نقلت 17 من جثث الضحايا الـ54 الذين قضوا في تحطم الطائرة في ادغال شرق اندونيسيا بينما يصل مساء اليوم الأربعاء (19 أغسطس/ آب 2015) إلى جاكرتا خبراء من الشركة الفرنسية الايطالية المنتجة للطائرة ايه تي آر.

وأقلعت الطائرة، من طراز ايه تي آر 42-300 تابعة لشركة الطيران الاندونيسية تريغانا، من مطار جايابورا عاصمة اقليم بابوا الشرقي. وقد تحطمت في احوال جوية سيئة في منطقة ادغال لا يمكن الوصول إليها برا وتبعد نحو 15 كلم عن مطار اوكسيبيل وهي مدينة اخرى في المنطقة كان يفترض ان تحط فيها.

وأعلنت السلطات الاندونيسية أن فرق الإغاثة عثرت الثلثاء على الطائرة وجثث الركاب الـ54 الذين كانوا على متنها موضحة أن الطائرة دمرت بالكامل في منطقة الادغال.

وكانت الطائرة تقل 49 راكبا بينهم خمسة اطفال وطاقما من خمسة افراد جميعهم اندونيسيون على ما يبدو.

وقال متحدث باسم وزارة النقل الاندونيسية جي ايه باراتا لوكالة فرانس برس ان اربع جثث نقلت بطائرة الى جايابورا بينما ما زالت 13 جثة اخرى في المستشفى المحلي.

وعلقت العمليات مساء الاربعاء على ان تستأنف غدا الخميس.

وكانت السلطات تأمل في نقل الجثث بمروحيات لكن الاحوال الجوية تمنع ذلك. وقال المتحدث باسم الجيش الاندونيسي "الظروف الجوية الحالية تجعل استخدام المروحيات مستحيلا، لذلك علينا ان نقوم بذلك برا".

وكان راهارديو اعلن وصول جثث ستة اشخاص الى بلدة اوكسيبيل في بابوا وتحدث عن 11 جثة اخرى انتشلت من المنطقة الجبلية ذات الاشجار الكثيفة، موضحا ان نحو 300 من سكان المنطقة شاركوا في عمليات انتشال الجثث.

وعثرت فرق الاغاثة التي نشرت في الموقع في اقليم بابوا الشرقي ايضا على الصندوقين الاسودين للطائرة والمبلغ النقدي الذي كان موظفون في بريد بابوا ينقلونه لتوزيعه على عائلات فقيرة في المقاطعة وقيمته 6,5 مليارات روبية (420 الف يورو). وقد احترق جزء من هذا المبلغ.

ويصل ثلاثة محققين من المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحاليل واربعة مستشارين فنيين من الشركة الفرنسية الايطالية ايه تي آر مساء الاربعاء الى جاكرتا للمشاركة في التحقيق في الحادث، حسبما اعلنت وزارة النقل الاندونيسية لوكالة فرانس برس.

وكانت الطائرة اختفت بعد ظهر الاحد عن شاشات الرادار اثناء رحلة تستغرق حوالى 45 دقيقة وسط طقس سيئ بين جايابورا عاصمة مقاطعة بابوا الشرقية وبلدة اوكسيبيل التي تبعد اقل من 300 كلم جنوبا.

وفقدت الطائرة الاتصال مع برج المراقبة قبل حوالى عشر دقائق من وصولها الى اوكسيبيل في منطقة جبلية وعرة جدا، وذلك بعيد طلبها الاذن لبدء الهبوط قبل ان تحط في المطار وسط طقس رديء.

ولاندونيسيا حصيلة اداء سيئة جدا في سلامة النقل الجوي. ففي كانون الاول/ديسمبر تحطمت طائرة تابعة لشركة طيران آسيا (اير إيجا) في بحر جاوا بعدما اقلعت من سورابايا ثاني مدن اندونيسيا الى سنغافورة، ما اسفر عن سقوط 162 قتيلا.

وتريغانا شركة طيران صغيرة تأسست في 1991 وتنظم رحلات الى اربعين وجهة داخل البلاد. وشهدت 14 حادثا منذ انطلاقها، وفق شبكة سلامة الطيران التي تحصي الحوادث الجوية، وهي ممنوعة من الطيران في الاجواء الاوروبية.

وفي نهاية حزيران/يونيو تحطمت طائرة لسلاح الجو الاندونيسي كانت تقل افراد عائلات عسكريين ومدنيين في احد احيان مدينة ميدان (غرب) ما اوقع 142 قتيلا بينهم عشرون من السكان.