العدد 4719 - السبت 08 أغسطس 2015م الموافق 23 شوال 1436هـ

شاهد الصور... قمة السعادة... في جبال جرجرة الجزائرية

نساء يبحثن عن زوج أو يطلبن طفلا، شباب يبحثون عن عمل او يتوقون للنجاح في الدراسة، مرضى يأملون في علاج، هؤلاء وغيرهم يتحدون حرارة الصيف المحرقة لصعود قمة "ازرو نطهور" في منطقة القبائل شرق الجزائر حيث يعتقدون أن أصوات دعائهم اقرب إلى السماء.

في قلب تضاريس وعرة في جبال جرجرة الشامخة، تقع قمة ازرو نطهور (صخرة صلاة الظهر)، وهي عصية على قاصديها الا من خلال ممر صعب.

في القمة بني المسجد الأعلى ذو القبة الخضراء، وهو مكان ضيق للصلاة لا يحتوي على أي أثاث يغطي جدرانه البيضاء المنخورة بثقوب تضاء فيها الشموع.

يأتي زوار المسجد من منطقة القبائل وكذلك من العاصمة الجزائر، يسيرون في قافلة تضم آلاف الأشخاص يتوافدون في الجمعة الأولى من شهر آب/أغسطس.

وما زالت زيارة الزوايا وقبور "أولياء الله الصالحين" لطلب المساعدة، من العادات المتجذرة في الجزائر، رغم الحرب التي يشنها أتباع التيار السلفي على مثل هذه العادات على اعتبار ان الإنسان لا يحتاج إلى واسطة بينه وبين الله.

وكانت مجموعات تحمل الفكر السلفي المتشدد سباقة في تدمير القبور والزوايا في الجزائر منذ التسعينات، وذلك قبل ان تدمر حركة طالبان تماثيل بوذا في باميان قبل اكثر من عقد من الزمن، وقبل ان يدمر المتشددون في مالي زوايا مدينة تمبوكتو في الآونة الاخيرة.

وتتناقل الاجيال في الجزائر حكاية تعود الى قرون مضت، وهي ان وليا صالحا صعد الى قمة ازرو نطهور في وقت الظهيرة، وقام لصلاة الظهر فتوفي قبل ان يتمها.

ومنذ ذلك الحين، بحسب الحكاية المتوارثة، اصبح هذا المكان مزارا للقرى المجاورة وعمت بركته الارجاء المحيطة، اذ ان الموت اثناء الصلاة ينظر اليه كعلامة من علامات الصلاح والبشرى بدخول الجنة.

يروي زوار القمة قصصا مثيرة عن بركة هذا المكان، وعن الاعاجيب التي تحققت فيه.

وفي سفح الجبل نصب بعض الشيوخ خيمة يستقبلون فيها الرواد لطلب الدعاء، ازواج وشابات واطفال يضعون رؤوسهم تحت رداء لسماع دعوات الشيخ الذي يبشر شابة تطلب الزواج "ستعودين السنة المقبلة الى هنا مع زوجك وبعد عامين ستلدين صبيا" فتخرج رأسها من تحت الرداء وعلامات السرور بادية على وجهها.

تروي عجوز بلغت السبعين من العمر تقصد القمة من منطقة تبعد خمسين كيلومترا عن بركاتها، وتقول "انا آتي الى هنا منذ ان كان عمري 20 سنة، في اول مرة طلبت زوجا، ثم اولادا ثم لم اعد اطلب سوى السلام".

وتضيف "الاولياء سمعوا دعواتي واستجابوا لها لذلك مازلت ازورهم".

واكثرية الزوار هم من النساء اللائي يصعدن القمة العجيبة ومنها ينادين اولادهن المهاجرين الى ما وراء البحار وفي اعتقادهن ان صوتهن وصل.

الا ان بعض الشباب المجتمعين في افواج صغيرة لزيارة الموقع لا يؤمنون بهذه الحكايات بل يضعونها في اطار الخرافات.

لكن ذلك لا يعني ان يتجنبوا هذا المكان ولا يزوروه. وتقول صونيا المقيمة في باريس والتي تمضي عطلتها في بلدها الجزائر انها تزور هذا المكان كجزء من العادات والارتباط بالثقافة المحلية.

وتضيف "علينا ان نعرف تقاليدنا، وان نحافظ عليها".

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:20 م

      جميل

      صور رائعة جدااا

    • زائر 3 | 7:44 ص

      أين الاحتشام في القمة العجيبة ... ام محمود

      على الأقل كان يجب احترام مكان التضرع و الدعاء و الاصوات التي ستصل الى السماء لاستجابة الدعاء للرزق او الزواج او انجاب وحفظ الابناء كان يجب على النساء و الفتيات الخشية من الله سبحانه و تعالى و لبس الحجاب او ملابس محتشمة والابتعاد عن الرجال.. خاصة و انهن تكبدوا المشاق و تسلقوا الجبل ذو التضاريس الوعرة

    • زائر 2 | 6:11 ص

      هههههه

      جبال جرجرة

اقرأ ايضاً