العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ

د. الريفي تقهر سرطان الثدي بأحدث التقنيات

أسست مركزاً متخصصاً للحد منه ومحاربة مضاعفاته

مركز متخصص لرعاية الثدي في البحرين تولدت الفكرة في لندن لتترجم واقع مماثل في البحرين. استشارية الجراحة العامة وجراحة أورام الثدي والترميم الدكتورة سارة الريفي صاحبة الفكرة التي لم تهدأ حتى طبقتها على أرض الواقع لتقديم أفضل الخدمات لسيدات البحرين المهددن بسرطان الثدي الأكثر إنتشاراً بينهن.

أهمية المشروع تبينها الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة بشأن الأورام السرطانية التي تصيب المرأة البحرينية، فمؤخراً صدرت دراسة إحصائية تؤكد أن تم تشخيص 1191 سرطان ثدي خلال 14 عاماً في الفترة ما بين يناير 1998 حتى ديسمبر 2011. ويُعد الأكثر السرطانات شيوعاً بين النساء في البحرين وبلغت نسبة الإصابة بسرطان الثدي حوالي 37.2 % من جميع حالات السرطان في الاناث بمتوسط المعدل العمري المعياري قدره 47.4 لكل 100 ألف شخص. ولقد لوحظ استقرار معدل الإصابة بسرطان الثدي خلال فترة 14 عاما.

الأرقام المذهلة التي تكشفها هذه الأحصاءات دفعت د. الريفي للتعجيل بتأسيس المركز وتزويده بأفضل أجهزة الفحص الإشعاعية والمخبرية. وطوعت خبرتها للحد من سرطان الثدي ومحاربة آثاره الصحية والنفسية على المرأة. وفي إزاء ذلك أسست شبكة تربط مركزها بمراكز عالمية لتوظيف أفضل الكفاءات والوصول لأفضل النتائج.

د. الريفي كشفت عن تقنية ترميم جديدة في لقاءها مع «الوسط الطبي» الذي تطرق لتفاصيل أخرى:

يفتك سرطان الثدي بالعديد من النساء، هل لك أن تعطينا لمحة بسيطة عن المرض ومسبباته؟

سرطان الثدي هو عبارة عن زيادة في نمو الخلايا بشكل غير طبيعي مما يؤدي إلى ظهور ورم في الثدي أو تغير في شكله أو طفح جلدي حول الحلمة او إفرازات دموية منها، وقد ينتقل إلى الغدد الليمفاوية تحت الإبط أو إلى أجزاء أخرى من الجسم كالكبد و الرئة والعظام والدماغ في حالاته المتأخرة. ويصيب سرطان الثدي كلاً من الرجال والنساء على حد سواء بنسب متفاوتة بمعدل رجل واحد لكل 100 سيدة مصابة. وهو أكثر الأورام انتشارا لدى السيدات في البحرين، يليه سرطان القولون و الرئة.

أما عن مسبباته فليس هناك سبب حقيقي لسرطان الثدي؛ لكن هناك عوامل خطورة تزيد فيها نسبة الإصابة منها كوجود عامل وراثي، بالإضافة إلى عوامل البيئة المحيطة. حيث أن هناك 5 % إلى 10 % من سرطانات الثدي ترجع لطفرة جينية مرت بأجيال من أسرة واحدة، مما أدى الى توارث الجينات المعيبة الموروثة التي أمكن تحديدها، ويمكن أن تزيد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.

أشهر الجينات المكتشفة التي من الممكن أن تسبب سرطان الثدي جين 1 (BRCA1) وجين 2 (BRCA2)، حيث تزيد فرصة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل الى 80 % وسرطان المبيض بنسبة 50 % . ويمكن الكشف عن هذه الجينات عن طريق اجراء تحليل دم في مركز لندن لجراحة الثدي في البحرين و إرساله إلى مختبرات سينتوجين في ألمانيا ومعرفة النتيجة خلال أسبوع واحد فقط .

أما عوامل الخطورة البيئية المعروفة والتي تزيد من نسبة الإصابة لسرطان الثدي فهي التقدم بالعمر والسمنة والتدخين، إضافة للتعرض لمخلفات المصانع والحرائق أو التعرض للإشعاع والتأخر في سن الإنجاب لما بعد الثلاثين واستخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة أو نقص هرمونات الأستروجين والبروجستيرون بعد انقطاع الدورة الشهرية .

تشير الإحصاءات إلى أن سرطان الثدي يصيب النساء البحرينيات في سن مبكرة حتى أنه يصيب الفتيات. فهل هناك سبب واضح لذلك؟

لوحظ زيادة عدد حالات الإصابه في البحرين مؤخرا بهذا النوع من السرطان كما لوحظ أيضاً صغر سن النساء المصابات عن ما هو متعارف عليه في الدول الأخرى حيث ان أكثر الحالات شخصت بين النساء في عمر يتراوح بين ال 45 - 50 سنة في البحرين وهو أصغر بكثير من عمر السيدات المصابات في أمريكا على سبيل المثال.

وليس بين يدي دراسة علمية تثبت أو توضح سبب إصابات السيدات البحرينيات بهذه الأورام في سن مبكرة مقارنة مع المعدلات العالمية.

ما هي أفضل التدابير التي يمكن للمرأة البحرينية اتخاذها للوقاية من هذا المرض؟

تعد الفحوص الدورية من أفضل سُبل الوقاية، وأولها اجراء الفحص الإكلينيكي (السريري) الذي ننصح أن يتم من قبل طبيب أو طبيبة متخصصة في جراحة أورام الثدي). ومن أدوات الفحص أيضاً إجراء أشعة الماموغرام المعروفة لدى الناس بـ «الأشعة الضاغطة»، وللمزيد من الفحوصات وللتأكد يمكن إجراء الأشعة التلفزيونية. إضافة لكل هذا هناك فحص مخبري من خلال أخذ عينة للتأكد من وجود ورم لا قدر الله من عدمه. وفي حال وجود ورم يمكن للعينة المخبرية أن تحدد نوعه.

مؤخرا دشنت مركز لندن لرعاية الثدي. لماذا افتتحي مركزاً متخصصاً للثدي؟

بما أن سرطان الثدي هو أكثر الأورام إنتشارا في المملكة، ويوجب الكشف المبكر عنه زيارات للطبيب وعمل الأشعة والتحاليل فقد كانت الحاجة ملحة لإنشاء مركز متخصص لذلك. كما هو الحال في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الامريكية حيث إنتشرت هذه المراكز المتخصصة لتقديم الفحص والأشعه للسيدات مع إظهار النتائج خلال يوم واحد.

خبرتي الممتازة في هذا المجال التي اكتسبتها من خلال عملي في مركز لندن لجراحة الثدي في مستشفى الأميرة غريس في هارلي ستريت في لندن، حملني شعور بمسؤولية مضاعفة تجاه السيدات في البحرين. تكاثر أعداد المصابات بسرطان الثدي هنا ولّد عندي رغبة في إنشاء مركز مماثل في مملكتنا الحبيبة ليقدم خدماته ذات الطابع الوقائي والعلاج بأحدث الطرق.

أسرعت بتطبيق هذه المبادرة ونقلها من مستوى الفكرة للتطبيق اتجاه الكثير من المرضى للسفر من أجل العلاج في الخارج الأمر الذي يجعلهم ينفقون الكثير من الأموال التي قد تفوق طاقاتهم للعلاج، فضلاً عن مصاريف الإقامة في الخارج التي تتطلب وقتاً طويلاً.

تظافرت هذه العوامل للتعجيل بتأسيسي لمركز لندن لجراحة الثدي بالتعاون مع المركز المشهور في لندن واستقطاب خدماته و خبراته الى البحرين .

بماذا يتميز المركز عن غيره؟

يتميز المركز بكونه الأول من نوعه في المملكة بالتخصص في إجراء الفحص اللازم و الأشعة والحصول على النتائج الفورية في نفس يوم الزيارة مما يقلل من شعور القلق والتوتر المصاحب لأعراض الأورام التي تصيب الثدي لدى السيدات. على سبيل المثال لو شعرت السيدة بكتلة أو الم أو ورم في الثدي يمكنها التوجه للمركز وإجراء الفحص والأشعة وأخذ عينة مخبرية في نفس الوقت ومعرفة النتيجة فورًا. وبالتالي الاطمئنان على صحتها بدون الوقوع في دائرة تعب الإنتظار والمواعيد والتنقل من مستشفى لآخر .

أما في حالات اكتشاف الأورام سرطانية لا قدر الله فنقدم للمريضة حزمة علاجية بأحدث تقنيات العلاج الجراحي والذي هو عبارة عن إستئصال الثدي من تحت الجلد وإعادة بناءه وترميمه في نفس العملية. وهذه العملية تُجرى من فتحات صغيرة حول الحلمة ولا تترك أثر للجروح وتحافظ على شكل الثدي في نفس الوقت الذي تخلص المريضة من الورم وإحتمالية إعادة الإصابة به.

ومن الخدمات التي يقدمها المركز أيضا فحص الجينات الوراثية للسيدات اللواتي لهن تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان، ونتعاون في تقديم هذه الخدمة مع مركز معروف في ألمانيا. وهذا الفحص قد ذاع صيته في الآونة الاخيرة بعد أن قامت بإجرائه الممثلة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جولي بسبب إصابة اثنتين من عائلتها بالسرطان.

ما هي أفضل سبل الوقاية من المرض ومضاعفاته؟

طرق الوقاية تشمل الابتعاد عن أخذ الهرمونات وحبوب منع الحمل لفترات طويلة والرضاعه الطبيعية التى أوصانا بها ديننا الحنيف، والحرص على التغذية السليمة فقد أثبتت الدراسات أن الكركم والبروكلي والشاي الأخضر والرمان من أفضل أنواع المأكولات التي تقلل من فرص الإصابة بالمرض كونها تحتوي على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة والتي تقتل الخلايا السرطانية فور تكونها.

الحفاظ على وزن مثالي مع الإلتزام ببرنامج رياضي كالمشي لمدة نصف ساعة 3 مرات في الأسبوع على الأقل على سبيل المثال التي من شأنها تنشيط الدورة الدموية وتقلل نسبه الاصابه بالسرطان بشكل عام . وأخيراً أنصح جميع السيدات فوق سن الأربعين بإجراء الكشف المبكر للثدي والأشعه مرة واحدة في السنة لإكتشاف الأورام في مراحل مبكرة جدا للحصول على فرص شفاء تتعدى 98 %.

هل من كلمة أخيرة تختمين بها اللقاء؟

أتمنى لكم تمام الصحة و العافية، وأشدد على أهمية الحرص على الإلتزام بتدابير الوقاية عبر الخضوع للفحوص الدورية.

العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً