العدد 4733 - السبت 22 أغسطس 2015م الموافق 08 ذي القعدة 1436هـ

المتورطون بدعم الإرهاب

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أصيب 3 أشخاص الجمعة (21 أغسطس/ آب) بعدما أطلق شاب مسلح النار في قطار سريع يربط بين باريس وأمستردام قبل أن يتمكن بعض الركاب من إيقافه.

المسلح كانت بحوزته بندقية كلاشينكوف وسكين ومسدس آلي وتسعة مخازن للرصاص، عندما بدأ بإطلاق النار باتجاه الركاب قبل أن يسيطر عليه أميركيان من «المارينز»، كانا بالدفة على متن القطار، حيث كانا يقضيان عطلة، وسمعاه يجهز سلاحه داخل مرحاض القطار، وتعرّضا للإصابة أثناء مواجهته، إلا أنهما نجحا في تجنيب أكثر من 500 راكب مجزرةً كان يمكن أن تودي بحياة العشرات منهم.

يوم أمس (السبت)، بدأت تتكشف بعض المعلومات عن المسلح، حيث قيل إنه شابٌّ من أصل مغربي، في السادسة والعشرين من عمره، ويتبع حركة إسلامية متطرفة، ولديه ملفٌّ لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية التي تلقت معلومات عنه أيضاً من نظيرتها في إسبانيا حيث كان يعيش. وقد سافر إلى سورية للمشاركة في القتال هناك قبل أن يعود إلى فرنسا.

فرنسا كانت من أكثر الدول المتشدّدة في ملفات المنطقة وخصوصاً الموضوع السوري، حيث كانت من أشد المعارضين لأية حلول سياسية، والأكثر دعماً للجماعات المسلحة. وهي من أوائل الدول التي بدأت تدفع ثمن هذه السياسة المتعنتة. فقد بدأت الارتدادات عليها تنطلق من داخل أراضيها، بالهجوم على «شارل ايبدو»، في مطلع هذا العام، تلتها حوادث أخرى متفرقة، ولن يكون الهجوم الأخير على القطار آخرها.

في أعقاب احتلال العراق العام 2003، من قبل التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة، كتب الصحافي البريطاني المختص بالشرق الأوسط روبرت فيسك، مقالاً حذّر فيه بريطانيا من ارتداد سياستها عليها، حيث كانت الداعم الأكبر والأكثر حماسةً لغزو العراق. ولم يمضِ أكثر من عامين وشهرين، حتى شهدت بريطانيا أربعة تفجيرات إرهابية كبرى، ثلاثة منها في قطارات لندن، والرابع استهدف حافلة ذات طابقين، أودت بحياة خمسين شخصاً، وإصابة 700 آخرين. وفي الشهر الماضي احتفل البريطانيون بالذكرى العاشرة لهذه التفجيرات (7 يوليو/ تموز)، حيث تصدر الهاشتاق londonbombings اهتمامات مواقع التواصل الاجتماعي في لندن.

مشكلة داعمي الحركات الإرهابية أنهم لا يستوعبون الدروس. فهذه الحركات يقوم فكرها على أساس تكفير وتحقير البشر، وعدم الاعتراف بوجود الآخر، وسحق الإنسان المختلف فكراً وانتماءً، حيث لا تقيم وزناً لحياته أو حرمةً لدمه. وهي تعتمد على إشاعة ثقافة الكراهية وتكريس مقولات الصراع الأبدي بين الشعوب والحضارات. وهي ثقافةٌ لم تأت فجأة من فراغ، وإنما لها دعاة وخطباء وإعلاميون وكتّاب فارغون، لا يحملون أية قيمة فكرية أو ثقافية مضافة، ظلوا يزرعون بذورها لسنوات طوال، وبدأ العالم اليوم يجني ذلك الحصاد.

وعلى رغم تكرار الدروس والمقالب، عدة مرات خلال العقود الثلاثة الأخيرة، بدءًا مما حصل في أفغانستان وانتهاءً بما يحصل في تركيا، فإن الدول الداعمة للإرهاب لم تستوعب الدرس. وقد تكشفت سياساتها عن إصرارٍ غريبٍ على تكرار الخطأ الواحد عدة مرات. فالمهم أن تُوقِع بالخصم، مهما تكن الوسائل قذرة، ومهما تكن التضحيات التي غالباً مَّا تكون من أرواح المواطنين الأبرياء، سواءً في الدول الداعمة أو المستهدفة بالإرهاب.

ربما يخطئ البشر كأفراد، ويكرّرون الأخطاء والحماقات نفسها، لكن أن تكرر دول كبرى أخطاءها عدة مرات، وبمعدل كارثة واحدة كبرى كل عقد، فهذا ما يثير العجب والاستغراب، وخصوصاً أنها دولٌ يفترض ألا تقوم سياساتها على ردود الفعل، وإنّما تستند إلى استراتيجيات يحدّدها مفكّرون ومراكز أبحاث.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4733 - السبت 22 أغسطس 2015م الموافق 08 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 7:53 ص

      امريكا وحلافائها اعداء الشعووب العربيه

      لاكن الشره على العرب خصوصا الكبار المستولين على بلادهم العربيه سلمو الى الغرب كل ثروات شعوبهم لاجل مصالحهم وهادى هى النتيجة هؤلاء عمرهم ما حبو المسلمين هم يحبون فى الدول العربيه فقط البترووول وعرفو كيف يستغلونه لان العرب سدج كل من جه وكص عليهم خسارة على سوريا وخسارة على العراق وخسارة على باقى البلدان العربيه تركو شرع الله ونفدو شرع الشيطان المشتكى لله

    • زائر 16 | 3:06 ص

      السرقات

      ستين طويلة من الإرهاب الممارس والمسكوت عنه وتالي خلى الدولة على حصير الفقر سواحل سرقوها فرضة مال تدمير البحر والأراضي ألس إرهاب ومن سنين والآن زاد ذي ويش خانت هالحرامية.

    • زائر 8 | 1:32 ص

      من يربّي الشرّ ويدعمه سوف ينقلبه عليه

      معروف لدى كل العالم الشر يعمّ ولا يقف عند حد ولا يعرف ابا ولا اما . الشرّ سوف يحرق كل الدول التي دعمته واستخدمته كسلاح ضد بعض الشعوب

    • زائر 6 | 1:12 ص

      ماذا عن الارهاب الاخر

      وماذا عن ارهاب حزب الله في الكويت ومساندة ايران ااحركات الارهابيه الشيعيه في العراق

    • زائر 10 زائر 6 | 2:01 ص

      يقولون اجلس عوج

      وتكلم عدل واترك عنك هالخرابيط والهرار

    • زائر 11 زائر 6 | 2:03 ص

      كلامك يا زائر رقم 6 اكل وشرب عليها الدهر

      تدري ليش لان ايران ذاقت الحروب وعفست فوق تحت والحين الاقتصاد والبناء التحتيه اهم شيء عندها لان هي الشعب والشعب هي تبني فقط للارتفاع والرقي انشاءالله لها وللمنطقه وللمسلمين وهي للعمار وليس للخراب تسعى

    • زائر 5 | 1:05 ص

      الارهاب له

      دين و عقيدة واضحة و الارهابيون يتبعون فتاوى صدرت من مشايخهم مثل فتوى استتابة وقتل كل من يجهر بالنية في الصلاة !! و قتل الناس في المساجد له في التاريخ عشرات الامثلة .

    • زائر 3 | 11:15 م

      الارهاب

      لماذا يا استاذ قاسم التركيز على الارهاب الخارجي فقط وتنسى بلدك البحرين الذي غارق في الارهاب من بعض الفئات بمساعدة بعض الاطراف التي لاتريد الخير للبحرين وشكرا

    • زائر 4 زائر 3 | 12:17 ص

      الإرهاب الفكري

      للأسف لم تقرأ ما يعنيه الكاتب وأبعاد الدعم المبطن للإرهاب بل انت في عجلة لترد بتعليق لا يليق ، الإرهاب و رعاته وحواضنه التكفيريه وليس ما تدعيه انت بالإرهاب !!

    • زائر 7 زائر 3 | 1:27 ص

      الخير يجب أن يكون للجميع

      مادامت نظرتك للأمور فلن يعم الخيرفحرمان فئة والإغداق على فئة هو سبب المشاكل

    • زائر 2 | 11:03 م

      جرائم وإرهاب نظام البعث بعد 6 شهور من المظاهرات السلمية باعتراف بشار

      أسس لفرار جزء من جيشه لياسسوا الجيش الخر وفضاعة المجازر التي التي عملها لشعبه ظهرة النصرة وداعش المجرمتين والإرهابيتين التين تقتلان وتكفران الكل وأولهم الجيش الحر وحالين العالم بأكثره ضد بشار والمنظمات الارهابية

    • زائر 1 | 10:05 م

      مهما كثر جرح السكين الاصابع ستبقى تستخدم في المطبخ

      المتطرفون يحتاجهم الغرب لتحقيقراهداف في في ارض العدو او في صفوف العدو. احتاجهم في مصر لابقائها مشغولة بنفسها بعد انفاق السلام و اجتاجهم في افغانستان ة احتاجهم في سوريا و العراق لألا ينهض

اقرأ ايضاً