خلال شهر رمضان المبارك تقضي غالبية الأمهات نهارهن وربما جزءًا كبيراً من المساء في المطبخ، حيث ينشغلن بإعداد ما لذ وطاب من أطباق لأسرهن.

جميل جداً أن تهتم الأم بأسرتها وبصحتهن، ولكن هل من العدل أن تبقى غالبية الأمهات وربما الأخوات حبيسات المطبخ خلال شهر رمضان، إذا يقضين ما يزيد عن 50 في المئة من اليوم في المطبخ بين طهي وجلي وتنظيف، فيما يرتاح باقي أفراد الأسرة بين النوم والسهر ومشاهدة التلفزيون والتزاور والعبادة وقراءة القرآن، فيما يضيق على الأمهات اليوم دون أن تنجز شيئاً يفيدها، كأن تقرأ القرآن أو تزور قريباتها.

رسول الله (ص) قال في شهر رمضان: “لو علمتم ما في رمضان من الخير لتمنيتم أن يكون رمضان الدهر كله”... “الخير” في هذا الشهر الفضيل لن يكون في المطبخ، بل فيما نلمسه ونعيشه من أجواء روحانية في هذا الشهر المبارك، فكيف نفوت على أمهاتنا وأخواتنا هذا الخير، هل ستجعل الأنانية تسيطر عليك، وخصوصاً ونحن نعلم بأن شهر رمضان فيه تهذيب للأنفس، لما لا نساعدهن في أعمال المنزل والمطبخ حتى يتمكن فيما بقي من اليوم من السعي في تحصيل خيرات هذا الشهر المبارك.

بالنسبة لي شخصياً فإنني أقوم بمساعدة والدتي إما في المطبخ أو في الاعتناء بإخوتي الصغار، والمساعدة على إبقائهم هادئين، حتى تتمكن والدتي من إنجاز أعمالها المنزلية بما فيها الطبخ في أقصر وقت، حتى تتفرغ من بعد الفطور للتزاور مع الأهل والأصدقاء ولتدارس كتاب الله والتسبيح والاستغفار.

فلنكن أصدقائي ممن يساعد أمهاتهم وأخواتهم في أعمال المنزل، حتى يعم الخير علينا جميعاً، وبالتالي لن ينقضي عنا شهر رمضان إلا ونحن جميعاً ومن دون استثناء قد جنينا من الخيرات الكثير الكثير مما يسعد به قلوبنا جميعاً.

مناهل