العدد 4711 - الجمعة 31 يوليو 2015م الموافق 15 شوال 1436هـ

أين مهرجاناتنا وفعالياتنا الأدبية؟

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

حين شاهدته للوهلة الأولى كنت على يقينٍ بأنني أعرفه برغم كونه روسي الأصل والمنشأ، وحين عرّفني به وإليه رئيس رابطة الأدباء والكتاب الأردنية موفق محادين، فوجئت بفرحته الغامرة لأنني من البحرين، ثم عرفتُ السبب: كان هنا في بلادي قبل ستة أعوام أو يزيد. هذا هو الشاعر الروسي أوليج، الذي شارك في مهرجان الشعر العالمي الذي كانت تقيمه أسرة الأدباء والكتاب قبل أعوام، ليتطور فيخصص دوراته من كل عام لبلد من البلدان العالمية كروسيا وفرنسا، حين كان القائمون على الأسرة نشطاء ويرغبون في العمل الثقافي حباً فيه وتطوعاً.

بدأ أوليج بالحديث عن البحرين وثقافة أهلها وعراقتها بنبرة المغرم بالبلاد، حتى شعر من معه برغبة جامحة في زيارة أرضنا والتعرف إلى هذا الشعب العظيم وما يضمه من شعراء وأدباء وفنانين.

هذا الموقف والمواقف التي تصادفني دائماً مع كل مهرجان شعري أشارك به ممثلة بلادي البحرين، حين يتباهى الشعراء من كل دولة بمهرجانات بلادهم التي يقيمونها ويدعون لها القاصي والداني بينما أخفض رأسي حسرة وخجلاً عندما أُسْأَل عن مهرجاناتنا الشعرية لأجيب: لا مهرجان شعرياً لنا في بلادنا.

ما الذي يجعل القائمين على الكيان الأدبي الرسمي في بلادنا كسولين إلى الحد الذي يجعلهم لا يقيمون فعاليات دورية منتظمة داخلية، ولا مهرجانات شعرية كبقية اتحادات وروابط الكتاب والأدباء في كل الدول؟

لماذا استهانت الهيئة الإدارية للأسرة بالعمل الثقافي والفعاليات الثقافية فأوقفتها إلا من بعض فعاليات لا تتجاوز الخمسة في العام والتي تسوقها إليها الصدف؟

ما الذي جعل دور الأسرة يتراجع بهذا الشكل فيما تنشط التجمعات غير الرسمية أو النوادي الثقافية كجدحفص وكرزكان ومسرح الريف وبيت السرد وغيرها والتي تقيم فعاليات دائمة منتظمة، بينما تغط أسرة الأدباء والكتاب في نومها مطمئنة؟

قد يعرف الإجابة بعض المهتمين بالثقافة ممن عايشوا وتابعوا الشقاق بين أعضاء الأسرة بعد أحداث 2011، لكنني مازلتُ أرى أن هذا ليس مبرراً لهذا السبات الثقافي لها، وخصوصاً أنها الكيان الرسمي الوحيد الذي يضم الأدباء والشعراء والكتاب والذي يعادل الاتحادات العربية والعالمية.

أسرة الأدباء والكتاب التي مازالت بعيدة عن الأنشطة الجادة إلا ما ندر، والتي من شأنها أن تعيد الدماء إلى عروق المشهد الثقافي والأدبي والنقدي والشعري في البلاد وهو الوضع الطبيعي، مادة يديها لبقية التجمعات الأهلية الرسمية وغير الرسمية والتي لا تجد لفعالياتها مقراً مناسباً بينما تغلق الأسرة قاعاتها على الصمت والسكون، إلا من فعاليات نادرة خلال أربعة أعوام.

نتمنى أن تصحح أسرة الأدباء والكتاب من وضعها الحالي بعد انتهاء هذه الدورة الانتخابية وتدعو لانتخابات جديدة يدخلها مجلس إدارة مهتم بالعمل الثقافي ويرغب في تقديم الكثير من غير حسابات سياسية أو ايديولوجية، لتعود كما كانت تضم مختلف الأطياف والتوجهات، ولا هم لها غير تقديم نتاج ثقافي وأدبي وفني متميز.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4711 - الجمعة 31 يوليو 2015م الموافق 15 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:40 ص

      توجد انشطة ولكن

      توجد انشطة وفعاليات أدبية كثيرة في القرى ولكن للأسف لا تجد اهتمام ولا دعم توجد مسابقات تستقطب شعراء من خارج البحرين وتنظم على مستوى راقي ولكن لأسباب مجهولة يتم الصدود عنها.

    • زائر 3 | 6:12 ص

      نعم

      نعم نحتاج فعاليات ادبية في البحرين. باتت الأخبار والحروب هي سيدة الموقف

    • زائر 2 | 3:49 ص

      متى نفرح ؟

      قناة ايرانيه من هرمزگان كانت تنقل مباشرا لمهرجان صيفي على ساحل بندر لافت _كانت الفرحه باديه على جميع المشاركين وكان اللافت هو اللباس الخليجي اماراتي على الرجال ثوب وعمامه. والنساء بملامح خليجيه قديمه مشمر وبرگع على الوجه يتكلمون فارسي وبينها كلمه خليجيه وكأنهم عرب ..تذكرت وانا اشاهد هذا النقل اننا من 5 سنوات لم نرى حفلا ولا مهرجانا واذا وجد مهرجانا عادة ما يكون مخالفا لقيمنا من رقص وملابس غير محشومه نتجنب الذهاب اليها

اقرأ ايضاً