العدد 4696 - الخميس 16 يوليو 2015م الموافق 30 رمضان 1436هـ

شاهد الصور... شباب في كابول ينطلقون في رياضة "الباركور" لنسيان أهوال الحرب

يحاول جمع من الشباب الافغان ان ينسوا ندوب الحرب وان يتنفسوا نسيم الحرية منطلقين في رياضة الباركور القائمة على التنقل السريع جدا في الشوارع والساحات والحدائق واجتياز العوائق بالقفز والحركات البهلوانية.

وفي ارض منبسطة في كابول، قرب قصر دار الامان الشاهد على انهيار الحكم الملكي، يتدرب فتيان وشبان على رياضة الباركور التي أبصرت النور في ضواحي فرنسا في التسعينات.

ويجري المتدربون، ثم يقفزون لدى بلوغهم العوائق في حركات بهلوانية، ثم يقفون مجددا ويواصلون الركض بخفة وليونة، فيما البعض يقفزون من سقف حطام حافلة قديمة الى الارض مع الدوران حول انفسهم في الهواء.

ويرى علي أميري وزملاؤه العشرون في ممارسة هذه اللعبة انها قبل كل شيء وسيلة لهم للهروب من الواقع ونسيان اهوال الحرب التي ما زالت تتطاحن فيها القوات الحكومية وحركة طالبان وحلفائها، ويدفع المدنيون اكبر اكلافها.

ويقول هذا الشاب البالغ 19 عاما "رياضة الباركور تجعلنا ننسى كل شيء، ننسى الحرب ومشكلات بلدنا".

ويضيف "وحين نمارس هذه الرياضة نحاول ايضا ان نجعل بلدنا يتقدم".

ويرى خير محمد زاهدي، وهو هاو للباركور في الحادية والعشرين من العمر، ان هذه الرياضة تعزز ثقة الانسان بنفسه.

ويقول "انها رائعة، في كل تمرين نحاول ان ننفذ حركات اصعب".

ومنذ سقوط نظام حركة طالبان على يد تحالف دولي في العام 2001، بعد خمس سنوات على حكم ارسى نظرة متشددة للشريعة الإسلامية تحظر كل الرياضات ما عدا كرة القدم وكمال الاجسام، اصبح المجتمع الافغاني اكثر انفتاحا على الثقافة الغربية في مجالات كثيرة، في الفنون كما في الثقافة والرياضة.

لكن سكان العاصمة ما زالوا ينظرون بعين الاستغراب الى هذه الرياضة.

ويقول خير "انها رياضة جديدة في افغانستان، حين نمارسها في الشارع يتجمع حولها كثير من الناس".

وقد باتت هذه الرياضة سريعة الانتشار في مختلف ارجاء العالم، فمن غزة الى باريس مرورا ببغداد تجمع هذه الرياضة الاف الهواة، الا انها في افغانستان ما زالت تخطو اولى خطواتها.

واكتشف خير واصدقاؤه هذه اللعبة عبر الانترنت، وتعلموا بانفسهم كيف ينفذون حركاتها من متابعتهم للمقاطع المصورة لها. وبفضل مواقع التواصل بدأ هذا الفريق يكتسب بعض الشهرة في كابول، ويجذب الشباب والفتيان للانتساب اليه، وحتى الشابات، رغم انهن مقيدات الحركة كثيرا في افغانستان.

يتابع حبيب افضلي تدريب الشابات المنتسبات الى فريق الباركور، ويقول "نفضل ان يكون التدريب في مكان مقفل بعيدا عن انظار المتطفلين".

ويضيف "مجتمعنا محافظ، وفي حال تدريب الفتيات في الخارج سيقول الناس انهن لسن ذوات اخلاق حسنة".

ومن الشابات المتدربات غولباهار غلامي البالغة 18 عاما، والتي تخلت عن الفريق الوطني للجمباز لتنتسب الى نادي الباركور.

وتقول هذه الشابة التي تضع على رأسها منديلا اسود "ليس امام الفتيات فرص كثيرة لممارسة رياضة الباركور هنا، ولذا قررت ان انتسب الى هذا الفريق..اريد ان اكون اول شابة تمارس هذه الرياضة في افغانستان". 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً