العدد 4683 - الجمعة 03 يوليو 2015م الموافق 16 رمضان 1436هـ

الجيش السوري يقصف مقاتلين يحاولون السيطرة على حلب

قوات تابعة للحكومة بعد معارك مع «داعش»  - AFP
قوات تابعة للحكومة بعد معارك مع «داعش» - AFP

شنت قوات الحكومة السورية غارات جوية كثيفة، أمس الجمعة (3 يوليو/ تموز 2015)، على مواقع مقاتلي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وحولها بهدف صد هجوم كبير يقوده الإسلاميون على مناطق في المدينة تقع تحت سيطرة الرئيس بشار الأسد.

وكان هجوم المقاتلين، أمس الأول (الخميس)، هو أعنف هجوم لمقاتلي المعارضة في حلب منذ ثلاث سنوات ويأتي عقب نجاحات حققتها على جبهات منفصلة في الآونة الأخيرة جماعات من بينها تنظيم «داعش» ومقاتلون يدعمهم خصوم الأسد الإقليميون.

وتقع حلب على بعد 50 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود مع تركيا وكانت أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان قبل نشوب الحرب الأهلية. وتنقسم المدينة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت سيطرة المقاتلين المعارضين منذ العام 2012.

وحلب مهمة بالنسبة للأسد وفقدانه السيطرة عليها سيزيد من تقسيم فعلي لسورية بين مناطق غربية لاتزال تحت سيطرة دمشق وباقي البلاد الذي يسيطر عليه العديد من الجماعات المعارضة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الصراع إن القتال بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة استمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس (الجمعة)، وأضاف أن الغارات الجوية للجيش السوري على مواقع المقاتلين لاتزال مستمرة.

وذكر مصدر في الجيش السوري أنه تم صد الهجوم وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين، مضيفاً أنه تمت الاستعانة بالقوات الجوية والمدفعية لاستهداف المقاتلين الذين استخدموا الأسلحة الثقيلة في هجومهم.

وفي وقت لاحق، عرض التلفزيون الحكومي عشرات الجثث لمقاتلين مسلحين، قائلا إن الجيش قتل ما لا يقل عن 100 مسلح في الهجوم المضاد.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن قوات المعارضة انتزعت السيطرة على بعض المباني من قوات الحكومة عند حي جمعية الزهراء على مشارف المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد. وذكر في وقت لاحق أن المسلحين المعارضين يحققون تقدماً في جزء من غرب حلب يقربهم من وسط المدينة.

وأضاف عبدالرحمن أن 35 مسلحاً على الأقل قتلوا في هذه المنطقة بينهم 12 سورية وآخرون كثيرون من منطقة آسيا الوسطى.

وذكرت تقارير أن غارات جوية نفذت في بلدة أعزاز أيضاً إلى الشمال من مدينة حلب على الجانب الآخر من حدود تركيا.

وقال تحالف لمقاتلي المعارضة يضم جبهة «النصرة» جناح تنظيم «القاعدة» في سورية وجماعة «أحرار الشام الإسلامية» المتشددة إنه أنشأ غرفة عمليات مشتركة لإدارة هجوم «لتحرير» حلب ومن ثم حكمها بالشريعة الإسلامية.

وأوضحت مجموعة أخرى من المعارضين تضم مقاتلين يتلقون مساعدات غربية ويقاتلون تحت اسم الجيش السوري الحر أنها سيطرت على منشأة أبحاث رئيسية بالقرب من وسط المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة.

وقالت مصادر أمنية في تركيا إحدى الدول المعادية للأسد إن السلطات التركية أرسلت قوات إضافية وعتاداً إلى جزء من الحدود مع سورية مع تصاعد حدة القتال إلى الشمال من حلب. لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أوضح أنه لا توجد خطط فورية لأي توغل.

وبينت الحكومة السورية أن مساعدة تركيا لمقاتلي المعارضة كان لها دور مهم في تقدمهم بمحافظة إدلب الواقعة في شمال غرب سورية والتي سقطت في يد المقاتلين منذ أن سيطروا على عاصمة المحافظة في أواخر مارس / آذار.

وذكر المصدر العسكري أن المقاتلين قصفوا مناطق تسيطر عليها الحكومة في حلب بأسلحة من بينها أسلحة ذات قوة تدميرية عالية تعرف باسم «مدافع الجحيم» وهي قذائف مورتر بدائية الصنع تصنع من أسطوانات غاز الطهي.

وانتزعت «داعش» السيطرة في الآونة الأخيرة أيضاً على مدينة تدمر بوسط البلاد من قوات جيش الأسد الذي فقد أيضاً السيطرة على مناطق بجنوب سورية بعد أن بسط تحالف يعرف باسم الجبهة الجنوبية ويتبع نهجاً معتدلاً سيطرته عليها.

وفي تلك الأثناء يحاول الأسد تعزيز سيطرته على مناطق بغرب سورية على الحدود مع لبنان بمساعدة حزب الله اللبناني وبدعم من الحكومة الإيرانية.

وقالت مصادر مطلعة إن حزب الله أرسل تعزيزات في الآونة الأخيرة إلى مناطق قريبة من بلدة الزبداني التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب الحدود مع لبنان في استعداد على ما يبدو للهجوم عليهم.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري، أمس (الجمعة)، أن طائرات حربية سورية قصفت أهدافاً قرب الزبداني فدمرت مخزناً للذخيرة ومصنعاً للصواريخ. وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات موالية للحكومة ومقاتلين شنوا هجوماً على نقطة تفتيش تابعة للجيش في منطقة الزبداني.

ولفت مقاتل من المعارضة إلى أن الجيش كثف غاراته الجوية ويحاول التسلل وراء خطوطهم في البلدة الاستراتيجية التي تقع إلى الشمال الغربي من دمشق.

وقال أبوعبده وهو مقاتل من جماعة «أحرار الشام الإسلامية» المتشددة لـ «رويترز»: «إنه حصار قاس والنظام يتقدم لكن المقاتلين يصدونه. زرعنا متفجرات في الشوارع ونعد أنفسنا لمعارك شوارع ضارية».

العدد 4683 - الجمعة 03 يوليو 2015م الموافق 16 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:33 م

      لا حول ولا قوة الا بالله العظيم

      والله لو مب من التدخلات الي برع سورية ما كانت وصلت سوريا لهالحال .
      المقاتلين معظمهم اجانب يعني حس المعارضة اختفى وصارت تنظيمات ارهابية .
      المشكلة انه هذيلا التنظيمات المتطرفة يالسة تزيد وتاثر بالدول العربية وهذي الي اكلناه منهم حسبي الله عليهم . ماقول الا الله يستر على الشعب السوري ويحفظه .

اقرأ ايضاً