تحرص الكثير من العائلات في البحرين على تخصيص يوم واحد في الأسبوع لاجتماع جميع أفرادها من بنين وبنات وأحفاد، هم جميعاً قد فرقهم السكن وأبعدتهم الدراسة والعمل وغيرها من مشاغل الحياة عن الالتقاء اليومي.

ففي السابق كان لهذا اللقاء الأسبوعي طعم خاص يميزه عن باقي أيام الأسبوع، حيث يتبادل الجميع أطراف الحديث والحكايات والمواقف، وتعلو أصوات الضحكات، ويسمع الجميع أخبار بعضهم بعضاً. فيما اليوم وبفضل التكنولوجيا، لم يعد الكثيرون بحاجة إلى هذا اللقاء، حيث باتوا عن طريق “الواتس أب” والانستغرام و“السناب شات” يعيشون ويعرفون أخبار بعضهم بعضاً، عن طريق شاشات التلفون والآيباد، لذا لا داعي للقاء.

خالتي “نهى” تعمل أخصائية اجتماعية، اتخذت قراراً مميزاً ليشعر الجميع بحلاوة لقاء الخميس، لذا وضعت سلة عند مدخل بيت العائلة (البيت العود)، علقت عليها لافتة كبيرة كتب عليها: “ضع جهازك المتنقل (هاتف - آيباد - أو أي جهاز إلكتروني) هنا... فلن نسمح لغريب بالدخول بيننا” وذيلتها بوجه باسم، مع ملاحظة تقول: “تسلم الأجهزة المتنقلة بعد انتهاء اللقاء”.

ربما كان صعباً علينا أول الأيام أن نجرب العيش من دون هذه الأجهزة لدقائق، لكننا مع الوقت بتنا نتقن تركها لنحادث ونشارك بعضنا بعضاً أطراف الحديث والحكاية.

لذا أدعوكم أصدقائي بأن تجربوا هذه الطريقة في منازلكم، علكم جميعاً تشعرون مثلي بحلاوة وطعم اجتماعكم مع بعضكم بعضاً مباشرة، وليس من وراء تلك الشاشة الصغيرة، فالحياة تصبح أحلى واقعياً، وليس من وراء حجاب يبعد المسافات فيما بيننا أكثر من أن يقربها، ثم إنه لا طعم لصلة الرحم التي دعانا وحثنا عليها ديننا الحنيف من وراء تلك الشاشات... مع تمنياتي لكم بقضاء أجمل الأوقات وأحلاها مع عائلاتكم.

مناهل