شاركت حشود كبيرة أمس الأحد (13 سبتمبر/ أيلول 2015) في تشييع جثمان الفقيد عبدالله يعقوب وقد ووري جثمانه الثرى بمقبرة العكر.

وجدد أهالي قرية المعامير مطالبتهم الجهات الرسمية المختصة في وزارة الأشغال والإدارة العامة للمرور بتشييد جسر للمشاة بين قرية العكر والمعامير، ويأتي ذلك بعد أن لقي الشاب عبدالله يعقوب مصرعه مساء السبت (12 سبتمبر/ أيلول 2015) بعد أن صدمته سيارة تقودها مواطنة بحرينية بينما كان بصدد عبور الشارع.

إلى ذلك قال عضو المجلس البلدي السابق رضي أمان إن «عمل الجسر كان جاهزا برسوماته، وكانت شركة يابانية جاهزة للبدء في العمل بالتنسيق مع شركة بابكو، ولكن وزارة الاشغال هي من اعترض بحجة التطوير لشارع الشيخ جابر الصباح، كما أن وزير البلديات والاشغال الحالي عصام خلف على علم بذلك واستمرت المطالبات من جانب الأهالي بتشييد الجسر وزاد التماطل من الجهات الرسمية بالدولة».

من جهته قال الأستاذ علي صليل «بمصرع الشاب عبدالله نستذكر عشرات المتوفين والجرحى والمصابين بعاهات دائمة من قريتي المعامير والعكر وكذلك من الآسيويين، وقد كان مطلب الجميع انشاء جسر مشاة لحماية العابرين لشارع الشيخ جابر، وقبل نحو عشر سنوات تبرعت شركة يابانية عملاقة هي شركة JGC بانشاء جسر للمشاة لكن الحكومة رفضت المشروع، ويستمر مسلسل الموت على هذا الشارع دون حل يلوح في الأفق».

ومن جهته قال الناشط البيئي محمد جواد «في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي وبعد اكتشاف النفط في البحرين تم انشاء مصنع تكرير النفط على ارض المعامير ومن مباشرة تم انشاء خزانات النفط بجزيرة سترة فكانت هناك حاجة ملحة لبناء جسر يربط المعامير بجزيرة سترة وكان اول منفذ يربط سترة بباقي مناطق البحرين وهنا وإرضاء لأهالي المعامير على ما تكبدوه من ضرر وجود مصنع التكرير وبناء الجسر شمال المعامير ومد انابيب تصدير النفط جنوباً مما حاصر ومنع الأهالي من الاسترزاق في ساحلهم حيث كانوا جميعاً يمتهنون البحر كمصدر رزق».

وأضاف «تم إطلاق اسم المعامير على المدرسة التي انشأتها شركة بابكو على الرغم من وجودها بين منطقتي العكر والنويدرات ومن هنا ومن ذلك الحين بدأت المعاناة لدى أهالي القريتين المعامير والعكر وخصوصاً أهالي المعامير الذين كان على أطفالهم عبور ذلك الشارع الخطر مرتين في اليوم للذهاب لتلك المدرسة والإياب منها فكانت الحوادث الخطيرة التي اودت بحياة العشرات من الأهالي نتيجة عبور ذلك الشارع وعليه رفع الأهالي مطالباتهم كتابياً وتحديداً منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي مطالبين بإنشاء جسر او نفق لعبور ذلك الشارع الخطر بعد ان فقد من فقد واعيق من اعيق وبعضهم اعاقته دائمة وانا احدهم عندما كنت في مرحلة الإبتدائي ولكن كل تلك المطالب وما لحقها لم تحظ حتى بالرد».

وتابع جواد «لدرجة أن الأهالي ابدوا استعدادهم لتحمل نفقات الكلفة ان لم تسمح موازنة الدولة فتصدر الترخيص لذلك ولكن دون جدوى لتتواصل وترتفع اعداد الضحايا والمصابين واذكر واحدة من تلك المآسي التي لن ينساها اهالي المعامير وهي عندما ازهقت روح احدى تلميذات المعامير التي كانت تعبر وفي يدها شهادة تخرجها وكانت الأولى على مدرستها لتسقط صريعة وهي قابضة على شهادتها وتستمر دوامة الموت على ذلك الشارع الخطر وآخرها مصرع الشاب عبدالله احمد حسن يعقوب لكنه لن يكون الأخير مادام المسؤلون يرون ان بناء جسر مشاة الاستقلال الذي لا يستخدمه احد اهم من بناء مثله في المعامير».

وكانت عائلة المتوفى شكت تأخر تسلم الجثمان.

وقال أحد أفراد العائلة إننا ذهبنا أمس (الأحد) إلى المشرحة لتسلم جثمان الفقيد إلا أننا فوجئنا بطلب رجال المرور تعديل البيانات في شهادة الوفاة حيث لم يكتب السبب حادث مرور، وعندما طلبنا منهم تصحيح ذلك أجابوا أن ذلك من مهمات الطبيب الذي قام بعلاجه بعد نقله ولكنه في إجازة منذ يوم أمس بخارج البحرين وعلى ضوء ذلك تأخر تسليم جثمان الفقيد إلينا، ولهذا نحن نلتمس من وزارة الصحة التدخل لتسليم الجثمان ليتم دفنه وعدم الانتظار لحين عودة الطبيب الذي ربما يتأخر عدة أيام خارج البحرين.