العدد 4745 - الخميس 03 سبتمبر 2015م الموافق 19 ذي القعدة 1436هـ

فوتوغرافيون بحرينيون في وادي «أومو» السفلي

الوسط - محرر الشئون المحلية 

03 سبتمبر 2015

ربما يكون حب المغامرة واستكشاف عوالم جديدة تتسع لها عدسة كاميراتهم، هو الدافع الأول لمجموعة من المصورين الفوتوغرافيين البحرينيين الذين قرروا الذهاب إلى حيث أشد المناطق صعوبة جغرافية...

فريق التصوير في تلك المغامرة الاستكشافية وضع خطة متكاملة تم تحديدها من قبل المنظم قبيل السفر تتضمن مواقع التصوير وتحديد القبائل ذات الاهتمام وخط السير، بالإضافة الى ترتيبات التنقل بسيارات مجهزة للطرق الوعرة وعبور الأنهار ومخيمات السكن المنتقاة بعناية شديدة، وقد ساهم ذلك بشكل كبير في الخروج بتجربة فريدة جدًّا، علاوةً على الحصول على مجموعة فريدة من الصور الاحترافية والنادرة التي توثق عادات وتقاليد تلك الشعوب وترفع من رصيد المصور الفني محليّاً ودوليّاً كما تصف المصورة نجاة الفرساني.

ففي شهر (ديسمبر / كانون الأول 2015)، ستكون للمجموعة رحلة استكشافية أخرى في مناطق جديدة لم تشملها رحلة (إبريل/ نيسان 2015)، رغبةً في التعرف على المزيد من العادات والتقاليد التي تمارسها تلك الشعوب، ففي زحام الحضارة والمدنية الحديثة، اتفق فريق المصورين المحترفين - من كلا الجنسين - ومن مختلف دول الخليج لخوض مغامرة فريدة من نوعها نظمها الفوتغرافي الرحال «أحمد عوجان» عن طريق مجموعته المسماة (رحلات عالمية) المختصة في تنظيم رحلات التصوير حول العالم. كان حب الاستكشاف والفضول مرسوماً على ملامح وجوه الفوتغرافيين العشرة وهم يهمون استعداداً للانطلاق من قاعة مطار البحرين الدولي متجهين إلى القارة السوداء ومنطقة القرن الافريقي لرحلة لا مثيل لها لوادي أومو السفلي بجنوب إثيوبيا، ولا شك في أن الرحلة محفوفة بالمخاطر وحب الاستكشاف والمغامرة خاض خلالها الفريق لحظات تعجز عن كتابتها الكلمات في أجواء غريبة وفريدة تنقل خلالها بين العديد من القبائل، وسجل الكثير من العادات والطقوس التي كنا نظن انها اندثرت ولم يعد لها وجود، وهذه الرحلة سجلت للتاريخ اول حضور للمرأة البحرينية والخليجية في منطقة وادي اومو القبلية.

وكانت لكلمات منظم الرحلة الفوتغرافي الرحال أحمد عوجان تمهيدًا خاصّاً وهو يصف هذه الرحلة برحلة «الصعاب»، مبيناً «إذ كانت تجمع بين الرغبة والرهبة، وتحفها المخاطر لصعوبة التعامل مع القبائل بسبب عاداتهم الشرسة التي هي بعيدة كل البعد عن التمدن والحضارة التي اعتاد عليها مجتمعنا، وخصوصًا أن الهدف الرئيسي من تنظيم الرحلة الى وادي أومو هو القيام بتجربة فريدة ومميزة للارتقاء بخبرات وفنون المصور البحريني والخليجي لاستكشاف وتوثيق حياة القبائل البدائية وإظهارها للعالم من خلال التعرف عن قرب على عادات وتقاليد نادرة جدّاً لغرابتها المتناهية، بل هي أشبه بالخيال! حيث ظن الكثيرون أن هذه الطقوس اندثرت في عصر النهضة الحديث وفي قرننا الواحد والعشرين! إلا أن هناك قبائل مازالت تمارس طقوسا بدائية تماما على رغم كل هذا التطور التكنولوجي في العالم الذي يحيط بهم».

ويضيف «يقطن وادي أومو العديد من القبائل التي قام الفريق بزيارتها والتعرف على أهم وأشهر عاداتهم وتقاليدهم، وأهم تلك القبائل هي قبيلة الكارا أو الكارو، كانت أولى محطاتنا خلال المغامرة الافريقية وموقع اول انطباعاتنا المدهشة عن المنطقة»، مشيراً إلى أن هذه القرية تطل على نهر أومو الجميل الملتوي كالثعبان من فوق مرتفع مسطح محاط بواد جميل وضخم، وتحيط بها حقول خضراء من جميع الجهات.

ويتابع «تتميز قبيلة الكارا ببعض الطقوس الغريبة ومن بينها تزيين النساء والرجال وجوههم وأجسادهم ببعض التصاميم المعقدة بالطبشور الأبيض وبعض المواد ذات اللون الأحمر. وتمارس النساء هذه الطقوس لتكون أكثر جاذبية وجمالاً كنوع من التجميل في حين يستخدمها الرجال لرسم خطوط ونقوش على أبدانهم هدفها ترهيب المنافسين من القبائل المعادية لهم بالمنطقة، ويعتمدون في حياتهم المعيشية على صيد الاسماك والزراعة ورعاية المواشي»، مواصلاً «أما قبيلة الهامر فهي تتميز عن بقية القبائل بألوانهم الحمراء المميزة، إذ يقومون بطلاء أجسادهم بالطين الأحمر القاني وكذلك شعر رؤوسهم باستخدام طين طبيعي يستخرج من الارض ويتم خلطه بشحوم ودهون نباتية وحيوانية ومواد طبيعية اخرى».

وعما يميز هذه القبيلة، يقول الفوتغرافي الرحال أحمد عوجان، هو طقوس البلوغ والقفز عَلَى الجواميس وضرب الفتيات بالعصي، إذ يقوم الفتى الذي يستعد لمرحلة توديع الطفولة والدخول لعالم الرجال بالقفز عَلَى اكثر من 15 إلى 20 جاموساً مترتبين في طابور واحد، وعندما ينجح في قفزته تقوم الفتيات بإعطائه أعواداً من الخيزران ليقوم بلسعهم وضربهم بها حتى الادماء، تتوافد حوله فتيات القبيلة الراغبات في الزواج منه فيقوم بضرب من تستهويه منهن على ظهرها ليبين حبه لها او رغبته في الزواج منها، وكلما كانت الندوب اكثر على جسد احدى الفتيات كانت الفتاة تعتبر جميلة ومرغوبة للزواج من قبل أبناء القبيلة».

يتابع عوجان وصف الرحلة، فيقول: «ثم كان الوصول إلى موقع قبيلة المورسي في محمية ماغو الطبيعية وهي أقرب للمجازفة منها للاستكشاف، إذ تم اخبار فريق التصوير بأن هناك عراكاً وحرباً بين المورسي وبعض اعدائهم وتواردت الأخبار عن قتل المورسي 7 رجال قبل يوم من زيارتنا لهم، لكن الحماس والاصرار الذي كان لدى المصورين كان قويّاً وحطم حاجز الخوف فتوجه الفريق إلى منطقة ماغو على رغم خطورة الوضع لكن بحذر شديد، فقد تم الاتفاق على دخول احدى القرى القريبة من أطراف المحمية بدلا من القرى الموجودة في العمق. وتعتبر قبيلة المورسي من اكثر القبائل شراسة ودموية بسبب سمتهم العدوانية وطباعهم العنيفة التي يشتهر بها أبناء تلك القبيلة، التعامل مع المورسي كان بحذر شديد وحماية شبه عسكرية مع وجود أحد عساكر الجوالة المكلفين حماية المحمية بسلاحه الناري كما تم دفع مبالغ أكبر، من المبالغ التي دفعت إلى بقية القبائل، لزعيم قبيلة المورسي من أجل الدخول لقريتهم والتعرف على حياتهم. وأكثر ما يميزهم هو طلاء أجسامهم بألوان تستخرج من الطين والمواد الطبشورية المستخرجة من الجبال وقص شعر رؤوسهم بطرق عجيبة وغريبة، كما تشتهر نساؤهم بوضع قرص دائري يحشر في الشفة السفلية ويتزين بقلائد حديد ثقيلة يعلقنها في الأذن».

ويلفت إلى أنه «لعل من أغرب العادات البعيدة عن الإنسانية، قيام بعض القبائل بقتل أولادهم (المنحوسين)! وهم في الغالب الأطفال غير الشرعيين، أو من تظهر أسنانه العلوية أولاً قبل التحتية او من تنجب أطفالاً قبل ان تحصل على المباركات الثلاث في عرفهم، فيعتبرون الطفل منحوساً ويجلب الشر للقبيلة ويكون مصيره القتل اما باجباره على ابتلاع التراب حتى الموت او بإلقائه للتماسيح التي يزخر بها نهر اومو وبحيرات وادي اومو السبعة».

العدد 4745 - الخميس 03 سبتمبر 2015م الموافق 19 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً