العدد 4698 - السبت 18 يوليو 2015م الموافق 02 شوال 1436هـ

من أجلنا كعرب... كفوا عن شيطنة إيران

أنس زاهد

كاتب سعودي

أثبت الإتفاق النووي الإيراني، أن السياسة لا تعترف إلا بالمصالح، وأن العلاقات الدولية لا تُدار وفق منطق الحب والكراهية، والولاء والبراء، والغرام والانتقام.

ولأن السياسة هي «فن الممكن»، فقد تجاوزت كلٌّ من إيران وأميركا مسألة العداء الأيديولوجي بينهما، تغليباً لمنطق المصالح. فالأميركيون بعد كل هذه السنوات، باتوا على يقين بعدم قدرتهم على إلغاء إيران، وباستحالة وجود بديل للتعامل معها كما هي، دون سعي لتغييرها أو طموح في إعادة صياغة نظامها السياسي.

وبالمقابل فإن الإيرانيين يعرفون تماماً أن أميركا هي القوة الأعظم، وأنه لابد من التعامل معها من منطلق المصالح المتقاطعة إن وجدت، أو خلق تلك المصالح في حال عدم وجودها.

أميركا الآن ليست مستعدةً للاستنزاف في المنطقة العربية، وليست مستعدةً للاستمرار في الرهان على خيارات تحمل من المخاطر، ما يصعب السيطرة عليه. أولويات أميركا الآن تتمحور حول احتواء كلٍّ من الصين وروسيا، فهما أخطر وأهم من كل التحديات التي واجهتهم في المنطقة بسبب عدائهم لإيران. فمتى سيفهم العرب أن العالم بالنسبة للأميركي لا ينحصر في منطقتنا، وأن الأميركي بات مستعداً لترك المنطقة لتدير نفسها ذاتياً، ومن خلال محاور وتحالفات تضمن تأمين مصالحه، دون الاضطرار للدخول في صراعات عبثية تستنزفه اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً!

لقد راهن العرب على أميركا ووضعوا كل بيضهم في سلتها، ونسوا حاجتهم لصياغة مشروع حقيقي، يجعلهم مؤهلين للعب دور الشريك الذي يحتاج إليه الأميركي الآن في المنطقة.

بالمقابل تمسك الإيرانيون بمشروعهم، وطوّروه، وأخضعوه للنقد المستمر، ممّا مكنهم من سد نقاط الخلل، وساعدهم على تطوير أدائهم بشكل مذهل، ليس على صعيد السياسة الخارجية وحدها، وإنما أيضاً على صعيد التجربة التنموية في الداخل. لقد تمكن الإيرانيون ورغم الحصار والعقوبات الاقتصادية، من قطع شوط مذهل في تطوير الصناعات الثقيلة، ومن ضمنها صناعة السيارات. وهذا ما جعل الأميركي يثق في قدراتهم، رغم عدم ثقته في نواياهم.

العرب لم يجابهوا المشروع الإيراني بمشروع بديل، بل اكتفوا بالمواجهات الإعلامية التي كانت أشبه بقصائد جرير في هجاء الفرزدق. وهذا فشل آخر يجب أن نواجهه ونعترف به قبل فوات الأوان. فالكوادر الإعلامية التي رسمت سياسة المواجهة وقدم عناصرها أنفسهم بصفتهم «خبراء استراتيجيين»، ضلّلت الناس وخدّرتهم، وشحنتهم بكافة الأساليب، فماذا كانت النتيجة؟

الآن نحن أمام واقع جديد سيحوّل إيران من دولة مارقة في نظر الغرب، إلى شريك اقتصادي وسياسي وأمني، فماذا نحن فاعلون؟ هل سنستمر في المواجهات الإعلامية العبثية عبر نفس الوجوه الإعلامية الفاشلة، ونصر على السير في الاتجاه المعاكس لما توافقت عليه إرادة العالم أجمع مع إيران؟ أم أننا سنتعامل مع المرحلة وفق رؤية استراتيجية غير مستمدة من عواطف الحب أو الكراهية، وإنّما من منطلق المصالح الحيوية؟

فلنتوقف عن شيطنة إيران... من أجلنا نحن لا من أجلها.

إقرأ أيضا لـ "أنس زاهد"

العدد 4698 - السبت 18 يوليو 2015م الموافق 02 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 7:59 م

      ايران دولة عدوه

      ايران دولة عدوه و ستبقى كذلك منذ يوم ذي قار الى يوم القيامة و العداء هنا قومي و لا علاقة للدين بالموضوع أبداً

    • زائر 39 | 1:21 م

      التطور في ايران!

      اولا على الصعيد التنموي فايران تحتل مرتبة متدنية اي البنية التحتية لايران ضعيفة جدا وهشة
      ثانيا اي صناعات طورتها ايران مثلا الاسطول الايراني للطائرات فهي مجرد خردة..
      ثالثا اذا كان النائج المحلي لايران كبير جدا فذلك يعود الى اعتمادها بشكل اساسي على النفط ومشتقاته صديقي مثل روسيا التي صدعتم روؤسنا بانها دولة عظمى

    • زائر 37 | 9:45 ص

      ومن الجهل ماقتل

      الكلاب تنبح والقاطره تسير واحسرتاه علي امتنا العالم منطلق باقصى سرعه للحياه اما نحن فمصيرنا مجهول انا عربي اصيل واحب امتي واتمنى ان نكون مثل باقي الامم,قارات افريقيا واسيا وامريكا الجنوبيه تحولو الي ديمقراطيات وتطورو اقتصاديا وحقوقيا الا الدول العربيه وحكامها الجاثمين علي مقدرات شعوبهم وانتجنا الارهاب بشتى انواعه وعلي مايقول الامريكيون نحتاج الي اربعين لاستئصاله النتيجه كارثه والجهله سيقولون هذا بسبب

    • زائر 33 | 7:36 ص

      واقع

      فعلا هذا هو الواقع
      ايران تسير وفق خطط ولديها اهداف تسعى لتحقيق
      فما هي اهدافنا؟

    • زائر 30 | 5:52 ص

      ايران

      يالعرب اذا ايران مستسلمة وضعيفة انتو لازم تفرحون ليش منبطه جبودكم ومتنرفزين ، هذا مثل ما تقولون داعش صناعة ايرانية ولما ايران تحارب داعش تقعدون تهايطون والله ما ينعرف ليكم. لكن المثل يقول الصراخ على قدر الألم .

    • زائر 25 | 4:49 ص

      أغلب دول العالم العربي والإسلامي هم االغلطانين أم

      إيران حاشاه لا تغلط

    • زائر 23 | 4:33 ص

      انك لا تسمع الموتى

      ليس عندي ما أضيفه على عنوان التعليق ، لا سيما وانه كلام رب العالمين
      عز وجل !

    • زائر 22 | 4:31 ص

      رحم الله امرئ عرف قدر نفسه

      لماذا هذا الاهتمام الزائد من قبل بعض حكومات ....بإيران والشأن الإيراني اكثر من اهتمامهم بمشاكل شعوبهم ومشاكلهم الخاصة بهم الداخلية والعمل على حلها بدلا من تبديد الجهود والاموال على شيطنة ايران، التي تسعى لتحقيق أهدافها بكل ثقة واقعية رغم عن عدم رضا وعدم ترحيب بعض الحكومات ....، الذين لا يملكون الا الولوال كالنساء الثكلى والبكاء على اللبن المسكوب. ارجعوا الى أنفسكم وحلوا مشاكلكم واتركوا ايران وشأنها .

    • زائر 27 زائر 22 | 5:21 ص

      نترك إيران و شأنها يقول

      من 1979 و هم ما عندهم إلا تصدير الثورة! و انت تقول اتركوا إيران و شأنها.

    • زائر 19 | 4:05 ص

      لقد حيرتونا

      إيران المحاصرة أقتصاديا قالوا: دولة متمردة على الشرعية الدولية. إيران بعد التوافق الدولي: قالوا إيران المستسلمة للغرب. صراحة شيئ محير

    • زائر 28 زائر 19 | 5:27 ص

      إيران هي التي حيرت العالم

      يوم تعقد صفقات مع أمريكا الشيطان الأكبر ..... و في اليوم الثاني تردد الموت لأمريكا!
      بلد مصاب بانفصام الشخصية!

    • زائر 31 زائر 19 | 6:29 ص

      زائر 28

      ما غيركم اللي منفصم والمقصف الشخصية صايره ايران لكم جني يخوفكم عل اخرطي لان الحقد اللي تربيتوا عليه والغرور والتعالي عل الناس خلاكم بها الحالة الله يعينكم . عل هالانفصام اللي فاصم مخوخكم .

    • زائر 14 | 3:07 ص

      نفهم من مقالك أنك تعتقد أن الإيرانيين منافقين و كذابين؟

      مقالك يقول أن إيران تقول في العلن "الموت لأمريكا" و "الموت لإسرائيل" ..... و لكنها تقول ذلك فقط للإستهلاك المحلي ... بينما هي مستعدة لعقد الصفقات مع "الشيطان الأكبر" التي تنادي بموته .... هذا هو خلاصة مقالك!
      الآن نصدقك أو نصدق مرشد الثورة الإيرانية؟ هو يقول كل يوم الموت لأمريكا .... و أنت تقول إيران و أمريكا تجاوزا خلافاتهم الأيديولوجية! هل معنى ذلك أن إيران تكذب عندما تقول أنها تحارب إسرائيل؟ لأن أمريكا مستحيل ان تتخلى عن إسرائيل!

    • زائر 12 | 2:17 ص

      نتمنى

      ان يلتفت العرب لانفسهم .نريد ان نرى اوطاننا تتطور كما تطورت ايران رغم الحصار

    • زائر 15 زائر 12 | 3:10 ص

      كيف تطورت إيران رغم الحصار ... إشرح؟

      تركيا 752 مليار دولار ----------السكان 77 مليون نسمة
      السعودية 649 مليار دولار -------- السكان 30 مليون نسمة
      إيران 393 مليار دولار ------- السكان 78 مليون نسمة
      الإمارات 363 مليار دولار ------ السكان 9 مليون نسمة
      إذا إيران متطورة رغم الحصار ... هذا معناه أنها متطورة اقتصاديا ... معناه أن الدخل القومي لإيران أكثر من جيرانها ..... هذا الشيء لا تدعمه الأرقام ... كيف وصلت إلى هذا الإستتاج إذا؟
      الظاهر انت تردد كل شيء تسمعه في التلفزيون!

    • زائر 24 زائر 12 | 4:45 ص

      نريد أن نتطور نفس كوريا اليابان أو حتى ماليزيا أو تايلاند

      بلد من غير حرية لا يمكن أن تتطور لا انترنت لا تلفاز منعزلة عن العالم

    • زائر 11 | 1:35 ص

      في الصميم

      كلام موزون بعيد عن العواطف.. الغريب، أن بعض الاستراتيجيين أو من تطلق عليهم هذه الصفة في منطقتنا يخلطون العواطف بل والعصبيات الموروثة مع الواقع.. تأكيداً على كلامك أستاذ أنس أتمنى بصدق أن يتم التحاور مع ايران بنفس النسق الذي أشرت إليه، وليتهم يستفيدوا من وجود دولة كعمان معهم في المنظومة لتقود هذه المبادرة.

    • زائر 10 | 12:51 ص

      يقول الكاتب الإيراني أمير طاهري في مقال

      إيران أصبحت كالمجرم المطلق سراحه بشرط أن يراجع مركز الشرطة (الدول الكبرى 5+1) كل فترة … ليتم التأكد من سلوكه الحسن (تنفيذ الإتفاق النووي) و إلا تم إرجاعه إلى السجن (العقوبات). وجودإيران خارج اللعبة أخطر منه على أمريكا إذا كانت داخل اللعبة ... الآن حصل الغرب على شيء يمكن أن يهدد به إيران!

    • زائر 29 زائر 10 | 5:49 ص

      هذا بالضبط ما يقصده الكاتب يا معلق

      مصيركم وتحليلاتكم متكئة عل صحفيين اما فاشلين او حاقدين او بباعين حجي .. وهذا ما قصده الاستاذ في مقاله وها انت تعيد نفس الاسطوانة كان الله في عونكم عل ما انتم قادمون عليه مث هدا الحقد الذي سيدمركم .

    • زائر 9 | 12:45 ص

      الإيرانيين سلموا سيادتهم إلى الدول الكبرى 5+1 ... اللعبة للتو قد بدأت

      أقول لكم يا جماعة إيران … إتفاق فينا سيكون كإتفاق أوسلو … سترون كيف يذل الامريكان الإيرانيين عند بدء تنفيذ الإتفاق … تماما كما حدث مع ياسر عرفات عندما وقع اتفاق أوسلو، إعتقادا منه أنه بتوقيع الإتفاق يأخذ استراحة محارب … و لكن الامريكان و اليهود كانوا أذكى منه و ادخلوه في متاهات عملية السلام التي بدأت في 1994 و لم تنتهي إلى يومنا هذا. لا تستغربوا عجلة الأمريكان في إعتماد الإتفاق في مجلس الأمن … لأنهم سينتقلون إلى الخطوة المقبلة و هي ربط الإيرانيين بلجام تنفيذ الإتفاق.

    • زائر 8 | 11:55 م

      عن أمير المؤمنين (ع)

      لا ترى الجاهل إلا مُفرِطاً أو مفرّطاً

    • زائر 7 | 11:31 م

      أرقام تهمك عزيزي القارئ.

      الدخل القومي لإيران: 402 مليار دولار
      الدخل القومي للإمارات: 440 مليار دولار
      الدخل القومي للسعودية: 644 مليار دولار
      الدخل القومي لتركيا: 1.57 تريليون دولار
      تركيا ليس لديها بترول أو غاز و تعداد سكانها مساوي تقريبا لإيران ... إلا أن دخلها القومي 4 أضعاف إيران ... لغة الأرقام تختلف عن لغة البروباغندا ... إذا كانت إيران متفوقة في شيء فهو البروباغندا بالتأكيد.

    • زائر 13 زائر 7 | 2:57 ص

      حسب احصاءات صندوق النقد الدولي

      تركيا 752 مليار دولار ---------- 77 مليون نسمة
      السعودية 649 مليار دولار -------- 30 مليون نسمة
      إيران 393 مليار دولار ------- 78 مليون نسمة
      الإمارات 363 مليار دولار ------ 9 مليون نسمة

    • زائر 18 زائر 7 | 3:37 ص

      شكرا يا استاذ

      حساباتك صحيحه في الارقام اما في السنين فأيران 30 سنه تحت الحصار والدخل 402 مليار فهذا انجاز ما بعده انجاز وأسئل الخبراء اذا ما تصدق ولا تستبعد تطلب بعض الدول والجامعات الاستفاده من ايران في التجربه الحصاريه

    • زائر 20 زائر 7 | 4:09 ص

      وماذا عن صندوق ابوظبي السيادي

      حيث يحتل المركز الثاني بعد النرويج وتقدر موجداته بحوالي 774 مليار دولار

    • زائر 41 زائر 7 | 9:14 م

      طيب

      هذا وابران تحت الحصار ملتفت انت الى هذه الحقيقة اللي اذعتها

    • زائر 5 | 10:58 م

      ولماذا لا يكون من أجل الجميع ؟

      لماذا هذه العصبية بقول من أجلنا نحن لا من أجلها ؟ إيران دولة إسلامية وجميع الدول العربية إسلامية فهما يشتركان في وحدة الدين والرسول قال ( لا فرق بين عربي وأعجمي ولا أسود ولا ابيض إلا بالتقوى ) فلماذا تريد أن ترجع بنا الى عصور الجاهلية ؟ بالله عليك لتكن مقالاتك موحدة .

    • زائر 35 زائر 5 | 8:11 ص

      خوش مقال

      الصراحة أبدعت

    • زائر 4 | 10:53 م

      مقال جيد

      مقال جيد وبعيد عن العواطف والمزايدات
      شكرًا

    • زائر 3 | 10:23 م

      احسنت

      بارك االله فيك..و مثل ما قلت خدوها بالعقل و بالمصالح مثل ما سوت ماما امريكا

    • زائر 1 | 10:01 م

      خطبه العيد

      الظاهر انك لم تستمع الى خطبة المرشد فى العيد

اقرأ ايضاً