العدد 4741 - الأحد 30 أغسطس 2015م الموافق 16 ذي القعدة 1436هـ

ثورة « القمامة»... مرحلة أخرى للشارع العربي

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

شدت مظاهرات بيروت الاخيرة انظار العالم الى نوعية الاحتجاج الذي انطلق في وسط العاصمة اللبنانية وتحديدا في ساحة الشهداء، اذ وقف ناشطون يوزعون على الوافدين أعلاما لبنانية كتب عليها «طفح الكيل»، بينما ارتدى العديد من المتظاهرين والمنظمين قمصانا قطنية بيضاء كتب عليها «طلعت ريحتكم» وهو الشعار الأساسي الذي انطلقت منه الحملة منذ نهاية تموز/ يوليو الماضي. وقد امهل المتظاهرون اللبنانيون -امس الاول (السبت) في 30 اغسطس/ آب 2015 خلال مظاهرة حاشدة- الحكومة اللبنانية 72 ساعة لتحقيق مطالبهم وهددوا بالتصعيد في حال لم يتم ايجاد حل لمشكلة النفايات والتنديد بـ «فساد» الطبقة السياسية، والمطالبة بتأمين أهم الحاجات الحياتية.

بعض المراقبين اعتبر ما يحدث حاليا في بيروت بمثابة مرحلة جديدة لاطلاق الاحتجاجات في الشارع العربي. لكن هذه المرة لم يحرق شاب نفسه بل خرجت رائحة النفايات لتعلن بشكل صريح وبالشعارات طلب «تكنيس ساسة لبنان» وفسادهم الذي حول بيروت الجميلة الى بيروت القمامة. وحمل المتظاهرون الذين يهتفون بين وقت لاخر «ثورة...ثورة» لافتات هاجمت المسئولين واصفة إياهم بـ «الزبالة» التي مل منها الناس مع تراكم النفايات وانقطاع مستمر للكهرباء.

الملاحظ ان هذه المظاهرة وحدت الشارع اللبناني اذ عكست مشاركة واسعة من قبل جميع طوائف المجتمع مع الاصرار على رفع الأعلام الوطنية لا غير في وسط بيروت. هذا الحراك الذي وحد الشارع بعد الدعوة التي اطلقت من قبل ناشطين في المجتمع المدني تتهم الطبقة السياسية في لبنان بالعجز عن تامين ادني متطلبات المواطن.

وبحسب التقارير الدولية فان لبنان يعاني من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 25 عاما، ومن بطالة وبطء في المعاملات الإدارية وديون عامة تبلغ نحو سبعين مليار دولارا.

والمتتبع للخبر اللبناني يلحظ ان القادمين إلى وسط العاصمة اللبنانية أتوا من مناطق مختلفة وهم ينتمون إلى طوائف متعددة، وهي ظاهرة نادرة في بلد مازال يعاني من انقسامات سياسية وطائفية حادة. بينما شاركت اعداد كبيرة من الفنانين المتظاهرين من بينهم الفنانة باسكال صقرعبر مكبرات للصوت مؤدية بصوتها الشجي «صوت الجوع لما الناس يجوعوا، أقوى كتير من صوت المدافع» بينما وقف الفنان المعروف لدعمه المستمر لقضايا الحرية والانسان في العالم العربي مارسيل خليفة متضامنا مع المتظاهرين وملتقطا «سلفي» معهم خلال الاحتجاج.

المتظاهرون الشباب عبروا بشكل واضح عن سقوط اقنعة الساسة في لبنان، فكثير جاء ليطالب بحقوق خدماتية غير متوفرة كالاستشفاء والكهرباء وببلد نظيف وهو ما قالته احدى المتظاهرات لفرانس برس «لم انتخب مرة في حياتي، ولن انتخب إلا متى ما رأيت طاقما سياسيا جديدا ونظيفا».

ويمكن القول إن لبنان لا يتحرك اليوم شارعه عبر تظاهرة حزبية ولكن تحرك كتظاهرة وحدوية ووطنية لمت شمل البيت اللبناني. اذ تنوعت المطالب من الداعية لحل لأزمة النفايات إلى المطالبة بتأمين الكهرباء والماء إلى إسقاط النظام الطائفي وانتخاب رئيس للجمهورية واستقالة المجلس النيابي، وصولا إلى حل لقانون الإيجارات.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4741 - الأحد 30 أغسطس 2015م الموافق 16 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 4:05 ص

      صباح الخير

      ليش مايكون العكس هو الصحيح نتخلص من عقول البدويه البدائية ومن الفكر الإسلامي بين هلالين ........ الذي دفع من أموال النفط وصل حتى الأوزون ولكن الحمد لله رب العالمين لم يتقبلوه الشعب الامزوني ببساطه ليس مدرج في قاموس لغتهم الأم ونحن والعالم العربي والإسلامي لن نقبل هادا الفكر الظلامي

    • زائر 12 | 4:00 ص

      صباح الخير

      محامي الشعب اللبناني المخضرم يسوق كل المعادلات والاحصائيات ابكيفه في البحرين شكل وفي العراق شكل وفي سوريا ثوره الشعب وفى لبنان عون أو الجنرال ميشيل عون وهادا بالطبع يسحب معاه الشريك الأساسي وهو حزب الله يا أخي الشعب اللبناني والسوري خلاص فهموا وتيقنوا تمام وحفظوا اللعبه كويس لا طوائف ولا أحزاب ولا تدخل خارجي من أي مكان والرئيس منتخب من الشعب

    • زائر 11 | 3:40 ص

      الشيطان الأكبر

      لبنان دمر بسبب ايران ودعمهابما يسمي حزب ........،ايران تستقل بما يسمي العامل الشيعي لتحقيق أحلامهاالصفويه وتوهم الطاءفيه الشيعيه انهاتدافع عنهم،،لمن يريد ان يعرف الحقيقه من الطاءفيه الكريمه عليه ان يسءل من ذهب لي ايران وكيف يتم التعامل معاهم!!!

    • زائر 10 | 3:33 ص

      الكاسر

      حزب الله حرر أرضة ورفع راس العرب وطلع على سورية لكي يقف مع الأسد ضد المشروع الصهيوامركي اما داعش والنصرة والقاعدة ماذا فعلو
      الشي الوحيد الذي فعلوة هو تنفيذ سياسة الصهيوامركي في المنطقة

    • زائر 6 | 1:16 ص

      لبنان لايمكن أن يقف على قدميه إلا بذهاب الأحزاب الطائفية

      ديمقراطية الطوائف سببها التعصب الديني والمذهبي

    • زائر 5 | 12:08 ص

      يجب على دول الخليج تهديد ميشال عون و تذكيره بمصير علي عبدالله صالح إذا فكر القيام بلعبة قذرة

      علي عبدالله صالح أراد الإنتقام من خصومه و إيصال إبنه أحمد إلى السلطة فسعى في التحالف مع الشيطان الإيراني (الحوثيين) ... الرجل وقع في خطأ استراتيجي و استفز دول الخليج بهذا التحالف الشاذ.
      ما أراه من تحركات مشبوهة لميشال عون (مقاطعته هو و حزب الله لجلسة مجلس الوزراء و تعطلهم مجلس النواب) هو دق المسمار الاخير في نعش الدولة اللبنانية .. يجب تنبيه ميشال عون (و داعميه من رجال أعمال مسيحيين و إعلاميين و غيرهم) أن صبر دول الخليج بدأ ينفذ و أي لعبة قذرة ستستدعي ردا حازما تماما كما حصل للحوثيين و عفاش.

    • زائر 15 زائر 5 | 5:16 ص

      التعليقات على مقال كاتبتنا

      التعليقات تعكس على مقال كاتبتنا العزيزة الوهن في العقول والردود وتدني مستوى الوعي.المنطقة مقبلة على حروب من أجل الماء والغذاء والبحرين مهددة بالانقراض. متى ستفهمون؟لن يبقى شيء على حاله.

    • زائر 3 | 11:43 م

      زائر 1 و2

      ردود سلبية رائختها فايحة

    • زائر 4 زائر 3 | 11:48 م

      هذا يسمونه العلاج بالصدمة - الإيجابية لا تنفع مع الإرهابيين مثل القاعدة و داعش و حزب الله

      لا عمري من اليوم و رايح ما راح تسمعون إلا الكلام الخشن ... كلكم (قاعدة و إخوان و دواعش و حزب الله و حزب الدعوة و إيران) ... خلاص ملينا من السكوت عنكم لأنكم بدأتم بتدمير أوطاننا.

    • زائر 14 زائر 3 | 5:11 ص

      التجنيس هو من دمر البحرين

      معظمهم قادمين من دول طائفية وبها مشاكل لا يمكن حلها وهذا ما سبب نقل مشاكلهم للبحرين

    • زائر 2 | 11:09 م

      كاتبتنا العزيزة - الخلل ليس في لبنان ... الخلل في حزب الله ... و حزب الله لا يمكن إصلاحه فقط يمكن تدميره

      حزب الله هو نتاج ............................و هو سبب كل أزمات لبنان منذ سنة 2000.
      في تصوري الميكافيللي الكيسنجري المتواضع ... لا يمكن أن يستقر لبنان إلا بالتخلص من حزب الله ... تماما كما تم التخلص من ياسر عرفات و حركة فتح عندما كانت تستخدم جنوب لبنان للقيام بأعمالها الإرهابية ضد إسرائيل.
      الآن هي فرصة سانحة للتخلص من حزب الله لتورطه في الحرب الدائرة في سوريا ... التوابيت الصفراء العائدة من الزبداني إلى الضاحية لا تنبئ بمستقبل جيد للحزب الإيراني و هذا ما يجب البناء عليه.

    • زائر 9 زائر 2 | 3:30 ص

      1و2

      لا أرى ما ترون ولكن ادا ابعدنا الطائفية عن واقعنا
      المرير أصبح الجميع في عيشة راضية.
      عليكما بالصبر وعدم التحيز واتباع طرق العلاج أفضل...!

    • زائر 1 | 11:03 م

      مع احترامنا لك يا كاتبة ... توقعاتك غير صائبة.

      قلت لنا أن الربيع التركي قادم و أردوغان أيامه معدودة ... ما أشوف إلا أردوغان قاعد مو متزحزح... الحين تسوقين للربيع اللبناني و أنا أقول لك ما راح يصير شيء ... هذه حركة مفضوحة من ميشال عون ... يبي يصير غصب زور رئيس للبنان ... التحرك أكثر مسيحي الحين بس ميشال عون يبي يضبط الحبكة و يركب الموجة يفكر الناس غشم ما يدرون بألاعيبه. التيارات اللبنانية بكل طوائفها ذكية و الطائفية متجذرة في النخب السياسية اللبنانية و أي حركة غير طائفية في لبنان مصيرها الفشل. لبنان صنعته فرنسا لتستخدمه منصة لإختراق الشام.

اقرأ ايضاً