العدد 4684 - السبت 04 يوليو 2015م الموافق 17 رمضان 1436هـ

ألمانيا ترفض إعادة جدولة ديون اليونان ولا تستبعد خروجها من «اليورو»... وحكومة أثينا تتهم دائنيها بـ «إرهابها»

امرأة يونانية تمشي أمام كتابة على الجدران توضح ورقة نقدية بالدولار مع بعض التعديلات عليها باليونانية قبيل استفتاء اليوم - reuters
امرأة يونانية تمشي أمام كتابة على الجدران توضح ورقة نقدية بالدولار مع بعض التعديلات عليها باليونانية قبيل استفتاء اليوم - reuters

اكدت ألمانيا أمس (السبت) تمسكها بموقفها الرافض لإعادة جدولة ديون اليونان ما يعني ضمنيا رفض برلين شطب جزء من ديون اثينا التي تعاني من ازمة ديون دخلت عامها الخامس.

وقال المتحدث باسم وزارة المالية الألماني مارتن ييغر في مؤتمر صحفي انه «من خلال الارقام التي قدمها صندوق النقد الدولي امس لا نستطيع بأي حال من الاحوال التوصل لنتيجة مفادها ان اعادة جدولة ديون اليونان امر ضروري».

وحمل ييغر حكومة رئيس الوزراء اليوناني الكسس تسيبراس مسئولية الازمة المالية في بلاده قائلا ان «الوضع الحالي في اليونان يتحمل مسئوليته سوء الادارة التي تواظب الحكومة اليونانية على انتهاجها منذ بداية يناير/ كانون الثاني الماضي».

وبحسب «كونا» يأتي رفض برلين بعد البيانات التي قدمها صندوق النقد الدولي امس واظهرت ان الحكومة اليونانية تحتاج الى نحو 52 مليار يورو على شكل مساعدات مالية حتى نهاية العام 2018 وان الاتحاد الاوروبي مطالب بتقديم 36 مليار يورو منها.

ومن جانبه، أعلن صندوق الانقاذ التابع لمنطقة اليورو وهو أكبر دائن لليونان الجمعة ان اثينا في حالة عجز عن سداد ديونها لمنطقة اليورو بعد ان تخلفت عن سداد دين لصندوق النقد الدولي. وقال انه يحتفظ بالحق في المطالبة بسداد ديون قيمتها 130.9 مليار يورو قبل موعد استحقاقها.

ولم يستبعد وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله خروج اليونان من منطقة اليورو، إذ يأتي ذلك قبل يوم واحد من الاستفتاء الذي تعتزم اليونان إجراءه اليوم الأحد حول مقترحات الدائنين الدوليين المتعلقة بالإصلاح والتقشف.

وفي تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة أمس السبت، قال شويبله « سواء مع اليورو أو بدونه مؤقتا، فهذا السؤال يجيب عليه اليونانيون وحدهم».

وأصر الوزير الألماني على مراعاة دول اليورو لقواعد العملة الموحدة بشكل صارم، وقال إن «أي وحدة يمكنها أن تنجح فقط في حال تمسك الأعضاء بالقواعد، ومن باب نقد الذات علينا أن نعترف اننا كنا، نحن الألمان والفرنسيين، أول من كسر قواعد استقرار اليورو في العام 2003 وكانت تلك هي الخطيئة».

وتوقع شويبله ألا تنجم تهديدات من القطاع المصرفي في اليونان للمؤسسات المالية الأخرى في أوروبا وأوضح أنه «حتى في حال انهيار بضعة بنوك فإن خطر العدوى سيكون ضئيلا نسبيا».

واختتم شويبله تصريحاته بالقول إن رد فعل الأسواق خلال الايام الماضية اتسم بالتحفظ «ما يظهر أن المشكلة تحت السيطرة».

ومن ناحية أخرى قال المستشار النمساوي فرنر فايمن أمس انه يجب انتظار نتيجة الاستفتاء الشعبي الذي سيجري اليوم (الاحد) في اليونان قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بهذا البلد.

ووصف فايمن أمس عقب اجتماعه في فيينا مع النائب الاول لرئيس المفوضية الاوروبية فرانس تيمرمان مغادرة الحكومة اليونانية لطاولة المفاوضات واعطائها توجيهات الى الشعب اليوناني بالتصويت ضد الاصلاحات التي طلبها الدائنون بانه «تصرف مخجل».

واكد المستشار النمساوي ان الابواب ما تزال مفتوحة امام الحكومة اليونانية الا ان المبادرة لإيجاد حل يحب ان تأتي من اثينا نفسها.

على صعيد متصل أعلن صندوق الاستقرار المالي الأوروبي المعني بإنقاذ الدول الأعضاء في منطقة اليورو تعثر اليونان رسميا بعد اخفاقها في تسديد ما قيمته 1.5 مليار يورو لصندوق النقد الدولي في الـ 30 من يونيو/ حزيران الماضي.

وقال كلاوس ريغلينغ رئيس الصندوق الذي يتخذ من لوكسمبورغ مقرا له في بيان إن «صندوق الاستقرار المالي الأوروبي هو أكبر دائن لليونان كما ان تعثرها في سداد ديونها مدعاة للقلق ويخرق تعهد اثينا الوفاء بالتزاماتها المالية لجميع الدائنين» لافتا ايضا الى ان ذلك سيفتح الباب أمام عواقب وخيمة على اقتصاد اليونان وشعبها.

يذكر أن صندوق الاستقرار المالي الأوروبي بدأ في الـ21 من فبراير/ شباط 2012 تقديم برنامج مساعدات لليونان ينتهي في الـ31 من ديسمبر/ كانون الاول 2014 ولكن تم تمديده مرتين بناء على طلب الحكومة اليونانية.

واتهم وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس أمس السبت دائني بلاده بـ «الارهاب» وبأنهم يريدون «اذلال اليونانيين» الذين دعيوا الى استفتاء الاحد حول المقترحات الاخيرة للجهات الدائنة.

وفي مقابلة مع صحيفة الـ «موندو الاسبانية»، قال فاروفاكيس، ان «ما يفعلونه مع اليونان يسمى ارهابا». واضاف ان «ما تريده بروكسل والترويكا اليوم، هو ان تفوز الـ «نعم» حتى يتمكنوا بذلك من اذلال اليونانيين».

وفي حديثه عن السياسة التي يعتمدها دائنو اثينا، صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي والاتحاد الاوروبي، تساءل الوزير اليوناني «لماذا ارغمونا على اقفال المصارف؟ لماذا يبثون الخوف بين الناس؟ وعندما يعمدون الى بث الخوف، هذه الظاهرة تسمى الارهاب».

وقال وزير المالية اليوناني «ايا تكن نتيجة الاستفتاء، سيتم التوصل الى اتفاق الاثنين، انا مقتنع بذلك اقتناعا تاما. اوروبا تحتاج الى اتفاق، واليونان تحتاج الى اتفاق، بحيث اننا سنتوصل الى اتفاق».

وقال فاروفاكيس الذي يكرر القول انه سيستقيل اذا ما فازت الـ «نعم» ان «ما تريده بروكسل والترويكا اليوم هو ان تفوز الـ «نعم» حتى يتمكنوا بذلك من اذلال اليونانيين».

واتهم ايضا معارضيه بأنهم يريدون ان يجعلوا من «اليونان عبرة للآخرين» فيما تزداد قوة حزب بوديموس اليساري الراديكالي في اسبانيا، حليف حزب سيريزا اليوناني، مع اقتراب الانتخابات التشريعية.

وخلص فاروفاكيس الى القول «اعتقد ان اوروبا كلها تحتاج الى احزاب مثل سيريزا وبوديموس، احزاب تنتقد النظام لكنها موالية للاتحاد الاوروبي وديموقراطية. معارضونا يريدون تصويرنا بوصفنا رافضين للاتحاد الاوروبي، لكن لا، هذا ليس صحيحا، نحن لسنا كذلك».

العدد 4684 - السبت 04 يوليو 2015م الموافق 17 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً