العدد 4749 - الإثنين 07 سبتمبر 2015م الموافق 23 ذي القعدة 1436هـ

بريطانيا توجه أولى ضرباتها لـ «داعش»...وفرنسا تستعد لقصف التنظيم في سورية

أطفال سوريون نزحوا مع أسرهم من منازلهم يصطفون لأخذ مساعدات غذائية في حلب - AFP
أطفال سوريون نزحوا مع أسرهم من منازلهم يصطفون لأخذ مساعدات غذائية في حلب - AFP

قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الإثنين (7 سبتمبر/ أيلول 2015) إن غارة بريطانية تُنفذ للمرة الأولى في سورية أسفرت عن مقتل مواطنين اثنين يشتبه بأنهما يقاتلان في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وذلك على الرغم من أن الحكومة لم تحصل على تفويض برلماني للقيام بعمل عسكري في هذا البلد.

وأكد كاميرون «اليوم (أمس) يمكنني القول أمام هذا المجلس إن (البريطاني) رياض خان قتل في ضربة جوية محددة نفذتها طائرة من دون طيار من نوع راف في 21 أغسطس/ آب أثناء تواجده في سيارة في منطقة الرقة» بسورية.

وتنفذ بريطانيا هجمات منتظمة في العراق وترسل طائرات بلا طيار فوق سورية لجمع معلومات مخابرات عن التنظيم المتشدد. لكن على خلاف الشركاء الآخرين في التحالف فإنها لا تستهدف مواقع داعش في سورية، إذ فشل كاميرون في الحصول على تفويض من البرلمان بذلك في العام 2013.

وقال كاميرون للبرلمان إنه في تحرك دفاعاً عن النفس قتل بريطاني في ضربة جوية دقيقة نفذتها طائرة للقوات الجوية الملكية يجري التحكم فيها عن بعد. وقتل أيضا اثنان آخران كانا مسافرين مع الرجل أحدهما بريطاني آخر.

وقال كاميرون «كان هناك إرهابي يدبر (عملية) قتل في شوارعنا ولم يكن هناك أي وسيلة أخرى لإيقافه». وأضاف «قمنا بهذا العمل لأنه لم يكن هناك بديل».

وجمدت وزارة الخزانة البريطانية في العام الماضي ممتلكات رياض خان وهو البريطاني الذي استهدفته الغارة بعد تقارير عن تورطه في نشاطات ذات صلة بالإرهاب في سورية.

وتابع كاميرون بالقول «كان هناك أدلة واضحة على أن الشخصين المعنيين يخططان ويدبران هجمات مسلحة ضد المملكة المتحدة». وأضاف «كانت هذه (الهجمات) جزءا من سلسلة من المحاولات الفعلية والمحبَطة للهجوم على المملكة المتحدة وحلفائنا».

وشدد كاميرون على أن الغارة كانت «شرعية تماماً» وهي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تستخدم فيها الحكومة البريطانية قطعة عسكرية للقيام بمثل هذا العمل في دولة ليست على حرب معها.

إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس (الاثنين) إن فرنسا ستبدأ طلعات استطلاع فوق سورية غداً (اليوم الثلثاء) وقد تشن ضربات جوية ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هناك.

وحتى الآن لم تشارك فرنسا سوى في حملة الضربات الجوية ضد التنظيم المتشدد في العراق لأنها تخشى أن تؤدي الضربات ضد التنظيم في سورية إلى تعزيز الرئيس السوري بشار الأسد.

وتابع في مؤتمر صحافي «لدينا دليل على أنه جرى التخطيط من داخل سورية لهجمات ضد عدة دول، وخاصة فرنسا. مسئوليتنا هي ضمان اطلاعنا بأي تهديدات لبلادنا قدر المستطاع... ومن ثم طلبت من وزير الدفاع أن يبدأ اعتبارا من يوم غد (اليوم) طلعات استطلاع فوق سورية ستمكننا من بحث توجيه ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية».

وكان من المقرر أن تنضم فرنسا للضربات الجوية ضد نظام الأسد في سورية العام 2013 قبل أن يتراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما بشكل مفاجئ عن الخطة.

وذكر هولاند أن تنظيم داعش رسخ أقدامه في سورية خلال العامين المنصرمين وأن باريس بحاجة إلى أن تعرف بالضبط ما الذي يحدث على الأراضي السورية.

واستبعد هولاند أي تدخل بري في سورية قائلاً إن الأمر يرجع للسوريين ودول المنطقة للقيام بالعمل على الأرض.

كما جدد تأكيده على أن الحل الوحيد للأزمة في سورية لن يكون سوى من خلال انتقال سياسي يتضمن رحيل الأسد عن السلطة «في مرحلة أو أخرى».

وقال «الأسد هو المسئول عن الوضع في سورية. لقد أطلق النار على شعبه وقصف المدنيين واستخدم الأسلحة الكيماوية ورفض الحوار مع المعارضة».

وتابع قوله «الحل لا يمكن أن يتحقق عبر إبقاء الأسد على رأس السلطة في سورية. كيف يمكن لسوري شاهد أسرته وهي تذبح أن يقبل العودة للجلوس على طاولة مع الأسد؟».

وأضاف «ينبغي العثور على حل مع النظام... مع الدولة لكن في النهاية يجب أن يرحل الأسد».

من جانبها، نددت وزارة الخارجية الروسية أمس بتقارير إعلامية عن تغير موقف روسيا من الصراع في سورية ومستقبل الرئيس السوري بشار الأسد بوصفها «تلفيقات ومغالطات».

وأضافت في بيان «لا نعين الرؤساء الأجانب ولا نفصلهم... لا من تلقاء أنفسنا ولا بالتآمر مع أي شخص».

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن الموضوع السوري يجب ان يحل بالطرق السياسية، وفيما يتعلق بتحديد مصير الرئيس الأسد فإنها من مهام الشعب السوري فقط.

ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الإثنين) إن مقاتلي «داعش» سيطروا على آخر حقل نفطي كبير كان تحت سيطرة الحكومة السورية خلال معارك على منطقة صحراوية واسعة بوسط البلاد.

وأضاف المرصد أن حقل جزل الواقع إلى الشمال الغربي من مدينة تدمر أغلق بينما تتواصل المعارك شرقي حمص مع ورود تقارير عن وقوع خسائر في الجانبين.

وقال الجيش السوري إنه تصدى لهجوم في المنطقة ذاتها لكنه لم يذكر الجزل أو يتحدث عن كم تبقى من البنية التحتية المستنزفة لقطاع الطاقة تحت سيطرته. وقال الجيش إنه قتل 25 مقاتلاً بينهم متطرفون أجانب.

العدد 4749 - الإثنين 07 سبتمبر 2015م الموافق 23 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:40 م

      بريطانيا توجه أولى ضرباتها لـ «داعش»...وفرنسا تستعد لقصف التنظيم في سورية

      زرع زرعتوه في الامة الاسلامية فحصدوا ثمارة ان كنتم تقدرون
      هذا التنظيم هو صناعتكم ايها الغرب خدمة للعدو الصهيوني

اقرأ ايضاً