العدد 4696 - الخميس 16 يوليو 2015م الموافق 30 رمضان 1436هـ

الثوب الشعبي خيار البحرينيين الأول لـ «فرحة العيد»

محلات اعتذرت للزبائن منذ بداية رمضان... وأخرى مطالبة بإنجاز 3000 طلب

عامل بأحد المحلات يأخذ المقاسات من أحد الزبائن
عامل بأحد المحلات يأخذ المقاسات من أحد الزبائن

يحرص غالبية البحرينيين على ارتداء الثوب الشعبي الخليجي في المناسبات والأعياد الدينية، معتبرين ذلك «جزءاً من الموروث الثقافي الشعبي الذي يجب التمسك به من جهة، ولأنه زي يضفي الكثير من الزهو و «الكشخة» على مرتديه من جهة أخرى». بإزاء ذلك تشهد محلات خياطة الثوب الخليجي الشعبي استعداداً لعيد الفطر المبارك اكتظاظاً كبيراً من ناحية عدد طلبات الخياطة، الأمر الذي دفع محلات للاعتذار عن استقبال طلبات الزبائن منذ الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، فيما كشف آخرون أن محلاتهم استقبلت نحو 3000 طلب خياطة للأثواب كلها للعيد.

نعمل حتى الثانية صباحاً

عامل الخياطة راجين وهو هندي الجنسية، كان أول من التقتهم «الوسط» خلال جولتها على محلات الخياطة المتراصة على طوال شارع المعارض. راجين يعمل في محلات أعز الأوطان لخياطة الثياب منذ 18 عاماً كما قال، وأكد أن المحل توقف عند استقبال أية طلبات جديدة لعيد الفطر منذ اليوم السابع من شهر رمضان المبارك، مرجعاً ذلك إلى العدد الهائل من الزبائن الذين سبقوا إلى حجز أدوارهم، مشيراً إلى أنه يخيط في اليوم الواحد نحو 100 ثوب حتى يستطيع تلبية جميع الطلبات المتراكمة لديه، بما يصل في المجموع الكلي إلى 3000 طلب خلال شهر ونصف تقريباً.

وبيَّن أنه وزملاءه يضطرون للمكوث حتى الساعة 2 صباحاً من أجل القدرة على اللحاق بطلبات الزبائن، مشيراً إلى أنه «وعلى رغم الضغط الحاصل، فإن كثيراً من المحلات مضطرة لاستقبال زبائنها حتى ولو أتوا في أوقات متأخرة من شهر رمضان»، مؤكداً أن بعض الزبائن الخاصين لا يحتاجون سوى لمكالمة واحدة لتسجيل طلباتهم.

راجين قال إن البحرينيين يقبلون بكثرة على خياطة أثواب جديدة في عيد الفطر، وإن ذلك يبدأ منذ شهر شعبان، لافتاً إلى أن أكثر الزبائن يرغبون في شراء «النوع القطري»، وهو القماش الثقيل نوعاً ما.

وبشأن الأسعار خلال فترة العيد، أوضح راجين أن ارتفاعاً محدوداً للغاية تشهده أسعار الخياطة في محله، ففي حين تبلغ تكلفة خياطة الثوب 13 ديناراً في الأيام العادية، فإنها تصل إلى 15 ديناراً في أيام الأعياد، مرجعاً ذلك إلى اختيار الزبائن لنوعيات راقية من الأقشمة.

الثوب من التراث الشعبي

محمد هلال شاب بحريني يبلغ من العمر(25 عاماً) صادفناه في المحل وهو يسأل عن ثوبه التي قام بتفصيله، وواجهناه بسؤال عن السبب وراء دافعه والبحرينيين على الإقبال على شراء الثوب بكثرة في العيد، فأجاب «نتمسك بالثوب لأنه لباس تقليدي وشعبي ولا نريد له أن يزول من تراثنا»، مشيراً إلى أنه كان يحرص على ارتداء الزي الشعبي منذ المرحلة الإعدادية.

وعن ما يستهويه في الثوب، قال: «إلى جانب الدلالة الشعبية للثوب، فإنه يعطي أريحية أكثر من الملابس الأخرى»، لافتاً إلى أنه يحرص على لبس الثوب الخليجي بكامل عدته «العقال والغترة»، غير أنه لم يخفِ عدم قدرته على التكيف مع الغترة والعقال إلا في السنوات الأخيرة.

لا تخافوا التجريب

محمد غرير (40 عاماً) مواطن آخر التقيناه خلال جولتنا على محلات الثباب، وكان يرتدي ثوباً بحري اللون. خلال حديثنا معه أكد غرير أنه يحب التنويع في ألوان الثياب التي يشتريها، بعد أن بيَّن أنه لا يلبس شيئاً آخر عدا الثوب.

على رغم ذلك، قال غرير: «إن الإقبال على شراء الثوب لفرحة العيد، يأتي في إطار الحرص على إحياء تراث الأجداد والعادات الشعبية» داعياً الشباب ممن يجدون صعوبة في التعامل مع الثوب والغترة والعقال إلى الإقبال على ذلك، مشدداً على أنه «لا صعوبة في ذلك، فقط تحتاج إلى مران».

الثوب للأطفال أيضاً

بجانب مرآة طويلة، وقف الشاب فواز خليل (29 عاماً) لتجريب أحد أنواع «العِقِل»، اعتذر عن التصوير بداعي أنه «غير محبٍ له»، على رغم أنه شابٌ وسيم.

اعتذر بابتسامته عن التصوير، لكنه رحب بالحديث معنا. سألناه عن سر رغبته شراء الثوب في العيد من دون بقية الملابس، فقال: «لكل مقامٍ مقال. لكن للثوب معنى آخر، فهو تراثنا الوطني، وهو شيء من تاريخ الأجداد ليس في البحرين فقط بل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي».

وأفاد «أنا ألبس الثوب من فترة طويلة جداً تقريباً 15 عاماً، وهو ملبس غير مخصص لسن من دون آخر. أي لا يعتقد أحد أنه مخصص لكبار السن فقط، بل هو ملبس شعبي للجميع. نحن في الرفاع مثلاً حتى الأطفال الصغار يصرون على لبس الثوب في كل الأوقات»، ومازحاً يقول: «حتى لو يسمح لهم لعب الكرة بالثوب ما ترددوا»، مؤكداً أن الشباب يقبلون على شراء الثوب في الأعياد أكثر من أي وقت مضى لأنهم يتقربون في هذا اليوم من التراث الوطني وتلك المعاني الجميلة.

ونوه إلى أن الجميل في الثوب قدرته على التكيف مع الموضة والتطور، أي أن بإمكان الشباب إضافة بعض التطريزات أو الزركشات البسيطة عليه، بما يضفي عليه زهوة أكبر. ففي هذه الحالة يكون ثوباً شعبياً وعصرياً في آن واحد.

غير أن خليل وفي ختام حديثة، قال إن ارتفاعاً شهدته سوق خياطة الأثواب، لا لشيء سوى لـ «التنافس بين المحلات من دون وجود فروق جوهرية»، مشيراً إلى أن محلات تفصل الثوب الواحد بـ25 ديناراً وأخرى بـ15 فقط.

«زعلان شوية... لكن شسوي؟».

في محل أبناء الوطن، حمل دريد مقصاً ليتم خياطة ثوب لأحد زبائنه. كان المحل يحفه الهدوء إلا من صوت مكنة التطريز والخياطة.

دريد وهو هندي الجنسية يعمل في البحرين من (26 عاماً)، قال إنه لن يستطيع إكمال طلبات زبائن إلا في ليلة العيد، مؤكداً أن المحل استقبل 1200 طلب تقريباً من أجل عيد الفطر.

أفصح دريد عن وجود ضغط هائل على المحل، منوهاً إلى إنه وزملاءه الستة يضطرون للعمل 17 ساعة في اليوم لإنجاز طلبات الزبائن.

وقال إنه اعتذر عن استقبال أية طلبات جديدة منذ الأسبوع الأول من شهر رمضان، مرجعاً ذلك إلى الطاقة الاستيعابية للمحل، مشيراً إلى أن بعض الزبائن الذين لا نستطيع استلام طلباتهم يخرج «زعلان شوية»، مستدركاً «لكن ما باليد حيلة».

عمل دؤوب يقوم به العاملون في محلات الخياطة الرجالية لإنجاز أثواب العيد
عمل دؤوب يقوم به العاملون في محلات الخياطة الرجالية لإنجاز أثواب العيد
بحريني بانتظار ثوبه الجديد للعيد - تصوير أحمد آل حيدر
بحريني بانتظار ثوبه الجديد للعيد - تصوير أحمد آل حيدر

العدد 4696 - الخميس 16 يوليو 2015م الموافق 30 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:48 ص

      الثوب هوية بحرينيه اسلاميه عربيه

      انا البس الثوب طول الوقت ومع الغتره فالثوب مريح ولباس يعبر عن هوية البلد العربي والاسلامي ويوحد المواطنين ويبعد الشباب عن تتبع صرعات الموضه التي من مجتمعات مختلفه عنا ثقافيا ودينيا فأتمنى من وزارة التربيه والتعليم فرض الثوب كزي مدرسي للطلاب خصوصا للثانويه حتى يعتاده الجيل الجديد وشكرا

    • زائر 7 | 2:47 ص

      الثوب هوية بحرينيه اسلاميه عربيه

      انا البس الثوب طول الوقت ومع الغتره فالثوب مريح ولباس يعبر عن هوية البلد العربي والاسلامي ويوحد المواطنين ويبعد الشباب عن تتبع صرعات الموضه التي من مجتمعات مختلفه عنا ثقافيا ودينيا فأتمنى من وزارة التربيه والتعليم فرض الثوب كزي مدرسي للطلاب خصوصا للثانويه حتى يعتاده الجيل الجديد وشكرا

    • زائر 4 | 4:49 ص

      اتركوا اللباس الاجنبي القبيح و عودوا للثوب

      ايها الشعب المتبنطل الستم من الشعوب الخليجية؟ اذا لماذا تركتم لباسكم الشعبي و هو الثوب و توجهتم للباس القليح المسمى بالبانطلون و اضعتم هوية البلد كبلد خليجي

    • زائر 6 زائر 4 | 5:01 م

      اللباس

      وجه السؤال إلى من يهمه الأمر في الحكومة
      معظم الشعب توجه إلى اللباس العام الي هو القميص والبطنلون أو تي شرت والجبنز لعدة أسباب أهمها الوضع الاقتصادي للمواطن مقارنه بالدول الخليجي واللباس العادي يسهل عليك أن تمتهن أي مهنه لضمان مدخول أكثر أو أن تعمل أي وظيفة لأن اللباس الرسمي يعيق حركتك ونشاطك اليومي

    • زائر 3 | 4:46 ص

      السؤال غلط

      المفروض يكون السؤال للذين يلبسون اللباس الاجنبي لماذا تلبس البانطلون فلباسنا هو الثوب و يجب على شبابنا لبس الثوب ليس فقط في العيد بل طول العام

    • زائر 2 | 3:35 ص

      احلى لباس للرجل هي الثوب .

      لا للباس الاجنبي , ياريت كل الرجال والفتيان يلبسون الثوب كشخه .

    • زائر 1 | 1:36 ص

      أبو يوسف

      الف 3000*15=45 الله يزيد ويبارك

اقرأ ايضاً