العدد 4719 - السبت 08 أغسطس 2015م الموافق 23 شوال 1436هـ

احذر الإنهاك الحراري وضربة الشمس

عبير الغاوي

استشارية طب عائلة بإدارة تعزيز الصحة

منذ بداية شهر يوليو/ تموز ارتفعت درجات الحرارة خلال فصل الصيف لهذا العام بشكل كبير إذ لامست درجة الحرارة أواخر الأربعين درجة مئوية، وجميعنا يعلم أن التعرض المباشر لحرارة الجو وأشعة الشمس في فصل الصيف، خاصة مع بذل مجهود عضلي قد يؤدي إلى حدوث الإجهاد الحراري على أقل تقدير أو الإصابة بضربة الشمس وهي حالة طارئة تهدد حياة الأشخاص والوقاية منها بسيطة جداً.

ضربة الشمس

تحدث ضربة الشمس بكثرة لدى العمال الذين يعملون لمدة طويلة في درجات حرارة عالية كما أن الأطفال، وكبار السن، ومرضى القلب والسكري والذين لم يألفوا الأجواء عالية الحرارة يكونون أكثر عرضة للإصابة بها.

إن ضربة الشمس تحدث نتيجة اختلال مركز تنظيم الحرارة بالمخ مما يؤدي إلى فشل الجسم في التحكم في درجة حرارته، فترتفع بشدة ويفشل العرق في التلطيف، وهذه العملية قد تحدث خلال وقت قصير جداً (10-15دقيقة) وقد ينتج عنها مشاكل خطيرة إذا لم يسعف المصاب فوراً حيث تؤدي إلى هبوط يؤثر على أعضاء الجسم كافة. وتتوقف خطورة الحالة ومضاعفاتها على سرعة إسعاف وعلاج المصاب.

والأعراض هي: ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم أكثر من 40 درجة مئوية، مع صداع شديد ودوخة واحمرار الجلد وتوقف العرق، وسرعة النبض والنفس، والرغبة في القيء، وفقدان الوعي و تشنجات عصبية.

في حال كنت بمعية شخص يشتبه بإصابته بضربة شمس فعليك نقل الشخص المصاب فوراً إلي منطقة مظللة أو مكان بارد واطلب المساعدة الطبية في الحال. وحتى يحين نقل المصاب وإسعافه حاول خفض درجة حرارة جسمه بتخفيف الملابس التي يرتديها ورشه بالماء البارد باستمرار أو لف المصاب بقطع قماش مبللة بالماء البارد (مع تجنب استخدام الثلج خوفاً من حدوث تقلصات في الأوعية الدموية) ويمكن استخدام المروحة الهوائية إذا توفرت لتلطيف درجة حرارة المصاب. وإذا كان المصاب واعياً أعطه بعض السوائل بكميات صغيرة على شكل رشفات صغيرة حتى وصول الفريق الطبي.

الإجهاد الحراري

أما الإجهاد الحراري وهو أقل خطورة و أسرع استجابة من ضربة الشمس فيحدث نتيجة فقدان الجسم لكمية كبيرة من السوائل والأملاح عند التعرض للجو الحار لمدة طويلة مع بذل مجهود شاق، فيشكو الشخص المصاب من صداع ودوخة وغثيان وعطش، ويلاحظ على المريض التعرق الشديد وشحوب وبرودة الجسم وقد يشكو من تقلص وألم حاد بالعضلات مع ضعف عام ويلاحظ عليه سرعة النبض والتنفس واضطراب في الرؤية.

يتم إسعاف المريض كما سبق في إسعاف ضربة الشمس، إلا أن المصاب بالإجهاد الحراري يكون سريع الاستجابة للعلاج، ويكون واعياً معظم الوقت ويحتاج إلى كثرة تناول السوائل الباردة وأدوية خفض الحرارة مع الراحة التامة وعدم التعرض للجو الحار أو أشعة الشمس المباشرة، وربما يستدعي الوضع إعطاءه المحلول الملحي عن طريق الحقن بالوريد.

وحيث أنه من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة وبشكل خاص في شهر أغسطس/ آب فلا بد من أخذ الحيطة والحذر لتفادي حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس باتباع الإرشادات التالية:

- تجنب التعرض لأشعة الشمس وقت الظهيرة، واقضِ المشاوير في الصباح الباكر أو بعد العصر.

- ينصح بالتوقف عن العمل في ساعات اشتداد الحرارة للعمالة الوافدة أي من (11 صباحاً حتى 4 عصراً) مع توفير السوائل وإعطاء فترات استراحة متكررة في مكان مظلل وبارد وإذا لم يكن الشخص معتاداً على العمل في الأجواء الحارة عليه أن يبدأ ببطء وزيادة الوقت تدريجياً.

- الإكثار من شرب الماء والسوائل وإن لم يكن هناك شعور بالعطش وقد يصل احتياج الجسم إلى 10 أكواب في فصل الصيف. وللأشخاص الذين يبذلون مجهوداً في الجو الحار يجب شرب 2-4 أكواب ماء لكل ساعة من المجهود العنيف و يفضل شرب محلول الجفاف أو المشروبات الرياضية.

- شرب السوائل الباردة وتجنب المثلجات التي تسبب تقلصات جدار المعدة.

- الإكثار من الخضراوات والفواكه لتعويض الأملاح والمعادن المفقودة في العرق وهي تحتوي على أكثر من نصف وزنها ماءً.

- ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة واختيار الألوان الفاتحة.

- تغطية الراس بالقبعة أو المظلة تحت الأشعة المباشرة للشمس.

- تجنب الإكثار من شرب المنبهات كالشاي والقهوة.

- أخذ قسطٍ كافٍ من النوم والحفاظ على نشاط الجسم والغذاء السليم.

إقرأ أيضا لـ "عبير الغاوي"

العدد 4719 - السبت 08 أغسطس 2015م الموافق 23 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:47 ص

      وين يوقف العمل الا يصير حرام

      على جسر ستره كنت ماره يوم الجمعه الا العمّال كرف شغل وين الرحمه والانسانيه الساعه وحده، الجو نااار ، وين صاحب الشركه المسؤول هل يقبل ان يقف معهم لدقيقه واحده او بس لانهم هنود ،، ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ،، الا يبي يتاكد حيّاه يشوف الاجرام بحق البشر

اقرأ ايضاً