العدد 4752 - الخميس 10 سبتمبر 2015م الموافق 26 ذي القعدة 1436هـ

الطاقة الإيجابية

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

كثيراً ما نستخدم هذا المصطلح في مختلف جوانب حياتنا، أو قد نحتاج لهذه الطاقة، وخصوصاً عند تراكم الأعباء وشعورنا بحالة من الإحباط أو حتى عند استمرار الروتين اليومي، ولكن لا يعلم غالبية الأفراد بأنهم أهم مصدر للطاقة الإيجابية سواء لذاتهم أو للآخرين.

الطاقة علم واسع له أساسيات ومزايا وعيوب بالتأكيد، الا أن الطاقة في رأيي قد تكون مرادفاً للإيحاء أو بمصطلح أكثر بساطة هو (التأثر والتأثير)، وخاصة أنني من أنصار تسهيل المصطلحات العلمية وتبسيطها للناس لنشعر بمدى سهولتها وتواجدها في حياتنا، فنحن كمتخصصين في علم النفس لسنا بعيدين عن المجتمع، الطاقة هي نوع من التركيز، وأي شيء تركز عليه يحدث تبادلاً في الطاقة بينهما، الأعلى يعطي الأقل، لو ركزت على شيء إيجابي أو فكرت فيه تأخذ منه طاقة إيجابية وتنتعش، لو ركزت على شيء سلبي وفكرت فيه تأخذ منه طاقة سلبية وتنتكس.

والطاقة الإيجابية أعلى بنحو ستة آلاف مرة من الطاقة السلبية، فلو انتبهت لمريض وتعاطفت معه بمشاعر ألم، تشحنان بعضكما بالطاقة السلبية فتزيده مرضاً وتتأثر منه بالمرض. ولو انتبهت لمريض وأنت مملوء باليقين والراحة والتفاؤل تفيده وتشحنه بطاقة إيجابية تخفف عنه المرض وتسرع من تشافيه.

ولا أحد ينكر أننا في الفترة الأخيرة نلاحظ أن هناك الكثير من الطاقات السلبية في كثير من مواقف حياتنا، ولا أقول هنا علينا تجاهل ما يحدث، بل علينا محاولة التقليل من تبعاته على أنفسنا أولاً وعلى الآخرين ثانياً، ففي بيئة العمل تستطيع أن تدفع زملاءك لإنجاز مهامهم من خلال استقبالهم بوجه بشوش وببعض العبارات التحفيزية أو الإطراء في حال التغيير في الشكل أو الملبس، فعلى رغم بساطة تلك التصرفات فإنها تبعث في الآخرين حالة من الإيجابية وخلق بيئة عمل صحية.

كذلك على الصعيد الأسري لابد بأن تقوم بواجباتك الاسرية بحب من دون تذمر أو ملل، إذ تستطيع أن تبعث في ابنائك الروح الإيجابية من خلال تعزيز سلوكياتهم وتصرفاتهم الحسنة وكذلك الابتعاد عن التوبيخ أو الصراخ واجواء التوتر، وخصوصاً في الصباح الباكر، كما أن بعض كلمات الثناء على الشريك لها أثر في تخفيف ضغوط الحياة اليومية عليه وتزيد من عطائه لاسرته فضلاً عن شعوره بأن شريكه يقدر ما يقوم به من بذل للأسرة.

أحبائي... الإيجابية عبارة عن مرآة عاكسة لما أمامها، فبقدر ما ترسل من طاقة إيجابية للآخرين تنعكس تلك الطاقة منهم إليك، لذلك جاءت الابتسامة والكلمة الطيبة ركيزة أساسية في التعامل بين الأفراد في المجتمع بحسب ديننا الإسلامي الحنيف.

فاطمة_السيكولوجست: استثمر طاقتك الإيجابية

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4752 - الخميس 10 سبتمبر 2015م الموافق 26 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:13 ص

      دامت هذه المقالات

      كل الشكر لكاتبة المقال الأستاذة فاطمة، ونطلب منها الاستمرار في كتابة هذا النوع من المقالات، فالصحافة دورها في نهاية المطاف خدمة الناس، وهذا يشمل إسعادهم وتنويرهم.

    • زائر 1 | 1:06 ص

      دور الاخلاق الاسلامية في الطاقة الايجابية

      الاخلاق الاسلامية - اي الحميدة طبعا-على تنوعها بدء من اخلاق اللسان واليد وانتهاء باخلاق الضمير والقلب كلها محفز وباعث ومنبع للطاقة الايجابية
      فالكلام الطيب والصبر وحسن الظن وغيرها اذا مورست بشكل حقيقي ومركز اغنت عن الكثير من العلاج البدني او النفسي واذا اضيف لها التفكر والتامل وذكر الله شعشعت تلك الطاقة الايجابية واثمرت. ومشكلتنا : متى نبدأ في اصلاح الخلل وتقويم الزلل.
      وشكرا للمقال الجميل

اقرأ ايضاً