاقها بعكس ما نفعله يجعلها يوم تفرقتنا

    • زائر 5 زائر 3 | 9:42 ص

      فلنبدأ اندماجها في جميع المؤسسات والوزاراة

      وفي الجمعيات السياسية هذا أساس الوحدة الوطنية وعلى السلطة مسؤلية كبيرة في تحقيق هذا كذالك على رموز المجتمع

    • زائر 2 | 2:37 ص

      رائع

      احسنت ابو علي على هذه السلسلة من المقالات الإدارية والتي يحتاجها الجميع

    • زائر 1 | 10:34 م

      ........ ام محمود

      الناس في المنطقة العربية في حالة صدمة كبيرة و احباط و اكتئاب و خوف من داعش و من تسلطها و قوتها و من تفجير المساجد المتتالية ... اليوم الجمعة ندعو الله ان يحفظ المصلين في كل مكان و يكشف الغمة عن هذه الامة ب....

اقرأ ايضاً