في السابق كنا نعتمد على معرفة درجة الحرارة على المقياس الذي تذيعه عبر الراديو والتلفزيون الأرصاد الجوية، أما اليوم وبفضل تطور التكنولوجيا، فحتى السيارات وأجهزة الهاتف باتت تزودنا بدرجات الحرارة... وربما تجدنا نركز على معرفة درجة الحرارة خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب اللذين يتميزان بارتفاع درجات الحرارة التي تصل في أحيان كثيرة إلى 52 درجة مئوية... وعليه فإنك تجد غالبية البحرينيين والمقيمين ولتزامن هذين الشهرين مع الإجازة الصيفية للطلبة والمدرسين، يرتبون لأنفسهم رحلات خاصة للدول التي تتميز باعتدال في درجات الحرارة. أما ممن لا تساعدهم الظروف للسفر والاستجمام فتجدهم يتكيفون مع درجات الحرارة، لذا فإنني اليوم ونتيجة لتعرضي مسبقاً لهذه الحالة أرغب في تحذير أصدقائي من «ضربة الشمس».

ضربة الشمس... ونحن هنا لا نعني بأن الشمس تصفعك بيدها على خدك، بل نعني بأن الحرارة والأشعة التي تصل إلى الكرة الأرضية والتي إن فاقت حدها الطبيعي تتسبب لنا ببعض الأضرار.

وهذه الحالة الغير صحية تصيب الإنسان عندما يتعرض لأشعة الشمس الحارة لفترة طويلة نسبياً أثناء تواجده في الشارع أو الأسواق العامة أو قيامة بأعمال بدنية تحت أشعة الشمس عالية الحرارة، وتزداد نسب الإصابة بضربات الشمس في فصل الصيف الذي تتوالى درجات الحرارة فيه بالارتفاع في معظم الدول العربيّة الآسيويّة والإفريقية وعلى رأسها دول الخليج العربي ذات الحرارة الشديدة والرطوبة العالية.

وضربة الشمس هي حالة طبيّة خطيرة تصيب رأس الإنسان وتؤدّي إلى مضاعفات صحيّة صعبة قد تودي بحياته إذا لم يتم إسعافه بشكل سريع، وتنجم عن فشل المركز المنظم للحرارة بالمخ، مما يؤدي لارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير دون وجود تعرّق على جسده أبداً.

ومن أعراض إصابة الشخص بضربة الشمس، نذكر منها: ارتفاع درجة حرارة الجسم، احمرار الجلد مع الجفاف، الغثيان والرغبة في التقيؤ، دوار، فقدان الوعي، سرعة التنفس وزيادة في ضربات القلب.

أما علاج هذه الحالة فيكون بالتالي: نقل الشخص المصاب بضربة الشمس إلى مكان أقل حرارة بسرعة، استلقاء المصاب على ظهره مع رفع الرأس والكتفين قليلاً عن مستوى الجسم، إعطاء المصاب «إذا كان في وعيه» ماءً مبرداً أو مشروباً مثلجاً لخفض حرارة الجسم مع ضرورة تجنب شرب المشروبات الساخنة، أما إذا كان المصاب فاقداً للوعي فيجب رش ماءٍ بارد على وجهه وكامل جسمه أو مسح جميع أجزاء جسمه بالماء البارد بواسطة قطن مغطس بالماء.

لذا أصدقائي ولتجنب إصابتكم بمثل هذه الحالة فاحرصوا على عدم التعرض لأشعة الشمس القوية وخصوصاً في فترة الظهيرة، سواء كنتم تلعبون أو تمارسون نشاطاً رياضياً أو تتسوقون مع ذويكم. هذا بالإضافة إلى أنه يمكنكم تخفيف الحرارة عبر ارتداء الملابس المناسبة في هذه الأجواء الحارة، وارتداء القبعات والنظارات الشمسية... مع تمنياتي لكم بإجازة سعيدة.

مناهل