العدد 4745 - الخميس 03 سبتمبر 2015م الموافق 19 ذي القعدة 1436هـ

«مواقع التواصل الاجتماعي» تحكي واقعــــاً من الإبداع والاستغلال والانزلاق

هناك من تزوج ووقع في «فخ» الأسماء المستعارة ومن اتخذه للترويج

الريس في حواره مع «الوسط»
الريس في حواره مع «الوسط»

الوسط - جاسم العصفور

تعرّف مواقع التواصل الاجتماعي بأنها منظومة من الشبكات الإلكترونيّة التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم نفس الاهتمامات والهوايات أو جمعه مع أصدقاء وماشابه.

وسميت اجتماعية لأنها أتت من مفهوم «بناء مجتمعات» بهذه الطريقة يستطيع المستخدم التعرف إلى أشخاص لديهم اهتمامات مشتركة في تصفح الإنترنت والتعرف على المزيد من المواقع في المجالات التي تهمه، وأخيراً مشاركة هذه المواقع مع أصدقائه.

انتشرت هذه المواقع الاجتماعية بشكل كبير في أنحاء العالم مما أدى لكسر الحدود الجغرافية له وجعله يبدو كقرية صغيرة تربط أبناءه بعضهم ببعض. تطورت هذه المواقع شيئاً فشيئاً لتصبح الأشهر استخداماً بين مرتادي الإنترنت. لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي الشغل الشاغل لدى كل فرد، وأصبحت جزءاً مهماً في حياتنا، وأمراً لا غنى لنا عنه، لكل مستخدميه وبشطريهم، سواء المستخدم الإيجابي أو السلبي، إنها الحقيقة التي لايستطيع أحد نكرانها على الإطلاق.

ولقد استطاع البعض أن يتخذها منطقلاً للإبداع والتميز وخدمة الآخرين، وهناك من فتح من خلالها نافذة للتجارة والرزق، في المقابل يبحر الكثيرون أيضاً للاستغلال السيء، حتى تحولت جحيماً ودماراً لهم.

كثيرة هي الأحداث التي سُطرت على أرض الواقع من خلال مستخدميه، وما سنتناولها هنا من خلال هذا التقرير ليس نسجاً من الخيال، بل هي حقيقة على أرض الواقع، فهناك من جازف واتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للبحث عن شريكة حياة وتزوجها، والبعض يتفنن في عمل المقالب لدى الآخرين بالأسماء المستعارة، والبعض الآخر يتفنن في نسج العلاقات من هنا وهناك، وكل يستخدمه بطريقته وتفكيره الخاص. حول هذه الموضوع التقينا بأخصائيين نفسانيين وبعض من لديهم تجارب، وكان هذا الموضوع:

أخصائي نفساني ومستشار في الشئون الأسرية عباس المهدي، يقول عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعية: إنه «في البداية لابد من التأكيد على أن مواقع التواصل هي وسائل في ذاتها نافعة إيجابية قد سهلت وقربت وأنتجت ثقافات وعلوم ومعارف، وهي من ناحية الاستخدام تقف على الحياد من مستخدميها وتسلم نفسها لهم بكل طواعية فهذا يوظفها للبناء وذاك يستغلها أيما استغلال».

ويضيف «إن تكوين العلاقات الاجتماعية بين الجنسين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غالباً ما يشوبها مشاكل من جهات عدة، فهي من ناحية تجعل المقيم للعلاقة عبرها تحت هاجس الظنون والشكوك، فكلٌ من الطرفين يظن في الطرف الآخر بأنه قد تعرف على غيره بنفس الطريقة التي تعرف هو عليه، وأنه مازال يتواصل معهم، وهو سمع من الطرف الثاني العهود والمواثيق في بعض الأحيان، إلا أنهما يظلان تحت وطأة الظن والشك، لأنهما يعرفان جيداً أكثر من غيرهما أن هذه الطريقة سهلة المنال وصعبة الكشف، مما ينتج عنه علاقة متوترة مطربة سهلة التفكك، سهلة الإثارة ،سهلة الاستغلال سهلة الاختراق».

وبخصوص من يسعون إلى الدخول إلى الحياة الزوجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يشير المهدي، أن «ما يتحدث عنه البعض من إيجابية المواقع في موضوع تكوين العلاقة الزوجية، هو في الحقيقة غير مدرك للمخاطر النفسية والاجتماعية، فيما لو أنتج هذا التواصل علاقة زوجية، ومخاطر أكبر فيما لو كان هذا التواصل هو من أجل تكوين صداقة أو تعارف بين الجنسين، وهو أخطر فيما لو كان من أجل وناسة، أو لعب، أو مزاح بينهما والعياذ بالله».

ويتابع «للأسف أن الكل بات يعرف أن هناك علاقات تتم عبر هذا النوع من التواصل، طبعاً إن بعضها ينتهي بالزواج وهذا أمر طبيعي جداً نتيجة السن وقلة الخبرة وطبيعة المرحلة التي يسيطر عليها الاندفاع والعاطفة، وبطبيعة الحال فإن الحديث المستمر والمتواصل بين أي طرفين سواء كان من الجنس الواحد، ناهيك عن الجنسين المختلفين، لابد وأن ينتج علاقة ما، محبة أو صداقة أو زواج».

ويشير «أن هناك زواجات من هذا القبيل قد نجحت، لكنها قليلة من حيث الزيجة، وأقل من حيث الاستمرار. فالعامل في الحقل الأسري أو القضائي يعرف أن هذا النوع من الزواجات يشوبها مشاكل أكثر من غيرها».

ويختم المهدي حديثه بالقول «إنني ومن موقع الخبرة والتجربة أُحذر الفتيات أكثر من غيرهن، والشباب بشكل عام، من الانجرار وراء هذا النوع من التواصل الذي قد انتهى بالبعض لحد الإدمان وعدم القدرة على التخلص، حتى أن محاولات علاجية لبعضها باءت بالفشل، مع قناعة هذه المجموعة من الفتيات بأن من يتحدث معهم هم شباب، يتحدثون مع غيرهم وبنفس الطريقة والأسلوب، وأن حديثهم المعسول كذب في كذب، إلا أنهم يؤكدون أننا بتنا لا نستطيع التخلي عن هذه المحادثات».

ويضيف «أن مجتمعنا وللأسف بات معرضاً لكثير من الاختراقات والسلبيات وكل ذلك عائد لضعف الوازع الديني، وصعوبة التربية في عصر يتسم بالسرعة والتطور».

مواقع التواصل لا تعطي الصورة الكاملة عن الفرد

الشاب عبدالله العجمي يقول «في البداية نظرت إلى مواقع التواصل الاجتماعي بحذر شديد، إذ إنني تأخرت كثيراً في التسجيل و الولوج إلى عالمها، حيث لم أكن لأعيرها الاهتمام المطلوب، لاعتبارات عديدة منها؛ أنها عالم غير حقيقي و غير واقعي و لا تفيد الإنسان، بل تساهم بشكل كبير في إضاعة وقته».

ويضيف «كنت أكرر دوماً على أن هذه الوسائل المتعددة هي وسائل انفصال و ليس اتصال، ولكن مع تسارع الأخبار في العالم عموماً والمنطقة العربية وخصوصاً في السنوات الأربع الماضية وما صاحبها من ضرورة ملحة بمعرفة آخر التطورات، أوجدت بعض المرونة وبدأت في تقبل فكرة التسجيل فيها إلى أن أصبحت مؤخراً لا أستطيع الاستغناء عنها، فالدافع الأول بالنسبة لي لدخول عالم التواصل الاجتماعي هو من أجل متابعة الأخبار السياسية سواء المحلية أو الأقليمية».

وبالنسبة لتكوين العلاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يقول «إن هذا الشيء يعتمد على شخصية الفرد ومدى شجاعته وتقبله للآخرين، فعلى سبيل المثال مازلت أجد صعوبة في التعارف والتواصل مع شخص لا تربطني به أي علاقة مسبقة، إذ إنني أرى أن هذه الوسائل لا تعطي الصورة الكاملة عن الفرد، والكثير منهم قد يرسم لنفسه صورة غير واقعية و منمقة أكثر من اللازم، لذلك أحاول تجنب التعارف على الآخرين وتكوين الصداقات عبر هذه المواقع».

ويتابع «أفضّل تكوين العلاقات في الحياة الحقيقية، حيث يمكنني رؤية الشخص على طبيعته ويمكنني التعامل معه ومعرفة معدنه الحقيقي، وحدثني العديد من أصدقائي عن أنهم انصدموا من أشخاص كثر قد تعرفوا عليهم لفترات طويلة عبر هذه المواقع، ولكن ما إن رأوهم في الحياة الحقيقية تغيرت الصورة النمطية الإيجابية عنهم إلى أخرى سلبية، و تيقنوا أن الكثير يتعمد من خلال تغيير أسلوبه، في مواقع التواصل الاجتماعي، تكوين صورة زائفة عن نفسه تساهم في جذب و زيادة عدد المتابعين».

ويضيف «إنني لا أشجع تكوين العلاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام ولا أحبذها، إذ إن غياب الأطر الاجتماعية والشفافية وافتقار البعض إلى ضمانات الصدق، قد يخلق جواً سلبياً توترياً لا تظهر نتائجه إلا بعد حين من الزمن، كذلك فالساعات الطويلة التي يمضيها الناس في هذه المواقع تعمق لديهم شعور العزلة والانطواء عن محيطهم الاجتماعي الطبيعي، وتفصلهم عن صداقات واقعية قد تكون قريبة ومتاحة».

ويشاطره الرأي مصطفى عبدالجبار، إذ يتحدث عن تجربته حول مواقع التواصل الاجتماعي، ويقول «كونت بعض العلاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً «الإنستغرام» ، ولكن لا يمكنني أن اعتبرها علاقات صداقة، وإنما علاقة (فولورز) أي أنه أصبح لي بعض المتابعين الذين يهتمون بما أنشره ويقومون بالتعليق دائماً على ما أكتبه، وأنا أيضاً أقوم بمتابعة ماينشرونه، ولكن هذه العلاقة حدودها بهذا الشكل فقط، فلم أحاول تطويرها إلى لقاءات أو ما شابه ذلك».

ويتابع «أي علاقات قائمة على أسس إيمانية وضوابط شرعية لا مشكلة فيها، سواء كانت عبر مواقع التواصل أو غيرها، أما العلاقات السرية المشبوهة فهي مرفوضة تماماً، وهذا ما يكون مُهيئاً بشكل كبير جداً في مواقع التواصل الاجتماعي، والكثيرون في وسائل التواصل الاجتماعي ينتحلون شخصية مخالفة لشخصياتهم الحقيقية ليوهمون الآخرين بخلاف واقعهم، ومن هذا الأساس من الصعب الوثوق في علاقة عبر مواقع التواصل».

محمود المرزوق يعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها الفضل الكبير في استمرار العلاقات التي كونها على الأرض، كتلك التي في المدرسة أو العمل أو السفر أو الأماكن التي يتواجد فيها الناس، مثل المساجد أو المآتم أو المجالس.

ويقول «لم تحصل لي التجربة في تكوين علاقات أساسها مواقع التواصل، ولكن هذه المواقع ساهمت بشكل كبير في تقوية العلاقات السابقة التي انطلقت على الأرض» .

ويذكر «رغم إيجابية تكوين العلاقات الجديدة في حد ذاتها وبأي وسيلة، إلا أن الاعتماد على العلاقات الافتراضية من دون أن تتطور هذه العلاقات إلى علاقات واقعية فيه من السلبيات الكثير، وفي اعتقادي أن الناس أقبلت بشكل كبير على مثل هذة العلاقات مع بداية ثورة مواقع التواصل، إلا أنها «ضربت بريك» قليلاً بعد ذلك، وذلك لما وجدته من السلبيات، مثل عدم معرفة الشخص على حقيقته كما لو كان في الواقع».

ويضيف «علينا أن لا نعول مطلقاً على العلاقات الافتراضية، وأن نتأملها بشكل جيد قبل أن نسهب فيها، ونعرضها على مجموعة المعاميير المتعارفة في تكوين العلاقات، لأن الإنسان بطبيعته في مواقع التواصل الاجتماعي دائماً ما ينحو إلى إبراز الجانب الإيجابي من شخصيته وإخفاء الجانب السلبي فيها، وهذا ما لا يمكن إخفاؤه من خلال العلاقات الواقعية».

يواصل المرزوق «أنا أرى أن الكثير من الإنطلاقات في العلاقات الافتراضية انطلقت على هذا الأساس، وقد شابتها (السذاجة) إذا نظرنا إلى مآلاتها، حيث أن العلاقات الواقعية يمكن اختبارها من خلال التفاعل والمعايشة والمزاملة، وهو ما لا يمكن ممارسته في العلاقات الافتراضية، ولا أستطيع أن أمتحن وفاء أو إخلاص أو أمانة أو أخلاق شخص بعيداًعني؟ وكيف أثق في حبه أو وده أو معزته لي وأنا لم أعايش ذلك أو أستخبره على أرض الواقع؟ فأعتقد أن الثقة العمياء بشكل مطلق هي سذاجة وغباء».

ويشير «أنا أدعو إلى تطوير العلاقات الافتراضية التي تنشأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحويلها إلى علاقات على الأرض والواقع، واختبارها على أساس المعايير التي من الممكن أن تنشأ على أساسها علاقات سليمة وصحيحة».

العلاقات تكون افتراضية

محسن الريس يسرد تجربته ويقول «كونت علاقة سطحية مع أحد الأشخاص من ليبيا، وتعرفت عليه صدفة عبر (الفيسبوك)، حيث جمعنا اهتمام مشترك، توجناه بإنشاء صفحة على الموقع نفسه، واستمرينا في إدارة الصفحة لمدة لا تتجاوز السنة، ثم انقطعت العلاقة. فطبيعة العلاقة كانت في حدود الاهتمام المشترك فقط، ولم نتطرق لأي من الأمور الشخصية أو تبادل الأحاديث الخاصة وما شابه».

ويضيف،«العلاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي غالباً ما تكون افتراضية، كالعالم الذي يحتوي هذه العلاقات، حيث الخيال وادعاء المثالية والظهور بوجه مختلف عن الواقع الحقيقي هي السمة الأبرز في هذه العلاقات، لذلك فتكوين العلاقات عبر هذا العالم يجب أن تكون افتراضية بالفعل ولا يجب أن تؤثر على علاقاتنا وحياتنا بشكل عام في عالمنا الحقيقي».

ويشير «أنصح بتكوين علاقات افتراضية ذات فائدة نجنيها وتنعكس على حياتنا الواقعية بالإيجاب، كالعلاقات التي تهدف للتعرف على حضارات وعادات المجتمعات البعيدة عنا، أو تلك العلاقات التي تهدف لتقوية وتطوير لغة أجنبية ما كالإنجليزية مثلاً. كما أنصح بتكوين هذه العلاقات في حالات معينة محدودة كالتبادل العلمي والثقافي مثلاً».

ويحذر الريس «لا أنصح بالخوض في علاقات مع أشخاص مشبوهين أو يحملون أسماء وهمية أو مستعارة، ولا أنصح إطلاقاً بتبادل الأحاديث الشخصية والخاصة، حيث الخصوصية هنا عرضة للانتهاك، وبطبيعة الحال لا أنصح في تكوين علاقات تخالف تعاليم الشريعة الإسلامية التي وضعت حدوداً ومعايير محددة لهذه العلاقات».

تزوجت عن طريق «الفيسبوك»

ونجحت في الاختيار... ولكنني لا أنصح

الشاب (ح.ف) يقول «منذ أن فكرت في الإقبال على الزواج قبل أربعة أعوام تقريباً، وكان حينها موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» في ذروته بين باقي المواقع، وكانت لي علاقة بفتاة عن طريقه، وبقت العلاقة لفترة ما في حدود هذا الموقع، حيث كنت أتبادل الآراء والحوارات الاجتماعية وغيرها».

ويضيف «كنت حقيقة معجباً كثيراً برقي أفكارها وأسلوبها ومستواها الثقافي من خلال ما تطرحه من كتابات وآراء عبر «الفيسبوك»، فاتخذت قرار الدخول بجدية في خطوات الطريق إلى الزواج، وما ساعدني في الأمر أنها أيضاً كانت مقتنعة بي ومعجبة، والدليل كان تفاعلها معي بشكل لافت».

ويتابع «تدرجت معها شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت اللحظة الحاسمة بمصارحتها بشكل مباشر بعد أن تيقنت تماماً وبطريقتي الخاصة في التأكد من حسن سيرتها وسلوكها بين أهلها ومجتمها وهي بالطبع كذلك طلبت التريث في اتخاذ القرار النهائي إلى حين السؤال عني في منطقتي وماشابه إلى أن كتب الله لنا الزواج، والحمد لله إنني سعيد في حياتي الزوجية معها ووفقت في الاختيار رغم أنني في الحقيقة لا أنصح باتباع الطريق الذي حذوته أنا، لأنه ورغم توفيقي شخصياً إلا أنه في الأغلب من الصعب الوثوق في العلاقات التي تنشأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فنجاح تجربتي لايعني أنني أنصح بها، فتجربتي من التجارب النادرة في النجاح».

فاجأتني فتاة تريد أن تكون

معي علاقة عاطفية وهي متزوجة

الشاب (أ.ع) يقول «تحدثت معي فتاة عبر برنامج «الإنيستامسج» وهو برنامج خاص للمحادثات الخاصة لبرنامج «الإنستغرام»، ولمدة ثلاثة أيام كانت تتحدث معي بشكل عام وبكل احترام، وبعدها بدأت شيئاً فشيئاً تتحدث معي عن الخصوصيات». ويضيف «سألتني: هل أنت متزوج؟ فأجبتها: نعم متزوج منذ قرابة السنتين، فسألتها وأنتِ؟ فأجابت: نعم متزوجة».

يقول الشاب (أ.ع)، توقعت أن تنتهي العلاقة بعد أن أخبرتها أنني متزوج، أو على الأقل ستبقى العلاقة وفق الحدود والضوابط، ولكنني تفاجأت أنها تريد تطوير العلاقة، حيث طلبت مني لقاءً شخصياً في أحد المطاعم، ولم تكتفِ بذلك فقامت ترسل لي صورها، فقلت لها كيف تفعلين كل ذلك وأنتِ متزوجة؟ فقالت: لم أفعل شيئاً خطأ، فقلت لها هل تعتبرين ذلك أمراً عادياً؟ وبعد جدل عميق معها قررت بأن أعمل لها حظراً في مواقع التواصل الاجتماعي التي تربطني بها علاقة».

مواقع التواصل الاجتماعي

مليئة بالأسماء «الوهمية»

حسن الشيخ يشير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي وبصورة كبيرة جداً تتميز بشخصيات وهمية وأسماء مستعارة لاتمت للشخصية الحقيقية بصلة، إذ يقول «إنه تعرض لمقالب من قبل بعض أصدقائه وبعض المجهولين. ويذكر، أن البعض يتقمص شخصية فتاة وهو رجل من أجل استدراج الشباب المراهقين وغيرهم، والبعض من أجل التفنن في عمل المقالب مع الآخرين».

ويضيف «الكثير من الشباب وقعوا في فخ الأسماء الوهمية، حيث أن بعض المراهقين يمكن استدراجهم بسهولة، وفي المقابل هناك من هو حذر للغاية ولايقتنع بأي علاقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإطلاق».

فاطمة القميش تتحدث عن وجهة نظرها حول العلاقات عبر التواصل الاجتماعي، وتقول «كي تكون العلاقات ناجحة يجب أن يكون هناك تواصل فعال، كثيراً ما سمعنا عن شجارات و مشاكل عائلية وغير عائلية تحصل بسبب سوء فهم وخطأ غير مقصود، ويعود ذلك لتقليص الروابط الحميمة بين الأهل والأصحاب والاكتفاء بالتواصل عبر تلك المواقع».

وتضيف «يقول البعض بأن لوسائل التواصل هذه منفعة كبيرة، حيث قربت بين الأهل المنقطعين عن بعضهم قبل تواجد البرامج، ولكن السؤال هل مكنتهم من حب بعضهم البعض؟ هل قربت بين قلوبهم؟ فقد أصبحت رسائل التهاني والعزاء و الدعوات إلكترونية بحجة أننا في عصر السرعة ووقت التحضر والانفتاح ما أفقد المناسبات لذتها والشعور بها».

وتتابع «لا ننكر الدور الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي من تسهيل التواصل بين الناس من قريب وبعيد وسهولة العثور على أصدقاء وأقرباء (من العالم الافتراضي)، ولكن للسلبيات أدوات حادة تمزق تلك الإيجابيات وتدلي بأن العالم الحقيقي الواقعي والتواصل المباشر الذي تسوده المشاعر والأحاسيس أرقى اجتماعياً من تلك العلاقات التي لا ثقة في أفرادها بكل بساطة، لأنهم يختبئون خلف شاشات إلكترونية لا نعرف عنهم سوى صور «إنستغرامية» أو تغريدات كتابية، وما أريد أن أصل إليه في نهاية حديثي هو أن بناء العلاقات عبر هذه البرامج ما هو إلا لعبة إلكترونية، وغداً تنتهي فترة استخدامها ويذهب معها أولئك الأبطال المختبئون خلف الشاشات».

الصداقات ممكن أن تستمر

بتول الشمطوط تقول عن الصداقات والعلاقات في مواقع التواصل الاجتماعي «هناك نوعان من العلاقات عبر هذه الوسائل، هما: علاقة جنسين متشابهين، وعلاقة جنسين مختلفين. في حالة العلاقة بين الجنسين المتشابهين، فمثال على ذلك أن تكون فتاتان قد تعرفتا على بعضهما البعض من خلال موقع التواصل الاجتماعي «الإنستغرام»، وتطور العلاقة بينهما وتقوى الروابط فتكونان من أعز الأصدقاء».

وتضيف «مثلها عندما يتعرف الشاب على أحد الشباب في موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، يمكن أن يرى أن هناك الكثير من الميول المتشابهة فتقوى علاقتهما ويصبحان من أفضل الأصدقاء».

وتذكر «في حالة العلاقة بين جنسين مختلفين، حيث تنشأ بين الشاب والشابة في الأغلب علاقات الحب المعروفة، وأغلب هذه العلاقات علاقات فاشلة من وجهة نظري، حيث أنه بعد فترة من الزمن تختلف أفكار كُل من الطرفين وينشأ الخصام ومن بعد ذلك الفراق. أو يمكن أن الطرفين قد أفرطا في الحب والعلاقة العاطفية والكلام المعسول لدرجة الملل والبرود في العلاقة في الأيام القادمة، والتي تجعل من مصير العلاقة هو الفشل، وهناك الكثير من الأسباب التي تحكم على العلاقة بين الجنسين المختلفين عن طريق التواصل الاجتماعي محكومة بالفشل».

وتضيف «خلاصة كلامي هذا أن الصداقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تستمر، أما العلاقات العاطفية فهي محكومة بالفشل في الأغلب، وبالأخص إذا كان الطرفان في مرحلة المراهقة غير قادرين على تحمل المسئولية».

زينب جواد تقول «إن الكثير من الشباب يستغلون مواقع التواصل من أجل الضحك على الآخرين والإنحطاط وخراب البيوت، والبعض يستخدمه للاستفادة، وفي اعتقادي أن البنات هم أكثر ضحايا التواصل الاجتماعي من الشباب، بيد أن البنت تتأثر سريعاً من أي كلمة معسولة من الشاب، وبالتالي يسلمون أنفسهم سريعاً لذلك الشاب الذي ليس له هدف سوى الوقوع بالبنت في وحل الشيطان، وخصوصاً عندما تكون البنت في مرحلة المراهقة».

وتضيف «الكثير من البنات خسرن سمعتهن بسب الاستغلال السيء لتلك المواقع، وفي اعتقادي أن أي شاب يسعى لتكوين علاقة للزواج عبر هذه المواقع فهو يعاني من قصور عقلي شديد».

العدد 4745 - الخميس 03 سبتمبر 2015م الموافق 19 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً