العدد 4759 - الخميس 17 سبتمبر 2015م الموافق 03 ذي الحجة 1436هـ

الإعلام الاجتماعي وريادة الأعمال

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

أصغيت باهتمام مؤخراً إلى حديث وزير الصناعة والتجارة زايد الزياني عن عزم وزارته إصدار قانون جديد يتيح منح ما سماه الوزير «سجلاًّ تجاريّاً افتراضيّاً Virtual CR»، والسماح لـ 12 نشاطاً تجاريّاً إمكانية المزاولة من المنزل من دون الاضطرار إلى تحمل أعباء استئجار مقر ودفع رسوم للبلدية وغير ذلك.

من الأنشطة التجارية تلك ـ بحسب ما ذكر الوزير الزياني - تصميم وبناء مواقع الانترنت والترجمة والاستشارات وحلول نظم المعلومات، وهذه أنشطة يمتهنها في معظمها رواد أعمال يبحثون عن النجاح وتحقيق أحلامهم، حتى لو كانت نقطة انطلاقتهم حجرة في المنزل وادواتهم هي مجرد كمبيوتر متصل بالانترنت.

هذا توجُّهٌ حميدٌ تشكر وزارة الصناعة والتجارة عليه، ويواكب أفق تطور الأعمال حول العالم، والمتغيرات التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة على الأسواق.

جزء كبير من هذه التكنلوجيا الحديثة هي وسائل الإعلام الاجتماعي، والتي تساهم اليوم بشكل كبير في حفز الابتكار، وبناء شراكات وفرص العمل، وخلق سوق عمل افتراضية جديدة، وأسهمت في ترسيخ مفاهيم ريادة الأعمال ودعم مبادرات الاقتصاد الاجتماعي، وأتاحت مشاركة جميع قطاعات المجتمع في التنمية بمختلف عناصرها.

لقد أظهرت دارسة، تُعدُّ الأُولى من نوعها، أجراها برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، أن وسائل الإعلام الاجتماعية تملك قدرة كبيرة على القيام بدور مهم في تعزيز قاعدة المواهب، وتوسيع نطاق فرص العمل، ودعم ريادة الأعمال في الوطن العربي.

وباتت وسائل الإعلام الاجتماعي أداة أساسية للشركات الناشئة في العالم العربي، وتساهم بفعالية في نجاح الأعمال بما توفره من إمكانات تسويقية متعددة، والقدرة على الاستفادة من الأسواق الأوسع نطاقاً، وخيارات مشاركة الزبائن، ورفع مستوى الوعي العام، وغرس ثقافة ريادة الأعمال.

لكن هناك تحديات في هذا المجال، من بينها غياب البيئة التنظيمية، وشعور رواد الأعمال والشركات بعدم الأمان والحماية في ظل غياب قوانين ملائمة بشأن الملكية الفكرية، والخصوصية وحقوق النشر.

في الخليج العربي قصص نجاح كثيرة لرواد أعمال تمكنوا من إطلاق مشاريع تجارية ناجحة جدّاً من خلال وسائل الإعلام الاجتماعي، وفي البحرين أيضاً هناك قصص نجاح عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي لرواد بحرينيين حققوا نجاحات مختلفة في استثماراهم لوسائل الإعلام الاجتماعي، وبإمكاني أن أكتب الآن عن عشر قصص نجاح بحرينية، لكن لا أريد أن أغفل عن قصد أو دون قصد عشرات القصص الأخرى.

حتى أننا في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي خصصنا منتدى رواد الإعلام الاجتماعي الثالث SMMF2015 الذي أقيم على مدى يومين مطلع العام الجاري للحديث عن ريادة الأعمال، وكان شعار المنتدى: «الإعلام الاجتماعي وريادة الأعمال».

وتناول المؤتمر عناوين عديدة، من بينها «الإعلام الاجتماعي وريادة الأعمال في الشرق الأوسط»، و»الترويج الشخصي لرواد الأعمال في وسائل الإعلام الاجتماعي»، وتأثير وسائل الإعلام الاجتماعي على نجاح ريادة الأعمال»، و»استثمار وسائل الإعلام الاجتماعي في توليد مشاريع تجارية، و»إطلاق مشروعك الريادي عبر وسائل الإعلام الاجتماعي»، و»تجارب ريادة الأعمال عبر وسائل الإعلام الاجتماعي»، والتطور التقني لوسائل الإعلام الاجتماعي».

وتحت كل عنوان من تلك العناوين استمعنا إلى قصص نجاح عربية وبحرينية، وناقشنا كيفية استلهام تلك القصص والبناء عليها، وإمكانية تحقيق ذلك بقليل من الاطلاع والجهد والتدريب والشجاعة والابتكار.

لوسائل الإعلام الاجتماعي دور كبير في خلق فرص العمل ونمو الأعمال في العالم وفي منطقتنا أيضاً، كما أنها يمكن أن تلعب دوراً أكبر في تعزيز قدرة الشباب البحريني على الإنتاج وتحسين مستوى دخلهم، وإطلاق مشاريع ابتكارية قابلة للحياة تحقق زيادة في الدخل وفرص العمل، وهو ما سيسهم بشكل ايجابي في نمو الاقتصاد الوطني.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 4759 - الخميس 17 سبتمبر 2015م الموافق 03 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً