العدد 4746 - الجمعة 04 سبتمبر 2015م الموافق 20 ذي القعدة 1436هـ

رحيل ويس كرافن مخرج سلسلة أفلام «الصرخة» عن 76 عاماً

ويس كرافن
ويس كرافن

توفي مخرج «كابوس في شارع إلْم» وسلسلة أفلام الرعب الأميركية «الصرخة» ويس كرافن ليلة الاحد (30 أغسطس/ آب 2015)، في منزله بلوس أنجليس بعد أن أظهر التشخيص إصابته بسرطان الدماغ، كما أكد مراسل هوليوود. ذلك ما ضمَّنته مونيكا تان، تقريرها عن رحيل المخرج العالمي، في صحيفة «الغارديان» البريطانية يوم الاثنين (31 أغسطس 2015).

الأسرة من جانبها، نعت رحيله في بيان قالت فيه: «ببالغ الحزن والأسى ننعى إليكم وفاة ويس كرافن».

خلَّف كرافن زوجته، منتجة الأفلام إيا لابونكا، التي تزوَّجها في العام 2004، وعملا معاً في العام 2011 على الجزء الرابع من سلسلة أفلام «الصرخة».

له طفلان من زواجه الأول من بوني برويكر: جوناثان وجيسيكا كرافن، إضافة إلى ابنته نينا تارناوسكي.

ولد كرافن في كليفلاند بولاية أوهايو، وأخرج أول أفلامه الروائية، «البيت الأخير على اليسار»، في العام 1972؛ ويحكي قصة خطف فتاتين والاعتداء عليهما؛ حيث تقوم عصابة يقودها سجين هارب باللجوء إلى بيت صيفي في الغابة يعود إلى والديّ إحدى الفتاتين. فيقرر الوالدان الانتقام من العصابة.

في العام نفسه على درجة الماجستير في الفلسفة والكتابة في جامعة جونز هوبكنز التي مارس فيها مهنة التدريس.

مع العام 1982 إخراج فيلمه «Swamp Thing»، لينتقل كرافن لإخراج أفلام ذات موازنة كبيرة، وحقق نجاحاً كبيراً عندما كتب وأخرج فيلمه «كابوس في شارع إلْم» بعد ذلك بعامين.

توظيف الرعب في الأعمال السينمائية ضمن موجة سادت ربما في منتصف السبعينات، وعقدي الثمانينات والتسعينات، لم يأتِ من نافذة الإثارة بقدر ما كان تعبيراً عن واقع العالم اليوم. واقع الإنسان. الرعب الذي يطوله على أكثر من مستوى، ذلك الظاهر والمعاين منه، والآخر الذي يبدو خفياً، لكنه يتحكَّم في أنفاس ومسارات، وخيارات أيضاً.

ثمة فلسفة أيضاً تكمن وراء تلك النوعية من الأفلام، وتعالجها بدقة ملفتة ومثيرة للإعجاب. لنأخذ على سبيل المثال فيلم «الآخرون»، للمخرج الإسباني- التشيلي، أليخاندرو آمينابار، والمستوحى في جانب منه من رواية «The Turn of the Screw»، والذي أدت دور البطولة فيه نيكول كيدمان؛ حيث يختلط الرعب، بالأفكار الفلسفية، ويستنطق بعض الأفكار والقيم الدينية. هنالك موضوعة الموت والحياة. كسر الحواجز في تناول قضايا الدِّين وما يرتبط به، طالما أنه من المفترض أن ينظم روحية وأخلاق الإنسان، كل ذلك بموازاة الجحيم والعالم الآخر. تبقى الفطنة في ذلك المزج الذي بطبيعته لن يكون سهلاً.

ضمن هذا المنحى، سُجِّلت لكرافن في عدد من أفلامه تلك القدرة والطاقة في تمرير قيم فلسفية وأخلاقية ودينية أيضاً، وإن غلب الرعب على الإسهاب في استنطاق ومناقشة تلك القيم.

تحققت شعبية ويس كرافن مع إخراجه الفيلم الذي عجَّ بمراهقي السواطير، بقدرته اللافتة على مزج الدم وتقطيع الأوصال مع النكتة الساخرة، مبدعاً نماذج من الأشرار في الفيلم لا تنسى.

السمة والغطاء الذي عرف به كملك لأفلام الرعب تواصل على امتداد فترة تسعينات القرن الماضي، مع فيلمه بامتياز «الصرخة» حيث كرَّس أسلوباً تم اتباعه ومحاكاته من قبل تجارب عديدة في هذا المجال. حقق فيلم «الصرخة» عوائد وصلت إلى 173 مليون دولار في شباك التذاكر في جميع أنحاء العالم.

نادراً ما ضل كرافن طريقه بعيداً عن أفلام الرعب، وحقق ذلك ضمن نتائج ومستويات متفاوتة بما في ذلك الفيلم الوجداني «موسيقى القلب» الذي أدت دور البطولة فيه، ميريل ستريب، على رغم أنه حقق المزيد من النجاح في العام 2005 مع الفيلم ذي الطابع والمعالجة النفسية «العين الحمراء».

مخرج «Bridesmaids» و «Ghostbusters»، إضافة إلى «Nurse Jackie» و«Spy» والذي قام بتأليفه وإخراجه، بول فيغ قدم عزاءه من خلال صفحته على موقع «تويتر»، واصفاً كريفن بأنه «أحد أصحاب الفضل»، وشكره على «كل سنوات المخاوف والمرح».

لي وانيل، أحد المبدعين المساعدين في فيلم الرعب «Saw»، والذي أنتج العام 2004, بأجزائه التي وصلت إلى سبعة، غرَّد بالقول: «أي معجب بأفلام الرعب، ليقل وداعاً للويس كرافن بقلب مثقل بالحزن»، مضيفاً بأنه أهدى جيله الكثير من الذكريات».

يُذكر أن المخرج الأميركي، والكاتب والمنتج ويس كرافن من مواليد 2 أغسطس العام 1939 في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو. تلقى تعليمه في جامعة ويتون، وتحصَّل على درجة الدكتوراه في الفلسفة والكتابة من جامعة جون هوبكنز

لم يبدأ حياته بالعمل في السينما؛ إذ مارس عدداً من المهن بدأت بأستاذ في الجامعة، ولم يتردد في العمل كسائق تاكسي في مدينة نيويورك.

عرف بعدد من أفلامه التي تفاوتت في مستوياتها الفنية والمعالجات، لكنها قدمت إضافات أشاد بها عدد من كبار النقد السينمائي؛ علاوة على أنها سجلت إيرادات كبيرة، قياساً بموازنة بعض أفلامه التي لم يتجاوز بعضها 15 مليون دولار، من بين تلك الأفلام: «كرنفال الأرواح»، وفي التلفزيون «غريب في بيتنا»، والفيلم الذي كتبه وأخرجه، وحقق نجاحاً كبيراً «التلال لها أعين»؛ الأمر الذي شجَّعه على التحضير لنسخة جديدة منه، بعيداً عن الموقع الأول للتصوير، مفضِّلاً هو وأحد كبار العاملين معه مدينة «ورزازات‎» المغربية، ذات الطابع الصحراوي الملائم للفيلم. كما اشتهر بفيلم «المباركة المميتة» و«وحش المستنقع» وغيرها من الأفلام. إلا أن الفيلم الذي وضعه على أبواب الشهرة الحقيقية هو فيلمه ذائع الصيت «كابوس في شارع إلْم»، بالحفاوة الكبيرة ومنقطعة النظير التي استقبله بها النقاد؛ على رغم الموازنة الصغيرة التي خصصت له.

تبعتها أفلام: «الناس أسفل السلم و«مقهى الكوابيس» و«المنزل الأخير على اليسار» وسلسلة أفلام «فريدي كروغر» و «مصاص دماء في بروكلين» وأدى البطولة فيه إيدي ميرفي، ولم يحقق نجاحاً يذكر، مقارنة بغيره من الأفلام.

برحيل كريفن، فقدت السينما الأميركية خصوصاً، والسينما العالمية عموماً، واحداً من ملوك أفلام الرعب الذين لم يكونوا أسى الإثارة للإثارة ذاتها، بقدر كونهم أسرى تمرير قيم عميقة وذات مدلول تكون موضع معالجة، وتمس في جانب من تلك المدلولات واقع الإنسان.

العدد 4746 - الجمعة 04 سبتمبر 2015م الموافق 20 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً