العدد 4703 - الخميس 23 يوليو 2015م الموافق 07 شوال 1436هـ

نظارات الواقع المعزز.. تبشر بمساعدة ضعاف البصر

الوسط – محرر منوعات 

تحديث: 12 مايو 2017

مع تطور تكنولوجيا الواقع المعزز الذي تعزز المشاهد فيه ببيانات ومعلومات يضخها الكومبيوتر، من المتوقع أن تزداد التطبيقات الخاصة بها. ورغم أن النظارات التي صممها ستيفن هيكس تبدو مثل إحدى النظارات التي تقدم في إحدى قاعات العروض الفنية الأميركية، فإنها نظارات تعزز الواقع، وتشكل جزءا من خطوة لمساعدة ضعاف البصر على الرؤية بشكل أفضل ، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط يوم أمس الخميس ( 23 يوليو / تموز 2015).

نظارات الواقع المعزز

شارك هيكس، وهو باحث في علم الأعصاب والرؤية الصناعية البصرية بجامعة «أكسفورد»، في تأسيس مشروع «في إيه - إس تي» التابع للجامعة التي تصنع نظارات تستخدم مستشعرا عميقا، وبرنامجا يساعد على التركيز على هيئة الأفراد، والأشياء القريبة، وتبسيط سماتها.

وهناك أربعة أنماط لعمل النظارات توضح العالم حولك بالأبيض والأسود والرمادي بدرجات متنوعة من التفاصيل، وكذا باللون العادي، ويمكن استخدامها لتقريب صورة الأشياء أو إيقافها. ويتمتع أكثر الناس الذين يتم تصنيفهم كضعاف بصر ببعض القدرة على الرؤية، وربما يكونون قادرين على تمييز الوجوه، والعوائق، خاصة في إضاءة ضعيفة.

ونتيجة لهذا، يعتقد هيكس أن هذه الوسيلة، التي يطلق عليها «سمارت سبيكس» Smart Specs (النظارات الذكية)، يمكن أن تسهل على بعض ممن يعانون من ضعف الإبصار تبين الأشياء حولهم. ويقول في حديث نقلته مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية: «إنها تساعد في تمييز الأشياء القريبة وتجعلها بارزة». وفي يونيو (حزيران)، بدأ مشروع «في إيه - إس تي» في إجراء دراسة في المملكة المتحدة يقوم خلالها بتجربة نماذج للنظارات، وصندوق تحكم مرفق بها، على 300 شخص لديهم حالات مرضية في الإبصار مثل التنكس البقعي، والمياه الزرقاء، والتهاب الشبكية الصباغي، لمدة أربعة أسابيع في التجربة الواحدة.

ونظرا لقدرة الصندوق على تسجيل الظروف التي يمر بها المشاركون وتوقيتها، فضلا عن بيانات خاصة بالحركة من جهاز قياس درجة الاهتزاز والحركة، سيتمكن الباحثون من معرفة كيف يستخدم الأشخاص، الذين يعانون من مشاكل مختلفة في الإبصار، النظارات في حياتهم اليومية. ويأمل المشروع أن يبدأ في بيع نسخة من النظارات بداية العام المقبل مقابل ألف دولار على حد قول هيكس.

وتتكون النسخة الحالية من «سمارت سبيكس» من سماعة بلاستيكية لامعة تشمل نظارات «إبسون موفيريو» لتعزيز الواقع، مع جهاز «آسوس» يجمع بين كاميرا عميقة، وكاميرا ألوان عادية. وتحيط الروابط السميكة للنظارات برأس مرتديها، وتتصل بصندوق صغير به عدة مقابض على الجانب بحيث يتمكن المستخدم من حملها. ويحتوي الصندوق على كومبيوتر يعمل بنظام آندرويد يشغل عملية معالجة الصورة في النظارات، فضلا عن بطارية تزود النظام بطاقة لمدة تصل إلى ثماني ساعات في المرة الواحدة. ومن المستحيل تجاهل النظارات، لكنها أصغر من النموذج السابق، الذي يصل النظارات بجهاز كومبيوتر محمول.

 

عمل النظارات

تلتقط الكاميرا العادية في جهاز «آسوس» المحيط، في حين تحدد الكاميرا العميقة المسافة التي تفصل المستخدم عن الشيء والسطح. ويستخدم البرنامج، الذي يعمل على الكومبيوتر في صندوق التحكم، قياسات عمق لتحديد ما ينبغي التركيز عليه وما ينبغي تجاهله.

إذا كان هناك امرأة تقف على بعد 10 أقدام منك، سوف يجعل برنامج «في إيه إس تي» لجسدها هيئة تشبه هيئة الرسوم المتحركة معززة بحسب الضوابط، التي تستخدمه، مما يجعلها تظهر بالأبيض والأسود بخطوط بيضاء مع إبراز لبعض ملامح الوجه مثل نظاراتها، وأنفها، وفمها، في حين يظهر باقي الأشخاص، والأشياء الأبعد قليلا باللون الرمادي، على خلفية تبدو سوداء تمامًا. ويقول هيكس: «عند الدخول إلى مطعم أو حانة تتغير الإضاءة بشكل كبير بحيث لا يستطيع أحد رؤية أي شيء. وسيساعد هذا في تسليط الضوء على المقاعد».

وجربت «سمارت سبيكس» خلال مؤتمر تكنولوجيا قي سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا شهر يونيو (حزيران) الماضي. بالنسبة لإنسان ذي بصر طبيعي تبدو رؤية العالم من خلال عدسات «في إيه إس تي» وكأنه داخل فيلم رسوم متحركة، لكنه يراه مصغرًا. ويشبه هيكس ذلك بفيلم «ويكينغ لايف» لريتشارد لينكليتر، الذي يتم من خلاله توظيف نوع من صور أفلام الحركة الحية التي تعرف باسم «روتو».

عند الحملقة في شخص العالم هيكس، يمكن رؤيته باللونين الأبيض والأسود، وملامح بسيطة، والأشكال المربعة على القميص الذي يرتديه وقد تم اختزالها بحيث أصبحت ذات شكل بسيط. وبدا الأشخاص الآخرون، الذين كانوا يقفون على بعد، في هيئة سوداء، وخطوط بيضاء، تحد تكوينهم.

ويقول هيكس إن من التحديات الكبرى هي الحصول على كاميرات عمق بمدى طويل يمكنها أن تعمل بكفاءة مع نظاراته التي تحتاج إلى مدى قدره نحو 15 قدما. من جهته يقول جيمس ويلاند، أستاذ البصريات والهندسة الطبية البيولوجية في جامعة «ساوثرن كاليفورنيا» الذي يعمل على تطوير وسيلة بصرية مساعدة يمكن ارتدائها على الرأس، إن «سمارت سبيكس» تبدو مفيدة لمن يعانون من ضعف الإبصار، لكنه أوضح أنه ربما تكون هناك معلومات بصرية مهمة في الخلفية وهي أن تكنولوجيا «في إيه إس تي» لن تظهر إلا إذا اقتربت من الشيء مثل الأبواب.

ربما ينبغي أن تصبح «سمارت سبيكس» أخف وزنا وربما أفضل من حيث الشكل. وقال ويلاند: «سوف يتقبلها البعض لما لها من منافع، لكن سيقول البعض إنهم لا يحبون أن يكون هناك شيء بهذا الحجم على رؤوسهم». ويتفق هيكس مع هذا الطرح، حيث يقول إنه سوف يحاول تقليص حجم الجهاز «حتى يبدو طبيعيا على نحو أكبر».

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً