العدد 4688 - الأربعاء 08 يوليو 2015م الموافق 21 رمضان 1436هـ

تكفير يسبق القتل والتفجير

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تكفير أي شخص أو جماعة، يعني فيما يعني، طرد ذلك الشخص أو الجماعة من دين الإسلام، وإعلانه كافراً، وتنجيسه. بعد ذلك، فقد يخطو من يقوم بالتكفير خطوة أخرى عبر تحليل قتل وسلب الغنائم وهتك حرمات مَن تمَّ طردُهم من الدين. هذا النهج خطير جداً وهو بدأ في صدر الإسلام، ويتمُّ إحياؤه بين حقبة زمنية وأخرى، ونحن نمُرُّ حالياً بإحدى تلك الحقب التاريخية التي يتمُّ فيها تكفير الآخرين واستباحة كلّ ما يمكن فعله لإيذائهم أو قتلهم.

التكفير لا يطال فئة دون أخرى، فحتى الحركات والأشخاص يصيبهم هذا البلاء، وهذا ما حصل لكتّاب وفنانين وممثلين، وهناك تكفير متبادل أيضاً بين حركات تنشقُّ عن بعضها البعض.

ما نشهده حالياً من أحداث مأساوية وبشعة له نسق معروف، يبدأ بفتاوى وخطب وكتابات لتكفير شخص ما أو جماعة ما، ومن ثم تحدث الخطوة التالية وهي القتل الاستهدافي أو التفجير العشوائي.

في ستينات القرن الماضي بدأت تنتشر أفكار أدّت إلى تكفير المجتمع، ومن ثم الدعوة إلى الهجرة من بيئة ذلك المجتمع، وإعلان الجهاد من خلال عمليات القتل والإرهاب. هذا الفهم الخطير لتعاليم الإسلام وصل حالياً إلى قمته عبر تشكيل جماعات متطرفة في أماكن عديدة في أنحاء العالم، وهذه تفنّنَت في كيفية قتل الناس وسبْي النساء وتخريب العمران، كلُّ ذلك باسم الإسلام، وكأنّ ديننا العظيم يدعو إلى تحويل حضارة الإنسان إلى غابة من الوحوش التي لا تعرف شيئاً غير العبث والقتل.

إن من المصائب التي نعيشها حالياً أن المسلمين هم أكثر مَن يعتدون على المساجد، وهم أكثر من يقتلون المصلين فيها، وهو أمر لو قام به آخرون لحدثت استنكارات لا أول لها ولا آخر.

إن ضحايا هذا الطرح ليسوا طائفة واحدة، أو أشخاصاً، أو جماعات هنا وهناك، وإنما هي البشرية كلها وتاريخها وتراثها؛ لأنّ هذا النهج يمثل قمة في «الكراهية» التي أدّت إلى حروب وفتن وحشية لا منطق لها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4688 - الأربعاء 08 يوليو 2015م الموافق 21 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 6:10 ص

      لماذا تم إحياء هذا النهج الخطير و هو التكفير و المطاردة و الايذاء والقتل لطائفة معينة؟؟ ... ام محمود

      هذا النهج قديم يستخدمه الأعداء بين فترة اخرى لتدمير الدين و تخريب الدول و لقد تفننوا في زماننا في استهداف الجيوش و المراكز المهمة و المساجد واشعال الفتن و الحروب في حرب غزة مثلا تم تدمير اكثر من 80 مسجد ..
      تركز كثيرا في مقالاتك على حضارة الانسان و كيف انها تحولت الى غابة من الوحوش تعيش العبثية و الوحشية و الفتك الدموي وهذا كله من احداث آخر الزمان قال الامام علي ع متحدثا عن علامات قرب الفرج: إذا كثر الجور والفساد و ظهر المنكر و أمر الناس به و نهووا عن المعروف وكثر القتل و استخف الناس بالدمــاء.

    • زائر 7 | 5:48 ص

      الحروب و الفتن و الاساليب الوحشية ستزداد في العامين القادميين .... ام محمود

      مقالك بالأمس ممتاز عندما قارنت بين استشهاد الامام علي ع في مسجد الكوفة و بين ما يقوم به الارهابيين هذه السنوات من قتل المصلين في المساجد و تفجيرهم و هم راكعون بالرغم من مرور اكثر من الف عام على الجرائم التي قامت بها الدولة العباسية و الدولة الأموية و هي الشجرة الملعونة في القرآن نرى النهج نفسه يعود لتكفير المسلمين و قتلهم و الشهور القادمة سيحدث فيها المزيد من القتل و التفجير تونا في البداية جميع الدول تقريبا عندها استنفار و الجيوش اعدت لاي هجوم من داعش و الجزائر حدث فيها اقتتال غريب بين طائفتين

    • زائر 6 | 5:38 ص

      ( أعداء الاسلام لم يهدأوا في اي زمن من الأزمان و التاريخ يشهد عل ملاحقتهم للمسلمين و قتلهم بأبشع الطرق و آخرها صناعة داعش للبطش بجميع الطوائف )... ام محمود

      لقد حذرنا النبي ص من اليأس فنقل لنا ما خط بقلم القدرة على اللوح المحفوظ من قدر الله و قضائه فقال أخبرني جبرائيل انهم يظلمون بعدي و أن ذلك الظلم يبقى حتى اذا قام قائمهم وعلت كلمتهم و اجتمعت الأمة على محبتهم و كان الشانيء لهم قليلاً والكاره لهم ذليلاً و كثر المادح لهم و ذلك عند تغير البلاد و ضعف العباد و اليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم المهدي من ولدي بقوم يظهر الله الحق بهم و يخمد الباطل باسيافهم معاشر الناس ابشروا بالفرج فان وعد الله لا يخلف و قضاؤه لايرد وهو الحكيم الخبير و ان فتح الله قريب

    • زائر 5 | 5:35 ص

      تشكيل جماعات متطرفة وتوظيف النت ووسائل التواصل لتكفير طائفة و قتلهم بعد ذلك بأبشع الطرق ... ام محمود

      قال الامام علي ع شيعتنا و محبونا عند الناس كفار و عند الناس خاسرون و عند الله رابحون فازوا بالايمان و خسر المنافقون
      وقال الامام الحسين ع له غيبة يرتد فيها قوم و يثبت على الدين آخرون فيؤذن لهم و يقال لهم : متى هذا الوعد ان كنتم صادقين؟ أما إن الصابر في غيبته على الأذى و التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله ص.
      دكتور منصور التكفير لنا والاستهداف و القتل و التفجير لن يغير من ايماننا بان الحق مع خاتم الرسل و اهل بيته ع الذين ظلموا من بعده و تم مطاردتهم و قتلهم بعضهم بالسيف و البعض بالسم

    • زائر 4 | 3:02 ص

      التكفير

      صحيح هناك من يكفر جماعه او طائفه وكل جماعه او طائفه تعتبر هي على حق والاخرين على باطل لكن من يسب الصحابه والخلفاء الراشدين وام المؤمنين في العلن وعلى المنابر واستفزاز مشاعر الامه الاسلاميه لا يحتاج وقفه من كتاباتك لعلمك داعش نشاء في الفتره الاخيره وهو رده فعل

    • زائر 10 زائر 4 | 8:32 ص

      تبرير ممل

      تملل العالم وهو يسمع منك هذه الأسطوانة المشروخة
      مع علمكم ان كل مراجع الشيعة تحرم سب الصحابة وأمهات المؤمنين ،، أنتم تبحثون عن تبرير لجماعاتكم
      المتطرفة التي تعيث في الارض فسادا ودمار .. تحياتي

    • زائر 11 زائر 4 | 8:56 ص

      هؤلاء ارهانيين أغلب المسلمين تبرىء

      إذا لم ينقح الكتب الموروثة للمذاهب عن تكفير بعض لا يحل السلام أم الكذب على بعض لا يحل المشكلة

    • زائر 3 | 1:21 ص

      البشرية كلها هكذا والديانات والمذاهب كلا يكفر بعضه

      ومن غير هذا لا تستطيع أن تدعي صواب موقفها لأن جميعها تعتقد أن الصواب لا يحتمل إلا مذهب واحد وهذا موجود في تراثها التاريخي الذي أصبح في هذا الوقت متداول ومكشوف أما العالم كله وعند الاحتجاج أمام الغير الكل يظهر المكياج المزيف وهو يعرف هذا لا يغطي الحقيقة لذلك الشعوب المتحضرة أبعد هذا عن التناحر وسنة قوانين تحمي الكل

    • زائر 2 | 12:11 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،، الجماعة التكفيريه لا بد انهم اناس طغت على نفوسهم المريضه احقاد دفينه ،،ورست على السطح ل تلوث المجتمع ،، يجب علينا جميعا ان نطهر مجتمعاتنا ونحصنها من هذا { السل } السلام عليكم .

    • زائر 1 | 10:46 م

      من يرعاهم

      كل تلك الاسلحه مالمتفجرات من اين لهم من مصادر قويهاو مافيا دوليه لضرب الاسلام والمسلمين

اقرأ ايضاً