صباح الخير... بجوار منزلنا الصغير تسكن الخالة سعاد، وهي امرأة كبيرة في السن تعيش وحيدة في منزل كبير... تتميز الخالة بطيبتها وحسن أخلاقها، كما أنها تشتهر بـ “دجاجاتها وصيصانها” التي فاق عددها المئة.

منذ 12 عاماً والخالة سعاد تربي تلك الدجاجات في حظيرة صغيرة أمام منزلها، ونحن كأطفال في هذا الحي نحب أن نساعدها في إطعام “دجاجاتها” اللطيفة والجميلة، فأنا مثلاً أحب أن أبقي الطعام في طبقي حتى تأذن لي والدتي بأخذ ما بقي من الطعام (فضلات الأطعمة) إلى دجاجات الخالة سعاد... إذ إنني أفرح كثيراً عندما تكافئني بعد مساعدتها في إطعام دجاجاتها بإعطائي بيضة أو بيضتين تكونان وجبتي اللذيذة في صباح اليوم التالي.

منذ سنوات والخالة سعاد تعيش في أمان مع دجاجاتها، دون أن يؤذيهن أحد أو يسرقهن أحد فالجميع يعلم بأنها مصدر تسلية ورزق لها... حتى جاء اليوم الذي سمعنا فيه بكاء الخالة سعاد على دجاجاتها، وعندما أسرع أهل القرية لها أبلغتهم بأن كلاباً ضالة قد هاجمت دجاجاتها في منتصف الليل، وعليه لم يبقَّ منها إلا القليل.

حزنا كثيراً لما أصاب الخالة سعاد ودجاجاتها، إذ إنني لم أظن يوماً بأن ما أقرأه في الصحف من مهاجمة الكلاب الضالة للمواشي، سيصل لحيِّنا.

وعليه أصدقائي، فأنا أدعوكم ونحن نستيقظ باكراً في الصباح للذهاب لمدارسنا بأخذ الحيطة والحذر، حتى لا تهاجمنا تلك الكلاب، وخصوصاً الصغار منكم، تأكدوا بأن يرافقكم ذويكم لمواقع الحافلات أو أن ترافقوا أصدقاءكم، حتى تكونوا في أمان.