العدد 4690 - الجمعة 10 يوليو 2015م الموافق 23 رمضان 1436هـ

العصفور: لابد من معالجة فكرية لجذور التطرّف والتعصب... وإيقاف أبواق الفتنة والمحرضين

الشيخ ناصر العصفور
الشيخ ناصر العصفور

قال خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور، في خطبته أمس الجمعة (10 يوليو/ تموز 2015): «إن أوطاننا تحتاج إلى خطوات جادة عاجلة وفاعلة لمعالجة الأخطار المحدقة وعلى المستويات كافة، وذلك بتعزيز المواطنة وقيم المواطنة الحقيقية، فالعلاقة بين الطائفية والمواطنة عكسية بِمعنى كلما طغت إحداهما انخفضت وضعفت الأخرى وبالتالي فإن من الضروري جداً تعزيز وترسيخ قيم المواطنة الحقيقة والعدالة الاجتماعية والإصلاح عندها تضعف وتتلاشى الطائفية وتزول نهائياً». كما شدد العصفور على الحاجة إلى معالجة «دور التربية والتنشئة والتعليم في البيت والمدرسة وفي الجامعات والمعاهد العلمية وملاحظة مناهج التعليم في ترسيخ قيم التسامح والتعايش»، إلى جانب «المعالجة الفكرية لجذور التطرّف والتعصب، وهذه مهمة أهل الفكر والاعتدال من مفكرين وعلماء، والمشكلة الكبرى حينما يتحول بعض هؤلاء من دعاة إصلاح وتعايش إلى مادة للفتنة والتحريض الطائفي، والمنابر التي يفترض أن تدعو إلى السلم والمحبة والتقارب وتعزيز الإخوة الإيمانية بين المسلمين توجه التهم والقذف للآخرين ولعقائدهم فمن ينتظر منهم العلاج يتحولون سبباً للبلاء ومنشأ للفتنة والطائفية، أي من يرتقب أن يعالجوا المشكلة يتحولون إلى جزء من المشكلة والمعضلة».

كما ذكر العصفور أن «دور الإعلام ووسائل الإعلام في نشر ثقافة التسامح والتقارب مؤثر جداً، فإذا تحولت هذه الوسائل إلى أدوات للفتنة والتفرقة والتأجيج والتحريض بدل أن تسهم في معالجتها أو الحد منها فهذه مشكلة كبيرة».

كما طالب بـ «إيقاف أبواق الفتنة والمحرضين، وتجريم من يمارس الطائفية خطاباً وفكراً وممارسة وأن لايتركوا يبثون سمومهم وفتنتهم لتسميم الأجيال والناشئة».

وفي خطبته، قال العصفور: «إن التطرف والطائفية المشكلة المعاصرة الحاضرة في كل البلدان والأوطان والتي لا ينحصر خطرها على العالم الإسلامي فحسب بل هي مشكلة عابرة للقارات وتهدد أمن واستقرار المجتمعات البشرية كافة والتطرف كظاهرة لا تختص بمجتمعاتنا وببلداننا فالتطرف يمكن أن يوجد في كل الثقافات ولا يختص بدين أو أمة أو ثقافة، فالتعصب والمغالات والاستبداد وغيرها من أسباب يمكن أن توجد في أي مجتمع وأمة أو ديانة وملة».

وأضاف أن «الدول الأوروبية عانت في مراحل سابقة من الاحتراب والنزاعات والتطرف الديني والعرقي واستطاعت أن تتجاوز مرحلة الصراعات والحروب الأهلية والدينية والعرقية في العصور الوسطى، تجاوزت هذه المرحلة المظلمة وانتقلت إلى الدولة الحديثة وتحولت إلى مرحلة البناء والإعمار والثقافة والاشتغال بالعلوم والصناعة إلى أن وصلت إلى هذه المستويات من التقدم والبناء والازدهار».

وذكر أن «المجتمعات الإسلامية مع الأسف وهي في هذا القرن الواحد والعشرين مازالت تعيش مجتمعاتها حالة من الهشاشة وعدم الحصانة من تأثيرات التطرف والمغالاة والتعصب والاستعداء وتنساق سريعاً إلى الافتتان بالتطرف والعصبية وتستهويها أصوات الطائفية في كثير من مواقعها، والأخطر هي ممارسات العنف والقتل والتفجير والتدمير التي نشاهدها الآن ونعايش آثارها وأضرارها المدمرة للأوطان، وبالتالي فهي الآن تمر بأصعب المراحل والفترات وتتعرض لأقسى الابتلاءات والاختبارات وإذا لم يتدارك المعنيون في هذه البلدان من ساسة وحكومات وأنظمة وشعوب ومجتمعات وخصوصاً أهل الفكر والحكمة والاعتدال والوسطية بأن يأخذوا دورهم ويتحملوا مسؤلياتهم في هذه المرحلة الحرجة والصعبة وإلا فإن النتائج وخيمة وكارثية والمستقبل قاتم ومظلم». وختم خطبته بالقول «يا أمة الإسلام ما أكثر البلدان التي تعج بالمذاهب والأديان والملل والنحل المتنوعة والأفكار والمبادئ المختلفة، وهم يعيشون في أوطانهم في أمان واستقرار واطمئنان ونحن أمة القران ونحمل رسالة الإسلام، دين واحد وكتاب واحد ونبي واحد وقبلة واحدة تركنا المشتركات وهي الأعم الأغلب وركزنا على الاختلافات والفروقات وهي محدودة جداً فلماذا كل هذا التمزق والتحزب ولماذا نخلق العداوات ونعمل على تأجيج الصراعات فهل نحن أحرص على الدين من صاحب الدين رسول الإسلام (ص) الذي حذرنا من كل ذلك وأوضح لنا بجلاء سبيل الخلاص والنجاة من الفتن».

العدد 4690 - الجمعة 10 يوليو 2015م الموافق 23 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 9:30 م

      ... السابق

      يا شعب البحرين .. في مسجد الفاتح و في مسجد العالي .. الكل ينادي بمحاسبة المثيرين للفتن .. هل الحكومة جادة في ذلك .؟؟
      أذن ارونا محاسبة النائب السابق .. الذي سب الشيعة في البحرين ... زز الجميع يعرفة ...

    • زائر 14 | 4:35 م

      شيخنا انت تعرف وين الخلل

      الخلل واضح في الطائفية والتمييز بين المواطننين ويجب على الدولة ان تعمل بالمساوة في كل شيي العمل والدراسة والبعثات الاسكان ومع الاسف.....وبن البلاد جوعان ولا يوجد له عمل ولا سكن

    • زائر 12 | 11:37 ص

      نحن نرفض الطائفية .

      من الي حشد إلى الطائفية .هدم المساجد وتكسير المأتم .ليش ما وقفت وقلت إلى الحكومة ليش هدمتون المساجد .قول الأمام علي عليه السلام. كونو مع المظلوم عوناً ومع الظالم خصماً. حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 10 | 6:20 ص

      هل سمع احد عالم شيعي يتعرض لإخوان السنة

      لكن نحن سمعنا بعض الخطباء من اهل السنة يصفنه بأوصاف ولا من محاسب

    • زائر 11 زائر 10 | 7:47 ص

      لا يمكن

      معتنقي مذهب اهل البيت لا يمكن ان يحرضوا على كره الأخر

    • زائر 8 | 5:55 ص

      شكرا لك

      شكرا لك يا شيخ . انت ابن ذاك الاسد

    • زائر 7 | 5:47 ص

      المواطنة الكاملة

      المواطنة الكاملة للمواطنين وإعطاءهم حقوقهم هي الحل

    • زائر 5 | 1:10 ص

      مواطن وطني

      من الغريب يا شيخ انك تعرف من هم أساس الطائفية والتكفيريون وأصحاب المصالح في البلد ونحن كمواطنين نعرف كلنا المشكلة الحقيقيه التي هي مطلب شعبي يطالب بالحق والعدالة ومحاسبه من هدم المساجد لكي يجعلها طائفية وخاب ضنه . فهل تستطيع أن تذكرهم أم انك كنت في عالم آخر

    • زائر 2 | 10:45 م

      نفاق وتودد

      معروف هذا التيار من الأزل مناصب وأموال القول قولك يايبه وراي رايك يايبه يا اهل عالي الى متى تصبرون عليهم .

اقرأ ايضاً