العدد 4749 - الإثنين 07 سبتمبر 2015م الموافق 23 ذي القعدة 1436هـ

مختصون: ضرورة توعية الناس بأمراض الشد العضلي وعدم الجلوس كثيراً

بمناسبة اليوم العالمي للعلاج الطبيعي

الحاجة إلى وجود أبحاث ودراسات علمية لمعرفة الأمراض المختصة بالعلاج الطبيعي التي يصاب بها البحرينيون لتفاديها مستقبلاً - تصوير عقيل الفردان
الحاجة إلى وجود أبحاث ودراسات علمية لمعرفة الأمراض المختصة بالعلاج الطبيعي التي يصاب بها البحرينيون لتفاديها مستقبلاً - تصوير عقيل الفردان

أكد عدد من المختصين في العلاج الطبيعي ضرورة التوعية بأمراض الشد العضلي، ومسبباتها وخصوصاً منها ما ينتج عن استخدام الأجهزة الالكترونية لفترة طويلة، موصين بأهمية الحركة، وأن يبذل الشخص 10 آلاف حركة في اليوم، مطالبين بأبحاث تختص بالعلاج الطبيعي بالبحرين ودراسات علمية لمعرفة الأمراض التي يصاب بها البحرينيون لتفاديها مستقبلاً.

جاء ذلك في لقاء لـ «الوسط» مع مجموعة من المختصين في العلاج الطبيعي، وهم: رئيس جمعية العلاج الطبيعي البحرينية والدكتور بجامعة البحرين يوسف سيدشرف، أخصائية العلاج الطبيعي ورئيسة لجنة خدمات المجتمع بالجمعية أزهار محمد الحلال، أخصائية العلاج الطبيعي ورئيسة اللجنة التطوعية بالجمعية نجية جمعة العماني، أخصائية العلاج الطبيعي هبة سيدهاشم، بمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي للعلاج الطبيعي الذي يصادف (8 سبتمبر/ أيلول 2015)، ويأتي هذا العام تحت شعار: «معنا تتحسن جودة حياتك» المعتمد من قبل منظمة العلاج الطبيعي العالمية.

ويهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى نشر الوعي الصحي قبل الإصابة بالمرض. كما ان هناك دراسات علمية أثبتت أن النشاط البدني الوقائي تحت إشراف اختصاصي العلاج الطبيعي يقلل خطر الإصابة بالذبحة الصدرية والجلطة الدماغية والسكري والسمنة وسرطان القولون وسرطان الثدي.

رئيس جمعية العلاج الطبيعي البحرينية يوسف سيد شرف، قال: «إننا بحاجة ماسة إلى وجود أبحاث تختص بالعلاج الطبيعي بالبحرين ودراسات علمية لمعرفة الأمراض التي يصاب بها البحرينيون لتفاديها مستقبلاً».

وأضاف «للأسف، إننا نعاني من قلة الحركة بينما التوصيات العالمية توصي بأن يبذل الشخص 10 آلاف حركة في اليوم، بينما هناك الأغلبية لا يصلون إلى 5 آلاف خطوة».

وبالنسبة إلى الأمراض الناتجة عن استخدام الاجهزة الالكترونية، ذكر سيدشرف «يجب أن تكون هناك توعية من أولياء الأمور بتوخي الحذر من الاستخدام المفرط للأجهزة الالكترونية، ويجب أن يكون هناك تحديد أوقات معينة لاستخدام هذه الأجهزة»، مبيناً أن «الجلوس لفترات طويلة دون حركة يؤدي إلى حصول أمراض لعضلات الجسم».

وذكر «يجب أن يمنح الشخص لنفسه مكافأة بألا يدمن على استخدام هذه الأجهزة لفترات طويلة، وبالتالي يبتعد قدر الامكان عن الإصابة بهذه الأمراض».

بدورها، قالت الاخصائية أزهار الحلال: «إن استخدام الاجهزة الالكترونية بصورة طويلة يؤدي إلى حصول شد في الرقبة والظهر والكتفين، ولهذا يجب تفادي ذلك، بأن يتم وضع توقيت لاستخدام هذه الأجهزة لفترات أقل».

وعن تقديم الارشاد والتوعية لعامة الناس، قالت الاخصائية نجية العماني: «كوننا أخصائيين يجب أن نكون قدوة للآخرين، وان نقوم بتوعية الناس بمضار استخدام الاجهزة الالكترونية لفترات طويلة تؤدي بهم إلى أمراض الشد العضلي وغيره».

وقال سيدشرف: «يجب على الآباء والأمهات اتخاذ إجراءات للتقليل من استخدام هذه الأجهزة، مثل اوقات الوجبات ان يمتنعوا من استخدامها».

وتابع «بالنسبة إلى العاملين وخاصة في المكاتب فإنهم بحاجة إلى وضعيات في الجلوس تكون طبية وايضاً بحاجة إلى عمل بعض الحركات الرياضية بين فترات لتفادي الوقوع بأمراض الرقبة أو الظهر... وغيرها».

وأضاف «هناك بعض الشركات تخصص جزءاً من مبناها لناد صحي، ونتمنى ان يعمم هذا الشيء على جميع المؤسسات والشركات وتتم متابعة الموظف بما إذا أخذ الوقت المخصص له بالرياضة ام لا، ليتم تفادي الإصابات بالأمراض الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة من دون حركة».

كما تحدثت الاخصائية الحلال «يجب قبل عمل تخصيص مكان يناسب البيئة الرياضية في الشركات والمؤسسات، يجب أن تكون هناك مراقبة من قبل مختصين بأن المكاتب الموجودة هي صحية أم لا».

وبينت «للأسف هناك كثير من المكاتب غير صالحة للعمل بسبب أنها تكون غير مناسبة للظهر أو غير مناسبة صحيّاً، ولهذا قبل تخصيص صالة للألعاب الرياضية تجب مراقبة هذه المكاتب لملاحظة وضعية الكراسي أو وضعية الأجهزة لتكون صحية».

وبشأن الإرشاد والتوعية، أكدت الاخصائية نجية العماني أن «الحركة تكون فيها بركة كما يقولون، أي يحاول أي شخص يتحرك بصورة دورية لتفادي الوقوع بأحد الامراض المصاحبة للجلوس لفترات طويلة».

أما بشأن استخدام الأجهزة الالكترونية، فتقول: «على أولياء الأمور مراقبة أولادهم لاستخدامهم هذه الأجهزة ويتم السيطرة على الأوقات التي يتم استخدامهم فيها».

وتابعت «يجب على أولياء الأمور ان يغيروا أماكن الأطفال في حالة الإدمان على هذه الأجهزة، فيتم نقلهم إلى أماكن ترفيهية تساعدهم على بذل جهد رياضي تكون له فائدة أكثر».

الأخصائية هبة سيدهاشم بينت أن «هناك أموراً نفسية تحصل للأشخاص توصلهم إلى أمراض أكثر، وخصوصاً في الرقبة والظهر والشد العضلي»، مضيفة «معظم المترددين على العيادة نراهم مصابين بأمور نفسية أو يفكرون في أمور أو في أشياء أخرى»، وهو الموضوع ذاته الذي أكده سيد شرف: «نعم هناك علاقة قوية بين الأمراض النفسية وأمراض الجسم»، كما أكدت ذلك الاخصائية أزهار الحلال، موضحة أن «للأمور النفسية علاقة كبيرة، فتجد هناك من يتردد على العيادة يشتكون من أنهم لا يستطيعون رفع أيديهم، لكن عندما يرن هاتفه صدفة يقوم برفعه تلقائيّاً وهذا دليل على انه لا يشتكي من أعراض جسدية وإنما أعراض نفسية».

وأضافت «خلال الجلوس يجب على الشخص تغيير وضعيته، وأن يتم ذلك تلقائيّاً عبر التدرج والتعلم لمرات عدة والتعود على أن هذا الجلوس مناسب، وبذلك سيتعلم لاشعوريّاً أن وضعية جلوسه صحيحة أم لا».

وقال سيدشرف: «نحن كمعالجين في العلاج الطبيعي نعطي أهمية كبيرة لهذا الجانب، ويجب على الأخصائي في العلاج الطبيعي أن تكون لديه مهارة توصيل العلاج إلى المريض بصورة صحيحة».

وشاركته بالرأي الحلال، اذ قالت: «نعم يجب إعطاء وقت أكثر للمريض ليتحدث عن أموره النفسية، وبالوقت نفسه يستطيع مزج العلاج بين الطبيعي والنفسي».

بدورها قالت العماني: «بعض المترددين على العيادة لديهم اكتئاب نفسي، وهنا يأتي دورنا كأخصائيين في كيفية تخليص المريض من الاكتئاب وعلاجه، وهذا يأتي من خلال وثوق المريض بالإخصائي وبعد ذلك يتم علاجه».

تأثير الحقيبة المدرسية

تحدث سيدشرف بشأن تأثير الحقيبة المدرسية، وقال: «هناك رابط قوي بين الحقيبة والإصابات التي تحصل سواء للفقرات في الظهر أو الرقبة، كما أن عامل المسافة بين المنزل والمدرسة له دور كبير وخصوصاً الذين يذهبون إلى المدرسة مشياً على الأقدام»، مبيناً أنه «بعد ربع ساعة ستجد الطفل ينحني إلى الأمام ويبدأ بتغيير وضعية جسمه لتفادي الإرهاق من حمل الحقيبة».

وقال: «الحقيبة المدرسية ليست كل المشكلة وانما هي جزء من المشكلة، كما ان للتغذية دوراً كبيراً لتفادي حصول نقص في الكالسيوم وغيره من المواد التي تكون ضرورية للكالسيوم والحديد».

أما عن أكثر الأمراض التي يصاب بها البحرينيون، فقد قالت الاخصائية أزهار الحلال: «إن أكثر المرضى المترددين على العيادة يشتكون من (الركبة)».

وأضافت الاخصائية نجية العماني أن «أكثر الحالات المصاحبة للجهاز العصبي التي تتردد على العيادة، هي: الجلطات الدماغية، ومرض التصلب المتعدد والشلل الرعاشي».

وتابعت «تأتي أمراض الجلطات الدماغية أكثر الحالات من كبار السن، وحالات تأتي بعد حدوث الولادة للأطفال فهناك يصاب عدد منهم بالجلطات الدماغية. كما أن عدداً كبيراً من المترددين على العيادة مصابون بمرض التصلب المتعدد».

وأضافت الاخصائية هبة سيدهاشم «هناك عدة أسباب يمكن أن يصاب بها الناس بالتصلب المتعدد بسبب الأماكن الباردة، لكن لأننا نعيش ضمن مناطق حارة فهناك أسباب اخرى تحصل للمصابين بهذا المرض».

وقالت العماني: «كما أن أصحاب البشرة البيضاء وايضا هناك من اصحاب البشرة السمراء معرضون لمرض التصلب المتعدد».

في حين أضاف رئيس جمعية العلاج الطبيعي البحرينية يوسف سيدشرف عن اسباب الجلطة الدماغية أنه «تم اكتشاف أن للتلوث البيئي والتعصب والتغذية السيئة والسكري والسمنة علاقة بالجلطة الدماغية».

وأردف قائلاً: «عندما تحصل لشخص ظروف سيئة أو انفعال أو عصبية وعندما يخلد للنوم تراه بعد ان يصحو مصاباً بالجلطة الدماغية او الشلل النصفي». مضيفا «اننا نحتاج لدراسات وبحوث حول هذه الحالات في البحرين ليتم تعريف الناس بأهمية عدم وصول الشخص إلى الانفعال او العصبية التي تكون نتائجها جدّاً سيئة، وذلك وصولها للشل النصفي».

الإبر الجافة والصينية

بالنسبة إلى الإبر الجافة، يقول سيد شرف «هناك فرق بين الإبر الصينية والجافة بالنسبة للتقنية، لكنهما يشبهان بعضما». وأضاف «الإبر الصينية تعتمد على خطوط الطاقة الموجودة في الجسم، بينما الإبر الجافة لها علاقة مباشرة بالأعضاء».

وتابع أن «الإبر الجافة تلامس العضلة نفسها، وتحتاج إلى اخصائي يقوم بالعمل بها، وتكون لديه معرفة بمنشأ العضلة وأين تنتهي».

وقالت الاخصائية ازهار الحلال: «ان الابر الجافة تعالج الشد العضلي، بينما الابر الصينية تعالج أشياء أكثر مثل امراض الامعاء وغيرها».

وتضيف «المصابون بالشد العضلي جراء الأعمال المكتبية وغيرها يفضل معالجتهم بالإبر الجافة لتفادي هذا الشد».

ويفضل شرف «أن من يقوم بالمعالجة بالإبر الجافة أن يكون متمرساً ولديه علم ومعرفة بذلك».

وتقول الاخصائية العماني «بالنسبة إلى من يصابون بالصداع بسبب الشد العضلي يفضل أيضا معالجتهم بالإبر الجافة ليتم ارتخاء العضلة وبالتالي يؤدي إلى الشفاء من الصداع».

في الاخير، أوصى أخصائيو العلاج الطبيعي بضرورة الابتعاد عن التشنج العضلي والعصبية والانفعال، كما ان قلة الحركة تؤدي إلى امراض مثل الشد العضلي والجلطة الدماغية المصاحبة للشلل النصفي وأمراض الظهر والرقبة مثل «الديسك»... وغيرها، والابتعاد عن مشاهدة اية شاشة لاكثر من ساعة، ويجب بعد ساعة من الجلوس امام اية شاشة ان يبدأ التحرك وتغيير الوضعية لتفادي الوقوع في الأمراض».

العدد 4749 - الإثنين 07 سبتمبر 2015م الموافق 23 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً