العدد 4755 - الأحد 13 سبتمبر 2015م الموافق 29 ذي القعدة 1436هـ

نتجهّز للتقشّف

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نواجه هذه الأيام تحديا كبيرا بعد هبوط سعر النفط، ويتّضح ذلك من خلال سياسة الحكومات الخليجية، فهي تحاول الحفاظ على مستوى المعيشة التي تعوّد عليها أبناؤها، بمحاولة موازنة المصروفات، وكذلك محاولة تقليص الميزانية وترشيد الاستهلاك.

بالطّبع يتناقض الحفاظ على مستوى المعيشة مع تقليص الميزانية وترشيد الاستهلاك، والسبب أنّ دول الخليج لم تكن لديها خطّة استراتيجية محكمة في حال هبوط أسعار النفط، ناهيك عن الفساد الاداري والمالي المستشري، هذا الفساد الذي ضرب بيده على المال العام، ويكفينا مثالا في مملكتنا البحرين، من خلال تقرير ديوان الرقابة المالية والادارية، الذي كشف الكثير من المستور.

قبل يومين وجّه نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة الوزارية للشئون الاقتصادية وضبط الإنفاق، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، الجهاز المركزي للمعلومات، إلى فتح باب التسجيل عبر النظام الإلكتروني أمام المواطنين الراغبين في الاستفادة من التعويض النقدي مقابل رفع الدعم عن اللحوم اعتباراً من الثلثاء المقبل 15 سبتمبر الجاري، على أن تباشر وزارة المالية تحويل المبالغ المستحقة إلى الحسابات المصرفية خلال شهر أكتوبر، ونحن لا نشك في أنّ الحكومة تحاول جهدها من أجل إحداث التوازن وعدم الإضرار بالمعيشة، ولكننا أيضا نعلم بأنّ رفع الدعم عن اللحوم آلية كبيرة وتحدث للمرّة الأولى في البحرين، وعليه يريد الشارع البحريني معرفة المعايير للمستحقّين من الاستفادة من التعويضات النقدية.

هل هناك شروط للمستحقّين كما كانت الشروط متواجدة في معونة الغلاء؟ كيف سيستطيع رب الأسرة من ذوي الدخل المتوسّط مسايرة رفع الدعم إن لم يكن من المستحقّين، وخاصة انّ غلاء اللحوم الحمراء والبيضاء سينتشر بين أرجاء المملكة في لحظات معدودة؟

نعلم بأنّ الناس بدأت بالتنازل عن اللحوم، فهناك فرشات متضرّرة في السوق جرّاء رفع الدعم عن اللحوم، وكثير من أصحاب هذه الفرشات متخوّف من تأثير القرار على دخلهم، فهم يخسرون كلّ يوم، ناهيك عن أصحاب المطاعم الكبيرة، الذين بدأوا بشراء كمّيات كبيرة من اللحوم، حتى يتجنّبوا غلاء الأسعار، والكثير ممّن يحبّون (الشاورما) بدأوا في الاتّجاه الى الطعمية والفول.

نعتقد بأنّ الأيام القادمة ستكون صعبة على المواطن وعلى الحكومة، ولا ندري إن كانت هناك خطّة لتعديل الوضع المعيشي، ولكننا بانتظار من يستطيع وضع هذه الخطّة، وأيضا لا ندري إن كانت الحكومة ستستفيد من المبالغ التي لا نعلم أين هي من فرقية سعر برميل النفط عندما كان صاعدا (على قولة المعاودة) ولكن الجميع يعلم بأهمّيتها في هذه اللحظات العصيبة.

ما يدور حولنا يجعلنا نمعن النظر في شئوننا، ونحن على يقين بأنّنا نتجهّز للتقشّف، فالسماء لا تمطر أموالاً، ولكنّها أتت من النفط الذي منّ الله به على بلداننا، وبعد هبوطه أصبحت قيمته مدمّرة للأوطان ولشعوبها، فشعوب الخليج بالذّات منذ السبعينات الى يومنا هذا لا تعرف قيمة دعم الخبز واللحوم والحليب، ولكنّها ستعرف الدرس عاجلا جدّا، ويا خوفنا من هذا الدرس الصعب!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4755 - الأحد 13 سبتمبر 2015م الموافق 29 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 8:00 ص

      الية التوزيع

      المشكله ليست في رفع الدعم ولكن ايضا في الية التوزيع. فكثير من ارباب الاسره البحرينين للاسف الشديد سيبلعوا هذه الدنانير لحاجاتهم الخاصه. و سوف لن تستفيد زوجاتهم و اولادهم بذلك. فسيظلم ناس اكثر جراء هذا التوزيع

    • زائر 31 زائر 30 | 9:07 ص

      مافي مشكل

      أنا لين حصلت بيزات الدعم بشتري ليي لها حلوى العلكومي واجد أحبه أحسن من اللحم عندي

    • زائر 29 | 5:06 ص

      مرحبا

      نحن نحب السلام لأن معه يعم الخير لا للحروب

    • زائر 21 | 5:04 ص

      مرحبا

      السلام

    • زائر 19 | 3:40 ص

      ايها الاجنبي

      ارجع بلدك خلاص مفيش نفط مفيش دعم للجوم والخبز مفيش دعم للبنزين خلاص البلد رايحه في ستن داهيه الهوامير ....خلاص حيسيبوا البلد ويعيشوا في بلدان اجنبيه ويحطوا اموالهم فكس ديبوزت وخلاص واحنا نرجع لزمن البرستجات والعرشان لان كهربا مفيش محدش يقدر يدفع والميه من البير
      ومفيش مستشفيات لان مفيش فلوس كلو محصل بعضه ايام سودا للخليج بعد النفط لانه مكانش فيه تخطيط ولا هم يحزنون يبئى سلم لي على البتنجان

    • زائر 18 | 3:22 ص

      احم احم

      ما راح يتغير شي ؟ والارتفاع مو بالحجم الكارثي ؟ اللحوم الاسترالية هي المدعومة واللي اتشوفونه في السوق المركزي فقط ؟
      باقي اللحوم والشركات المصدرة ما راح يتغير سعر منتجاته

    • زائر 17 | 2:55 ص

      فلنعد للايام الجميلة

      نعم فلنعد لايام الفقر الجميل ، ايام الزراعة وتربية الاغنام والدواجن ، فلنعد لايام صيد السمك والغوص ، فلنعد لايام الفقر والقلوب الصافية ، ايام ما كان احد يحقد على الثاني وما كنا نحتاج واسطات للعمل ، ايام ما تتجمع العائلة منتصف النهار على سفرة الغذاء ، وقبل النوم نجتمع للعشاء ، نعم ايام نقص في الاموال ووفرة في الاخلاق الحميدة افضل من يومنا هذا كثرة في الاموال وكثرة في الفساد

    • زائر 16 | 1:58 ص

      من صجك

      لا توجد خطة .. البحرين الى الفقر مره اخرى و بحال اسوء فلا مياه جوفيه و لا اسماك و لا زراعه .. تحولت الى صحراء .. حكومتنا لا تهتم لمواطن و لو اهتمت لكان تركيزها على التنميه البشريه و تنويع مصادر الدخل عبر مشاريع ضخمه و الاستفادة على الاقل من رخص القوى العامله مقارنه بدول الجوار .. كان بالامكان الكثير و لكن لا ينفع الندم .. الخليج يفقد اهميته الاستراتيجيه كل يوم ..

    • زائر 14 | 1:50 ص

      معروف وين تروح ميزانية البلد

      كله للامن تصور بنغالي يحلم براتب 80 دينار تدخله في جهاز الامن وتعطيه ال وثلامائه دينار حتى هم مو مصدقين هذا الراتب وتخفيض للاغراض اللي يشتريها من برادات وزارة الداخليه والمواطن مستكثرين عليه دعم اللحوم هل هذا من الوطنيه في شي سفروهم وحلوا قضاياكم مع شعبكم واقفوا الفساد وماراح نحتاج
      لرفع الدعم دعم طيران الخليج اللي تفوح منها رائحه الفساد انصتوا لشعبكم ترى
      مالكم الا شعبكم في الملمات

    • زائر 13 | 1:33 ص

      تنوية فقط

      يجب من الحكومة ومجلس النواب ايجاد حل من اجل راحة المواطن الفقير الذي لايستطيع توفير قوت يوما ونشوف جميع الاسعار فى البحرين في ارتفاع متصاعد والسلام عليكم ومشكورة الاخت الكاتبة على الموضوع الثمين ويجب على الرقابة من وزارة التجارة المتابعة

    • زائر 12 | 1:18 ص

      الحمد الله الجميع متوحد

      لن تكون هناك مشاركات لسباق الخيول في الخارج ملايين الملايين تصرف عليهم من طائرات وأكل وبيطرة وغيرها لن يكون هناك طائرات خاصة ترتفع في الجو لرغبة احد السياحة في الخارج وهي تكلف مئات آلاف من الدنانير أيضاً سيشمل التقشف تقليل سفر الوفود الرسمية التلميع من النواب والمسؤولين الحكوميين أيضاً هناك شركات العلاقات العامة الخارجية سيجف عليها العطاء هه وايضا الكثير الذي لن يمس الطبقة المخملية وانما العامة من البشر والفضل لمن يحسب نفسه ممثلا للشعب

    • زائر 10 | 1:01 ص

      اقتصادنا بخير

      هذا ما عودنا عليه رئيس الحكومة من زمن طويل بأن اقتصادنا بخير ولن يتأثر

    • زائر 9 | 12:48 ص

      ما الذي اعدته الحكومة لما بعد النفط؟ و هذا واقع لا محال يعرفه الطفل الرضيع

      هل هو فشل ؟ لا يراد الاعتراف به

    • زائر 8 | 12:35 ص

      الرقابة

      الشوارما ليست من لحم الخراف هي من لحم الجاموس فالمفروض انها لا تتأثر برفع الدعم حتى التكة ليست من لحم الخراف المفروض ما تتأثر و لا حتى شوارما الدجاج هي من الدجاج المدعوم و كلنا نعرف هذا الشيء و لكن للأسف سوف ترتفع الأسعار لان الرقابة في وزارة التجارة ضعيفة روحوا شوفوا وزارة التجارة و حماية المستهلك في السعودية شلون يضربون بيد من حديد على اي تاجر يتلاعب بالاسعار و لكن عندنا وزارة التجارة تراعي التجار

    • زائر 7 | 12:35 ص

      ماكنا نحتاج

      ابداً ماكنا نحتاج لا لبترول ولا غيرة البلد كانت بخير باهلها ولان الخير يعطى للاجنبي ستسل البلد الى الافلاس واذا ما تلاحقوا البلد واخذت الحكومة في ترحيل الاجانب سنقع بعدها في مأزق وسنصبح كلنا خاسرين والله ماكنا نحتاج لهذه الاعداد الكبيرة في البلد ومن اجل ماذا دعونا نفكر ولو للحظة واحدة وسنعرف المشكلة الكبيرة اين اين ي............ا

    • زائر 5 | 11:45 م

      عسى خير

      خسرنا كثيرا باستقدام العمالة الأجنبية لتحل مكان أبناء هذا الوطن.
      فقدنا المساواة بين ابناء هذا الوطن.
      هذه المرة علينا وعلى أصحاب الجيوب المليئة بأموال هذا الشعب المستضعف بعد هبوط اسعار النفط.
      سنحسر ديناراً واجداً مقابل مئات الملايين. تعلمنا على الصمود فهل يمكنهم ذلك؟

    • زائر 4 | 11:37 م

      للاسف

      للاسف انعم الله علينا نعمة لعبة بها ايدي المتطفلين والذين لا يملكون حسن التدبير والادارة ، بدل ان يبنوا لنا المصانع ويعددون لنا موارد الثروة اخذوا يشترون بها الاسلحة لكي يدمرونا ويدخلونا في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، سوف تكون هذه النعمه لاجيالنا مجرد نعمة مؤقته عبرت وانتهت

    • زائر 3 | 11:30 م

      شكرا

      بدل الإنفاق على الحروب و المغامرات السياسية يجب على الحكومة التفكير بإيجاد مصادر دخل بديلة و أن تجعل للشعب رقابة حقيقية على المال العام و أن تقلص الاعتماد على العناصر الأجنبية اللذي تحول اموال طائلة للخارج.

    • زائر 1 | 10:34 م

      تمام

      المحافظه على مستوى المعيشه

اقرأ ايضاً