العدد 4724 - الخميس 13 أغسطس 2015م الموافق 28 شوال 1436هـ

أمين: الطب في البحرين لم يبدأ بمبادرة محلية... ولابد من وجود أرشيف وطني

عيسى أمين متحدثاً خلال الندوة - تصوير عيسى إبراهيم
عيسى أمين متحدثاً خلال الندوة - تصوير عيسى إبراهيم

قال رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين عيسى أمين: «إن تاريخ الطب في البحرين بدأ قبل العام 1900، وكانت انطلاقته من نيويورك وتحديداً من مبنى الكنيسة الإصلاحية الهولندية، عندما طرأت فكرة من بعض القساوسة لمساعدة العرب في هذا الجانب، من خلال بعثة تبشيرية تضم 3 أجانب»، وشدد أمين على ضرورة وجود ارشيف وطني يضم وثائق لأي حدث جرى في البحرين سواء في الطب أو التدريس وغيرها، ليكون مرجعاً للباحثين والمجتهدين. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان «تاريخ الصحة في البحرين»، نظمها مجلس أحمد جناحي في عراد مساء أمس الأول الأربعاء (12 أغسطس/ آب 2015).

وأضاف «عند الحديث عن موضوع تاريخي، تكمن أهمية التدوين التي تفرض استخدام الوثائق المعترف بها، والبحث التاريخي لا يقوم على الروايات، واستندت في هذا البحث على نشرة من 7 مجلدات تمت طباعتها من قبل البعثة الاميركية وتحتوي على تاريخ الطب، وقد كتبت منذ العام 1899 وحتى العام 1956، وكانت النشرة في بدايتها تكتب باليد، وتطور الأمر بعدها واصبحت تطبع، وتمتلك جمعية تاريخ وآثار البحرين نسخة منها».

وأشار إلى أن «الطب في البحرين لم يبدأ بمبادرة محلية، وخلال تلك الفترة كان المرضى يلجأون لتلقي العلاج من خلال أقرب طبيب في جدة أو عدن، أو بوشهر أو البصرة، اذا كانت الحالة طارئة، وكان العلاج آنذاك في البحرين يعتمد على الكي والأعشاب، فكانت انطلاقة الطب من مبنى تابع للكنيسة الاصلاحية الهولندية بنيويورك، وهناك بدأ الطب في البحرين».

وتابع «الفكرة كانت عن طريق بروفيسور لغوي عربي قد درس التاريخ وعاش في مصر والشام مع والده، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 1988 في نيويورك، دار الحديث في الكنيسة عن كيفية مساعدة العرب والدول الخليجية، ومن هنا تشكلت بعثة تبشيرية تضم 3 أطراف، تقدموا إلى الكنيسة بهذه الفكرة للتواصل مع العرب، إلا أنها رفضت في المرة الأولى، إذ لم تكن هناك موازنة مالية لهذا المشروع، فضلاً عن خوف الكنيسة من التوغل في الدول العربية، ولم تيأس البعثة من تقديم الطلب مرة أخرى، حتى تمت الموافقة لإعطائهم الفرصة في أغسطس 1889، وكان التمويل ذاتيا، إذ وضع القائمون على البعثة التبشيرية الخطة الطبية من خلال التبرع المالي للقيام بمهامها، إذ حصلت البعثة على أكبر تبرع من سيدة وصل إلى 5 آلاف دولار، إلى جانب تبرع عائلة بمبلغ ألف دولار، وكانت التبرعات مستمرة، وفي العام 1889 انتهت البعثة من استعداداتها وغادرت على ظهر سفينة إلى روما».

وزاد بالقول «كان قائد فريق البعثة التبشيرية الذي يبلغ من العمر 23 عاماً الذي يعمل في وستنق هاوس، ذهب إلى بريطانيا للاستعلام عن الاوضاع في الدول العربية، وتوجه بعدها إلى هولندا وصولاً إلى بيروت، الذي أقام فيها وبدأ بتعلم اللغة العربية، ومن هناك التحق سوريون بالبعثة، وتوجهوا إلى القاهرة ومن ثم إلى عدن، ومسقط والبحرين، وارتأت البعثة أن تنطلق من البصرة».

وأفاد «في اكتوبر 1892، كانت السفينة تأتي من البصرة إلى البحرين أسبوعيا، وتعمد قائد فريق البعثة التبشيرية بالاختفاء في البساتين بالقرب من قلعة البحرين، وترك صندوقه الذي يحتوي على الأدوات الطبية والكتب في المنامة، من أجل البقاء في البحرين، وبعد مغادرة السفينة اتجه إلى الصندوق الذي أخفاه، وبدأ البحث عن سكن له، وقد اكتشف خلال مكوثه انتشار وباء الكوليرا في البحرين وقد توفي جراء هذا المرض نحو 5 آلاف بحريني، كما اكتشف مرض الملاريا والجدري والطاعون، ورفع خلاله خطابا إلى أميركا يطلب فيه إرسال طبيب متخصص لعلاج المرضى في البحرين، ووصل أول طبيب أميركي في العام 1894، وسمع أهل المنطقة الشرقية بهذا النبأ، وبدأوا بالتوافد على البحرين لتلقي العلاج، وفي سبتمر/ أيلول 1896 تبرع جمعة بن ناصر بوشهري لبناء بيت للإرسالية والذي تحول لاحقاً إلى مدرسة عائشة أم المؤمنين، وكان أول مركز للإرسالية تؤسس فيه مدرسة للبنات في العام 1899، وكذلك تجرى فيه أول عملية جراحية بواسطة طبيب متخصص (شارون تومز)».

وذكر أمين «طالبنا بتحويله إلى متحف للحفاظ على تاريخ البحرين».

وبيّن «واجهت البعثة الكثير من الاعتراضات من قبل المواطنين، وقدموا العرائض لطردهم من البحرين، ووافق حينها الشيخ عيسى بن علي آل خليفة على بيعهم ارضا لبناء كنيسة ومدرسة ومستشفى، وتم بناء المستشفى الاميركي وكانت هناك معارضة من قبل رجال الدين على بناء المستشفى، واشترط البناؤون ذبح 4 خرفان في زوايا المستشفى».

وقال: «كانت وسيلة البعثة التبشيرية تتركز على الطب والتعليم، إذ رأوا أنه لا يمكن أن يقوموا بالتبشير، وبدأوا يدخلون في الطب والتعليم أكثر من التبشير».

مشيراً إلى أن «البحرين كانت تقدم الخدمات الطبية للسعودية وساحل فارس والإمارات وعمان وقطر».

وأضاف «في 1904 تم افتتاح مستشفى بالقرب من السفارة البريطانية، إلى جانب الارسالة الاميركية، وفي العام 1930 افتتحت شركة بابكو مستشفى للعمال، وتوالى افتتاح العيادات الطبية». وشدد أمين على ضرورة الحفاظ على المستندات والوثائق التاريخية.

الحضور يتابعون الندوة بمجلس أحمد جناحي في عراد
الحضور يتابعون الندوة بمجلس أحمد جناحي في عراد

العدد 4724 - الخميس 13 أغسطس 2015م الموافق 28 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:51 ص

      رحم الله والديهم ..

      جان اشخانتنا بنبقى على المراخ والكي وماي زموته .. عملهم مشكور كل من ساهم في توصيل العلم والطب والنفط .

اقرأ ايضاً