أظهرت دراسة عالمية جديدة محورها الابتكار أن الشركات والمؤسسات العاملة في منطقة الخليج تهدر فرصاً ثمينة بمئات المليارات من الدولارات وأن على صناع القرار فيها التحلي بمزيد من الجرأة والمخاطرة لمساعدة مؤسساتهم على الحد من هدر الأفكار الإبداعية واستثمارها بشكل أفضل.

وسلطت الدراسة، التي قامت «مجموعة بي إيه للاستشارات» بالإعلان عنها في أبوظبي أمس، الضوء على التوجهات العامة لصناع القرار في المؤسسات العاملة في كل من الإمارات والسعودية وقطر وكونها غير مثالية لدعم الابتكار والحث على الإبداع.

وتشير الدراسة إلى أن المؤسسات في الدول الخليجية الثلاث تميل إلى عدم المخاطرة ولا تتحلى بالجرأة عندما يتعلق الأمر بالابتكار، وأن 27 في المئة منها فقط تسعى لتكون رائدة أو تتحلى بروح المغامرة بتبنيها لابتكارات عالية المخاطرة لكنها في الوقت نفسه ذات إمكانيات عالية.

وتم الكشف عن نتائج الدراسة بعد قيام نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بإطلاق أسبوع الابتكار الإماراتي، الذي من المقرر أن يقام في الفترة ما بين 22 - 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.

وخلصت الدراسة، التي شهدت مشاركة 750 شخصية من كبار الشخصيات التنفيذية من 15 دولة حول العالم ويمثلون تسع قطاعات، إلى أن مفهوم الابتكار، أحد أبرز العوامل التي تحدد مستوى الإنتاجية، فيه خلل وغير مكتمل.

وتعليقاً على الموضوع، قال رئيس «مجموعة بي إيه للاستشارات» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جايسون هاربورو، من مقر الشركة الإقليمي في العاصمة الإماراتية أبوظبي: «مضت سبع سنوات على الأزمة المالية العالمية، والعديد من صناع القرار يرفضون الاستثمار في مشاريع لا تضمن لهم عائدات على الاستثمار. توجهاتهم بتقنين الإنفاق يساهم في إبطاء النمو المستقبلي ويصد الطريق أمام الأفكار التي قد تحمل في طياتها إمكانات عظيمة وتعطّلها».

وبحسب 67 في المئة ممن شملتهم الدراسة في الخليج، فإن الابتكارات الأقل مخاطرة تعد ذات قيمة حقيقية أكبر بالنسبة لهم أكثر من تلك التي تحمل في طياتها مخاطر أكبر. وأن نحو 22 في المئة أكدوا أنهم يقولون أكثر مما يفعلون عندما يتعلق الأمر بالابتكار والإبداع.

وقال هاربورو: «هذه الأرقام مشجعة، لكن انخفاض معدلات الفشل لا يعني أن الأفكار الجيدة يتم تبنيها وتطويرها في الخليج. صناع القرار في المنطقة يعلمون تماماً الحاجة لمزيد من الإبداع في أعمالهم، حيث إن 78 في المئة منهم بحاجة لتطوير موظفيهم وحثهم للتفكير بطريقة أكثر إبداعاً».