العدد 4723 - الأربعاء 12 أغسطس 2015م الموافق 27 شوال 1436هـ

آداب السفر

في زيارتنا لأحد البلدان الأجنبية، شهدنا إعطاء عائلتين خليجيتين مخالفات في استخدام المرافق العامة، أُجبروا على إثرها على دفع غرامات مالية وإن كانت بسيطة لكنها كانت على ما أعتقد درساً وعبرة لمن يعتبر.

ربما تتساءلون ويخطر في بال الكثيرين، أن الغرامة دُفعت لأن العائلتين خليجيتان وطمعاً في المال أُعطوا المخالفة، فيما قد يتساءل البعض عن ماهية الفعل الذي قاموا به ليدفع على إثره غرامة مالية... ستأتيك الإجابة الآن، بالنسبة للتساؤل الأول، فقطعاً ستكون الإجابة لا، فقانون المخالفات والغرامات يلزم الجميع في تلك البلد سواء كان مواطناً أم سائحاً، ونحن شهدنا شخصياً الفعل واستنكرنا ما قامت به العائلة. أما بالنسبة لماهية الفعل، فهي كالتالي:

- العائلة الأولى: قامت عند ارتيادها للحديقة العامة في تلك البلدة، وبعد تناولها لوجبة الغداء على العشب الأخضر، بترك المخلفات من بقايا طعام وزجاجات فارغة وأكياس في مكانها، وكأن المكان كان خالياً من سلة قمامة (علماً بأن الحديقة كانت مليئة بالسلال الموزعة في كل مكان في الحديقة، وربما كان عددها مقارباً لمرتادي الحديقة)... وبينما هم يهمّون بالخروج من الحديقة استوقفتهم إحدى المواطنات الكبيرات في السن، وأبلغتهم بأنه يجب عليهم العودة للمكان وتنظيفه، فهذا ليس منظراً حضارياً، إلا أن العائلة ضحكت من العجوز ولم تعرها أي اهتمام، إلا أن تلك السيدة ولخوفها على نظافة الحديقة، وحتى لا تصبح مكباً للنفايات، أبلغت حارس الحديقة، فما كان من الأخير إلا أن استوقف العائلة وحرر مخالفة وأجبرهم على تنظيف المكان وبالطبع دفع المخالفة... اختتمت العجوز قولها للعائلة: “النظافة من الإيمان”، على رغم أن تلك العجوز لم تكن على ما يبدو مسلمة.

- العائلة الثانية: وهي للأمانة لم تكن عائلة بل مجموعة من الشباب، قصدوا تلك البلدة للترفيه عن أنفسهم، فعند دخولهم لإحدى الأسواق الشعبية كانوا يقومون ببعض الحركات التي كانت تثير غضب أصحاب المحلات، كانوا يدخلون المحل وبصوت عالٍ يبدأون بإصدار الأوامر والصراخ والاستهزاء، هذا بالإضافة إلى السخرية من بعض المنتجات أو البضائع أو حتى السخرية من الباعة، باللهجة الخليجية، ظناً منهم أن هؤلاء لن يفهموا ما يقال في حقهم، لاختلاف لغاتهم... الشرطة التي كانت متواجدة في السوق وللبلاغ الذي قُدم على ما يبدو من أصحاب أحدى المحلات، حضرت وطلبت من الشبان الذهاب معهم للمكتب، وعليه تم إعطاؤهم مخالفة ومنعهم من دخول هذه السوق مرة أخرى في زياراتهم المقبلة.

أنا مع إعطائهم المخالفات وإجبارهم على دفع الغرامات، فالسائح إن قصد بلداً للاستجمام والترفية، عليه أن يحترم قوانين وقواعد تلك البلدان، فما لا نرضاه في بلادنا لن نرضاه في غيرها. كما أن التحلي بالآداب والأخلاق الحميدة في تعاملنا مع شعوب تلك البلدان التي نزورها، يعكس أخلاق وقيم بلداننا التي أتينا منها.

مناهل

العدد 4723 - الأربعاء 12 أغسطس 2015م الموافق 27 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً