العدد 4732 - الجمعة 21 أغسطس 2015م الموافق 07 ذي القعدة 1436هـ

متشددو السنة والشيعة... أرذل جمهور في أقبح مباراة!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

بالتأكيد، يعلم السواد الأعظم منا أن أهل الإرهاب والطائفية والقتل والدمار والاحتفال برؤية نزيف دماء الشعوب والأوطان، موجودون بيننا. ولم يعد الأمر مستغرباً حين يكرّر الكثير من الباحثين والإعلاميين والمتخصصين: «إن داعش منا وفينا... وفي كل واحد منا نموذج لداعش... يعشق أن يكون مدمراً».

قس على ذلك، كل المتشددين المنتمين إلى كل الأديان والملل والمذاهب والطوائف، لكن حديثنا هو عن النموذج المتشدد والمتطرف من الطائفيين، من الشيعة والسنة، مما يمكن أن نشهده من عار وشنار في مجتمعاتنا وإعلامنا ومساجدنا وجوامعنا وحسينياتنا ومواكبنا العزائية ومهرجاناتنا والشعائر المختلفة والمؤتلفة... كأن الأمر أصبح سجالاًً حقيراً، بين أرذل نماذج الجماهير في أقبح المباريات.

وقد يتساءل البعض: أين الصوت المعتدل؟ أين الخطباء والمشايخ والعلماء المعتدلون من الطائفتين الكريمتين؟ أين المثقفون والمفكرون ونخبة التنوير في مجتمعاتنا كلها؟ ولا أملك في الحقيقة إجابة صريحة وواضحة، وحالي كحال الجميع في التحليل والشرح والاستنباط، لكن ما أنا مقتنع به هو غياب كل من يمثل الصوت المعتدل، لأن «الأجنحة المتشددة»، وأكرر على «الأجنحة المتشددة»، في الحكومات والأقطاب ومبرمجي السياسات في الوطن العربي والإسلامي، لا يريدون إلا لوناً واحداً: «تلك الدمى الطائفية التي يمكن تحريكها لإشعال المزيد من التناحر والصدام والتقاتل». الصوت المتشدد ذو التطرف المشحون بزرع العداوة هو لون مفضل لدى الكثير من الحكومات.

الصراع الشديد في الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، بل ومن كل حدب وصوب، يخرج من إطار الوطن الجامع، ويتوه في وحل الطائفية والمذهبية والقبلية، لدى تلك الشرائح المتشددة. وتنشط آلاف الحسابات على نطاق التغريد (تويتر) بأسماء حقيقية تارة، ومستعارة تارات أخرى، ووهمية يديرها شياطين الطائفية تارات وتارات، لتشارك في المباراة ذات الوطيس الحامي.

المباراة الأولى: ضمن مباريات الدوري العربي الممتاز لإقليم الشرق الأوسط، وقعت مواجهات دامية بين الجمهور بسبب سقوط مئات الآلاف من القتلى والأبرياء، وجرح الملايين وتشريد الملايين من الشعب السوري المنكوب، وتسببت أحداث اليمن وغزة ولبنان والعراق والبحرين والكويت وتركيا وبورما والشيشان وتركيا وسائر أرجاء الوطن العربي والإسلامي في إشعال نار الفتنة من الجماهير المتعطشة للصدام الدموي، فيما رفع أنصار كل فريق، وطبقاً للانتماء المذهبي والطائفي والقبلي والسياسي، شعارات يهاجم فيها كل طرفٍ الآخر. وقد قرّر حكام المباريات استمرار اللعب وبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يقرر السيد الأميركي ما يراه مناسباً للموقف.

المباراة الثانية: حال وصول نبأ وقوع ضحايا في انفجار انتحاري إرهابي بأحد المساجد السنية في الخليج، ثارت الجماهير الطائفية تندّد حيناً بقتل الكفار وسفك دمائهم وإرجاعهم إلى الإسلام أو طردهم من بلاد المسلمين. فيما عبّرت مجموعات أخرى عن تشفيها وسرورها بهذا النبأ العظيم الذي أراح قلوب ونفوس الملايين من المتعطشين لشرب دماء أبناء الوطن الواحد.

وزاد المشهد دموية تلك الفضائيات والمواقع الإلكترونية والمغرّدون وتجار الطائفية في التصدي للدعوات التي تندد وتستنكر وترفض تفتيت أبناء الوطن طائفياً، وسعى البعض لإخراس كل صوت ينادي بتجاوز المحنة بتعزيز اللحمة الوطنية.

وما أن انتهى الشوط الثاني من المباراة، إلا وجماهير الموت تطالب بالمزيد من العمليات الانتحارية لتخليص الأمة من الكفار بعد وقوع ضحايا في تفجير انتحاري آخر في مسجد للشيعة، فيما الكفار من جهتهم، توعدوا بأنهم لن يتركوا المساجد مهما كان كيد الشيطان وأنصاره.

المباراة الثالثة: علا الصراخ والشتائم ودعوات الإعدام بالقبض على مجموعة من المتورطين في تهريب وتخزين كميات من الأسلحة والذخائر والمتفجرات، وقبل بدء المباراة، كانت صافرة الحكم تنطلق لتعلن «تنفيذ ركلات الجزاء مباشرة ومن دون مقدمات»، فيما كان الاتحاد العام للتحكم في الشرق الأوسط يطالب بالمزيد من الأسلحة لتكون في يد الشعوب المنكوبة فيقتلون بعضهم بعضاً. هذا فيما يتوقع إنزال عقوبات شديدة على الجماهير التي خرست حين اكتشفت أن المتورط من طينتها، وهي التي تثور حين يكون المتورط من غير طينتها.

المباراة الرابعة: قرّر الاتحاد العام لجماهير الشرق الأوسط دعوة المشجعين لحضور كل مباريات الإعادة التي حدثت فيها صدامات بسبب تفجيرات في المساجد والأسواق والمجمعات التجارية والضواحي. على أنه حذر من أن عقوبات مشددة ستطول كل من يشارك في المباريات ولا يهتف بهتاف طائفي أو يتوعد بالنحر الداعشي أو يناصر ميليشيات إرهابية مسلحة، من طائفته أو من طائفة غيره... المهم، أن هذه الجماهير الرذيلة شاركت وستشارك في كل المباريات القبيحة.

وبالطبع، لجان التحكيم التي تنتظر قراراً (يأتي من فوق) لم تصدر أي بيان حتى الآن، فيما صاحب (قرار فوق) مسرورٌ للغاية مما يحدث من مشاهد دموية، وإن عبّر مراتٍ عدةً عن خلاف ذلك... فهو يبطن سروره بتفتيت الأمة الإسلامية، ويظهر حزنه المزيّف الكاذب.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 4732 - الجمعة 21 أغسطس 2015م الموافق 07 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 8:13 ص

      من البر

      اننا هنا لا نصنف من المعتدل او المتطرف. الكاتب يطلب من العلماء المعتدلين وجود الحل. رجل الدين لا يملك القدره علي قياده الشعوب بشخصيته و قدرته الداتيه الا نادرا. الدين يفرض الرجل وليس العكس. يعني اي واحد بدون اي قدرات او كفائه قياديه يمكن ان يكون عالم ولكن لا يمكن ان يكون قائد لشعب في مازق. العراق اليو م احسن دليل. البلد مليانه علماء ...ام العلماء..سنه وشيعه.. معتدلين و متطرفين... وين البلد....رايخه ملح

    • زائر 20 | 5:05 ص

      الحقيقة واضحة: مدمرون من الشيعة ومدمرون من السنة

      طبعًا التعميم مرفوض على كل المذاهب والطوائف الإسلامية.. لكن من كل طائفة هناك مدمرون يتاجرون بالحرام من السنة ومن الشيعة وحتى من كل مذهب يتفرع بعد طائفيين.. السنة بينهم طائفيين وتكفيريين ومتشددين..والشيعة من بينهم طائفيين ومتشددين وتكفيريين.. والعامل المشترك مع داعش ان كل واحد من هؤلاء الشياطين يعتقد أنه ولي الله الصالح ضامن الجنة... المشكلة في المجتمع أن هؤلاء الشياطين لهم أتباع.. قبيلة من الشياطين.. شكرًأ استاذ سعيد.

    • زائر 18 | 4:47 ص

      مباريات الدوري التكفيري الداعشي الإرهابي مستمر برضا الحكومات

      شوف استاذ سعيد.. المباريات راح تستمر في الدوري التكفيري ما دام حكومات عربية وإسلامية تخنع للغرب وتنفذ مخططاتها علشان الغرب والصهاينة يكونون مرتاحين وآمنين وشوف الأمة شلون قاعدة تتدمر والصهاينة مستانسين.. الحين بعض المتطرفين والطائفيين عاد من السنة والشيعة كل واحد بيدافع عن طائفته ومذهبه.. حتى لو على باطل.. يا جماعة لا زم نعترف..السنة فيهم تكفيريين ومتشددين ودواعش فكريًا.. والشيعة فيهم غلاة ومتشددين ودواعش فكريًا.. مايمثلون الأمة لكن يمثلون أخس صورة في الحياة وفي الأمة.

    • زائر 16 | 4:11 ص

      التشدد

      التشدد و الطائفية هما أمراض لم نعرفها قبل عام تسعة و سبعون

    • زائر 17 زائر 16 | 4:45 ص

      مع اخي زائر 16 فالتشدد (اشتد) بعد العام 1979

      تعليق أخي الكريم زائر رقم 16 اتفق معاه.. الأمة العربية والإسلامية صارت تعاني من التشدد عقب عام 1979 يوم بدأت أمريكا تنفيذ مخططاتها باستلاب مقدرات شعوب الإسلام وخصوصًا شعوب الخليج، تستولي على منابع النفط ذاك الوقت وفي نفس الوقت تثير الطائفية والصراع المذهبي وتخلي منطقة الخليج مشتعلة، لكن التشدد والتطرف موجودة في الأمة من عصر الجاهلية إلى مراحل في عهد الأمة الإسلامية.. دول مثل الدولة الأموية والعباسية والقرمطية والعثمانية كانت أساسها التشدد والتطرف والدين المغلوط.. وشيوخ الطين التكفيريين سبب رئيس

    • زائر 15 | 4:11 ص

      متشددو السنة والشيعة نتيجة و ليسوا سببا

      السبب الحقيقي هم العلماء المحرضون المستفيدون من التكفير ، أو الجالسون اللامبالون! لم لا تكتبون سيدي عن هؤلا بالاسم و العنوان؟

    • زائر 14 | 3:18 ص

      لا نحل الفساد والتمييز والعدل والديمقراطية وخلق الأخطر من هذا كله

      تفرقة الشعب مذهبين إلا نتعض بما يجري في العراق ولبنان واليمن لماذا لا نقتدي بشعوب الديمقراطية التي اسستها

    • زائر 13 | 3:17 ص

      الحل فصل الدين عن الدول

      الحل في ما قلت عزيزي سعيد هو فصل الدين عن الدوله ، لا نريد ان يتحكم في حياتنا شيوخ دين يتكلمون علي اهوائهم وعلي ما يأمرون به ،،تريدون دولة مدنيه ؟ هذه هي البدايه ولا غير ذلك . فدعو اهل الدين للدين واهل السياسه للسياسه .

    • زائر 10 | 2:02 ص

      مع الأسف

      هؤلاء المتشددين لم يكونو ليبرزو لولا دعم من يسمون انفسهم بالمعتدلين اللذين يستخدمونهم لتثبيت كراسيهم كلما دعت الضروره .

    • زائر 9 | 1:54 ص

      المسؤلية

      الحل جدا سهل فالاسلام السياسي هو السبب الرئيسي للطائفية يجب ان يسن قانون بمنع الاحزاب والمنظمات ذات اللون الواحد وتجريم الطائفية ، ولا داعي للف والدوران وهذا ما فعله العالم الحر المتقدم الذي تخلص من الكهنوت

    • زائر 11 زائر 9 | 2:22 ص

      لن تنتهي هذه الظاهره نهائياً.

      ولكن على الاقل يجب أن تلغى ظاهرياً وماخفي بالقلب شأن آخر.

    • زائر 12 زائر 9 | 3:09 ص

      نعم سبب الحاصل هي الجمعيات المذهبية ونشوف أخواتها

      ماذا عملة بالعراق من فتنة وهدر المليارات كله بسم الإسلام وهي تدعي الوحدة الوطنية وتفرق بين المواطنين مذهبين حتى أيام المجرم صدام لم تحدث فتنة طائفية

    • زائر 8 | 1:49 ص

      نكبة عربيه

      أصبت فيما قلت واستغل تجار السلاح بضاعته فبعد بأعلى صوت سلاحهم لشعوب قتلها الجهل ولم يذكروا نعمة الله بل أراد الفوضى والتدمير /لعنة الله على الممولين لقتل الشعوب الأبرياء تقتل في عالمنا العربي اما الإنجليز والأوروبيين والأمريكان يضحكون علينا بل يحرقون على التمويل لقتل الشعوب العربيه بوجوش تلشيشانواشكالهم/أين الحكومات ا منعهم

    • زائر 6 | 1:30 ص

      كلامك كله صح يا كاتب. ..أما زائر رقم 2 فلم يمتلك قراءةدقيقة

      اتفق مع الكاتب تماما في كل إللي قاله وصراحة شديدة .............. وأخي زائر 2ما قرأ الفكرة صح فجاء تعليقه سطحيا فأنا مع الكاتب لأنه تسائل عن ليس العلماء المعتدلين فقط بلعن االمثقفين والمفكرين وكلهم عليهم مسئولية لكن الحكومات تفضل التكفيريين

    • زائر 4 | 12:44 ص

      الغريب تسمع خطبهم للوحدة الوطنية وهم لا يقربوا لبعضهم لماذا لا تبتدءوا

      بأنفسكم واذا لم تستطيعوا فاتركوا عامة الشعب بدونك هم قادرين المواطنة تجمعهم

    • زائر 2 | 12:13 ص

      من البر

      أين الصوت المعتدل؟ أين الخطباء والمشايخ والعلماء المعتدلون من الطائفتين الكريمتين؟ يا اخي العزيز ما بهدل العالم الا بعض المشا يخ والعلماء . محد دخل العالم في جهل وتطرف اجتماعي الا العلماء. ويكفي عالم واحد عشان يخرب بلد. وبعدها لوتجيب الف عالم يصلحن ما استطاعوا. وفوق هدي تطلب منهم يصلحون.مايقدرون الان عالم الدين مقتنع ان الطائفه الاخري تخالف منطقه وفكره ولا يمكن ان يضخي بمبادئه و برضي ربه عشانهم فاي حل تر جوا من هؤلااء. كل الامم حلت مشاكلها برجالها موب بعلماءها بل رجالها المخلصين للوطن لا للطائف

    • زائر 19 زائر 2 | 4:50 ص

      تدري ليش أخي زائر 2 من البر

      آنه اقول لك.. انت المشكلة تقدم نموذج ما تشوف المعتدلين ولا المشايخ اصحاب الخطاب الطيب تشوف بس الطائفيين والمتشددين والتكفيريين علشان جذيه تسأل وين الصوت المعتدل؟ يعني الشهيد الشيخ البوظي..المرحوم السيد فضل الله.. السيد السيستاني.. الشيخ محمد جمعة.. وعدد كبير من مشايخ الأزهر.. ومشايخ الخليج مثل الشيخ عيسى قاسم والشيخ عدنان القطان والشيخ وسيم يوسف والشيخ مخلف الدوسري والسيد عبدالله الغريفي وغيرهم وغيرهم.. كلهم ما يبونهم
      مع تحيات أختكم: سلوى

    • زائر 1 | 11:43 م

      يالله

      شبهت فأتقنت
      و صورت فأبلغت

اقرأ ايضاً