العدد 4754 - السبت 12 سبتمبر 2015م الموافق 28 ذي القعدة 1436هـ

ألمانيا تعيد فرض رقابة على الحدود لمواجهة تدفق المهاجرين

قررت المانيا اليوم الاحد (13 سبتمبر/ أيلول 2015) اعادة فرض رقابة على حدودها من اجل "احتواء" تدفق المهاجرين معلنة انها لم تعد قادرة على استيعابهم بعدما فتحت ابوابها امامهم، ما يشكل تفاقما جديدا لازمة الهجرة التي تشهدها القارة.

وهذا القرار الذي سارع رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان المؤيد لاعتماد نهج متشدد في هذه الازمة، الى الترحيب به ياتي عشية لقاء مرتقب في بروكسل بين وزراء داخلية الدول الاعضاء ال28 في الاتحاد الاوروبي لبحث مسالة تقاسم عبء اللاجئين.

ولم يتوقف تدفق المهاجرين ولا يزال يتسبب بمآس على ابواب اوروبا حيث توفي 34 شخصا بينهم اربعة رضع و11 طفلا غرقا الاحد في المتوسط اثر غرق مركبهم قبالة جزيرة فارماكونيس اليونانية الواقعة على بعد 15 كلم عن السواحل التركية.

وقال وزير الداخلية الالمانية توماس دو ميزيير في برلين "ان "المانيا تفرض موقتا رقابة على حدودها، وخصوصا مع النمسا". وينتمي هذان البلدان الى منطقة شنغن حيث لا تتطلب رقابة الزامية على الحدود الداخلية.

واضاف الوزير الالماني ان "هدف هذا الاجراء احتواء التدفق الحالي للاجئين القادمين الى المانيا. انه ضروري ايضا لاسباب امنية".

واعلان برلين يعتبر تشددا واضحا في موقف المانيا التي قررت في نهاية اب/اغسطس تعليق العمل باتفاقية دبلن وطلبت عدم اعادة السوريين الفارين من الحرب والذين دخلوا اراضيها بشكل غير مشروع الى الدول التي دخلوا منها اراضي الاتحاد الاوروبي.

من جانب اخر اوضح الوزير الالماني ان المانيا لم يعد بامكانها قبول ان يتمكن اللاجئون الذين يتدفقون الى اوروبا من "اختيار" البلد لاستضافتهم. وقال ان على طالبي اللجوء ان يدركوا "انه ليس بامكانهم اختيار الدول التي يطلبون حمايتها".

وتتوقع المانيا وصول عدد طالبي اللجوء هذه السنة الى 800 الف وهو رقم قياسي.

واضاف الوزير ان القوانين الاوروبية التي تفرض ان تتولى اول دولة في الاتحاد الاوروبي يدخلها المهاجرون معالجة ملفاتهم "يجب ان تبقى سارية".

واعلنت الشرطة الالمانية من جهتها تعبئة مئات من عناصرها لمراقبة الحدود بعد قرارها تعليق حرية التنقل الواردة ضمن اتفاقية شنغن بسبب تدفق اللاجئين.

واعتبرت المفوضية الاوروبية الاحد ان قرار المانيا اعادة فرض رقابة على حدودها يؤكد "الضرورة الملحة" لايجاد خطة اوروبية لتقاسم عبء القادمين الجدد.

وفي هذه الاثناء اعلنت شركة السكك الحديد الالمانية الاحد انها اوقفت رحلات القطار الى النمسا لمدة 12 ساعة بعد قرار مماثل من الشركة النمساوية.

واعلنت جمهورية تشيكيا من جهتها عن تعزيز اجراءات الرقابة على حدودها ايضا مع النمسا.

وياتي ذلك فيما بلغت مدينة ميونيخ، ابرز بوابة دخول الى المانيا، اقصى قدراتها على الاستيعاب مع وصول 63 الف مهاجر في اسبوعين.

واعلنت ميونيخ الاحد انها وصلت الى "الحد الاقصى" من قدراتها على استقبال اللاجئين وذلك غداة اطلاقها نداء لطلب المساعدة لايوائهم مؤكدة انها "لا تستطيع هي ومقاطعة بافاريا التصدي لهذا التحدي الكبير بمفردهما".

وقالت الشرطة المحلية الاحد ان المدينة وصلت الى "الحد الاقصى" من قدراتها على استقبال اللاجئين، موضحة ان حوالى 13 الف شخص وصلوا نهار السبت وحده.

وصرح ناطق باسم قيادة شرطة ميونيخ "نظرا للارقام التي سجلت (السبت) من الواضح اننا بلغنا الحد الاقصى من قدراتنا" على استقبال طالبي اللجوء الذين يتدفقون من دول البلقان عن طريق المجر ثم النمسا.

والارقام التي ذكرتها الشرطة السبت قريبة من تقديرات ناطقة باسم منطقة بافاريا العليا قالت لوكالة فرانس برس مساء السبت ان عدد الذين وصلوا نهار السبت وحده الى المدينة "قد يصل الى 13 الف" لاجىء.

وفي المدينة التي تشكل نقطة دخول المهاجرين الى المانيا عن طريق البلقان، اضطر عشرات اللاجئين للنوم في الخارج على فرش عازلة للحرارة لانه لم يعد هناك اماكن كافية لهم، كما ذكرت محطة التلفزيون البافارية بي ار.

واكدت المحطة على موقعها الالكتروني ان المدينة "اقتربت بشكل كبير من كارثة انسانية".

وفي المجر سجل رقم قياسي جديد السبت تمثل بوصول 4330 لاجئا الى هذا البلد الذي تحول الى رمز للتشدد في مواجهة تدفق المهاجرين، خلافا لالمانيا.

وتنوي بودابست اغلاق حدودها مع صربيا اعتبارا من 15 ايلول/سبتمبر بخطين من الاسلاك الشائكة.

ورحب رئيس الوزراء المجري بقرار المانيا معتبرا انه "ضروري".

وبعد النمسا، استهجنت فرنسا الاحد قرار المجر اغلاق حدودها.

وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية هارليم ديزير "مع الاسلاك الشائكة، وضعت المجر نفسها خارج قيم الاتحاد الاوروبي التي لا تقوم على بناء جدران او وضع اسلاك شائكة".

وعشية اجتماع طارىء لوزراء الداخلية والعدل الاوروبيين في بروكسل لبحث ازمة الهجرة، دعت باريس ايضا الى وضع اجراءات استقبال مشتركة للاجئين عبر مراكز تسجيل مشتركة عند نقاط الوصول.

من جانب اخر، اعلن خفر السواحل اليوناني الاحد وفاة 34 شخصا بينهم اربعة رضع و11 طفلا، غرقا قبالة سواحل اليونان اثر غرق مركب كان يقل اكثر من مئة مهاجر غير شرعي.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فان اكثر من 2700 مهاجر قتلوا في المتوسط منذ مطلع السنة من اصل حوالى 430 الفا عبروا البحر على امل تامين حياة افضل في اوروبا. وحوالى 310 الاف منهم مروا عبر اليونان.

ورفضت اثينا الاحد الانتقادات حول الطريقة التي تدير بها البلاد ازمة الهجرة معتبرة اياها "غير مقبولة".

وقالت فاسيليكي ثانو رئيسة الوزراء بالوكالة اثناء زيارة الى ميتيلين في جزيرة ليبسوس، الوجهة الاولى للقادمين الجدد "ان اليونان تتقيد تماما بالاتفاقيات الاوروبية والدولية من دون تجاهل البعد الانساني".

وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تشهد بلادها تدفقا غير مسبوق للاجئين، دعت السبت اليونان الى حماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي بشكل افضل وطالبت بحوار مع تركيا التي يمر عبرها عدد من اللاجئين القادمين خصوصا من سوريا.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً