العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ

المعارضة تتوقع حرباً أصعب مع الروس في سورية

يقول مقاتلون معارضون أنزلوا خسائر فادحة بقوات الرئيس السوري بشار الأسد إن تدخل روسيا دعماً لحليفها لن يؤدي إلا إلى تصعيد الحرب وربما يشجع دول الخليج العربية المؤيدة للمعارضة على زيادة مساعداتها العسكرية.

ودفع نشر روسيا لقوات تابعة لها إلى إعادة تقييم الحرب فيما بين قوى المعارضة التي حققت تقدما في غرب سورية في الأشهر الأخيرة وهو ما قد يكون العامل الذي حفز موسكو على اتخاذ قرار إرسال قوات إلى سورية. ويقول مسئولون أميركيون إن قوات روسية بدأت تصل فعلا إلى سورية.

ويقول مقاتلون من المعارضة أجرت وكالة "رويترز" مقابلات معهم إنهم واجهوا بالفعل مقاومة أكبر من جانب القوات الحكومية في تلك المناطق وبصفة خاصة المنطقة الساحلية حيث تتركز الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. والآن يتنبأ هؤلاء بأن تزداد الحرب صعوبة بسبب التدخل الروسي.

ويرى البعض فرصة في نشر القوات الروسية تتمثل في زيادة المساعدات العسكرية من دول مثل السعودية.

وأملا في تبلور الدعم الإضافي يستحضر رجال المعارضة الفشل السوفياتي في أفغانستان كنموذج لكفاحهم ويصورون روسيا على أنها قوة محتلة جديدة. لكنهم يقولون أيضاً إن هذا معناه أن الحرب التي أصبحت في عامها الخامس ستمتد لفترة أطول.

وقال مقاتل المعارضة الذي يحارب في منطقة اللاذقية، أبويوسف المهاجر، حيث تم نشر قوات روسية في مطار "دخل في حساباتنا أن المعركة ستمتد الآن لسنوات أطول منها من دون الروس". وأضاف المقاتل الذي ينتمي لجماعة "أحرار الشام" وهي عضو في تحالف حقق تقدماً في غرب البلاد الخاضع لسيطرة قوات الأسد "التدخل الروسي جاء لإنقاذ النظام".

ومثل كل المقاتلين الذي أجريت معهم مقابلات لهذا التقرير تم الحديث عبر الانترنت. ويقول مسئولون أميركيون إن روسيا تقوم بتجميع وجود عسكري ملموس في المطار بما في ذلك مقاتلات حربية وطائرات مروحية هجومية ومدفعية وما يصل إلى 500 فرد من مشاة البحرية.

وعلى رغم أن روسيا لم تعلن أهدافاً محددة لوجودها وقالت إنه لدعم أهداف دمشق في محاربة الإرهاب فإن مقاتلي المعارضة في الغرب يعتقدون أن منطقة عملياتهم لها الأولوية لأنها تمثل أكبر خطر مباشر على الأسد.

وتدير روسيا قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر المتوسط في مدينة طرطوس السورية قرب اللاذقية.

ورغم من تزايد خطر تنظيم "داعش" فإنه يعتبر أقل تهديداً للأسد الآن على رغم أنه من المرجح فيما يبدو استهداف التنظيم.

ومن القوى التي تقاتل الجيش السوري قرب الساحل "جبهة النصرة" (جناح تنظيم "القاعدة" في سورية) ونحو 30 في المئة من مقاتليها من المتشددين الأجانب يحفزهم هدف مقاتلة الحكومة التي يتزعمها العلويون.

وقال زعيم "جبهة النصرة" في مقابلة في وقت سابق من العام الجاري إن مقاتليه من بينهم روس وآسيويون وشيشان. وقالت موسكو إن دعمها العسكري لدمشق يهدف لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الدولة السورية ومنع حدوث "كارثة شاملة" في المنطقة.

وأرسلت موسكو كميات أكبر من السلاح وأنواعاً جديدة من الأسلحة إلى الجيش السوري الذي يعاني من مشاكل تتعلق بالقوة البشرية. ويضاف الدعم الخارجي الجديد للأسد لما تلقاه من دعم من إيران وحزب الله الذي يقاتل مع الجيش السوري منذ عدة سنوات. وقامت إيران بتعبئة فصائل عراقية وأفغانية لدعم الحكومة.

وتحدى مقاتلو المعارضة الأفضل تسليحاً وتنظيماً القوات السورية مثلما لم يحدث من قبل في الشمال الغربي والجنوب الغربي هذا العام بدعم من حكومات كلها تريد رحيل الأسد عن الحكم.

ودفعت المكاسب الأخيرة بمقاتلي المعارضة إلى سهل الغاب الواقع إلى الشرق مباشرة من جبال العلويين المطلة على الساحل. ويقول المقاتلون في تلك المنطقة إن المقاومة أشد من جانب القوات الحكومية حتى من قبل أنباء نشر قوات روسية.

وقال المهاجر "اليوم لدينا نوع جديد من الجنود يقاتلنا بشراسة وحرفية أكبر... ساحة المعركة تغيرت: فقد أصبحت الآن موطنهم العلوي". وقال مقاتل آخر "كلما حققنا تقدماً صوب الساحل ازدادوا شراسة في المعركة".

يقول بعض المقاتلين إنه لا توجد بادرة على زيادة الدعم الروسي حتى الآن. ويقول آخرون إن الهجمات الجوية أصبحت أكثر دقة وظهرت أنواع جديدة من العربات المصفحة.

وقال مصدر عسكري سوري لـ "رويترز" الأسبوع الماضي إن الجيش بدأ يستخدم أنواعاً جديدة من الأسلحة زودته بها روسيا.

وقال قائد من "جبهة النصرة" يستخدم الاسم الحركي "أبوأنس اللاذقاني": "المعلومات التي لدينا أن روسيا تولت مهمة حماية الساحل وأنها تقود المعارك التي نخوضها الآن قرب جورين". وجورين مدينة تخضع لسيطرة القوات الحكومية تطل على سهل الغاب وبها قاعدة عسكرية. وقال اللاذقاني "الوجود الروسي سيغير طبيعة المعركة. وتيرة تقدمنا ستصبح أصعب قليلاً".

وتقول دمشق حليف موسكو منذ أيام السوفيات إنها ستطلب قوات روسية للقتال في صفوف قواتها إذا اقتضت الضرورة. وقد نفت وجود قوات مقاتلة روسية على الأرض في الوقت الحالي. لكن مصادر لبنانية مطلعة على الوضع السياسي والعسكري قالت إن الروس شاركوا بالفعل في عمليات عسكرية. وظهرت بالفعل علامات على رد من جانب المعارضة.

ونشر "جيش الإسلام" وهو من جماعات المعارضة الأكبر مقطع فيديو قال إنه يظهر هجوماً صاروخياً على مطار اللاذقية الذي يستخدمه الروس. كما شن "جيش الإسلام" الذي يعتقد على نطاق واسع أن السعودية تدعمه هجمات جديدة قرب دمشق. كذلك صعد مقاتلون آخرون من المعارضة هجماتهم في محافظة إدلب وفي حلب.

وقال مقاتل آخر إن الروس يجازفون "بأفغانستان أخرى حيث يرسلون جنوداً يعودون إليهم في نعوش".

وكان الدعم الأميركي والسعودي حاسما في نجاح المقاتلين الأفغان الذين عرفوا باسم "المجاهدين" في معاركهم مع السوفيات في الثمانينات.

لكن الولايات المتحدة لم تقدم إلا دعماً عسكرياً محدوداً لبعض جماعات المعارضة وتجنبت تقديم دعم أكبر لأسباب منها المخاوف من وقوع الأسلحة في أيدي المتطرفين. ورفضت على وجه الخصوص مطالب بتزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات.

وقال المتحدث باسم جماعة "ألوية سيف الشام" إحدى جماعات ائتلاف "الجيش السوري الحر"، أبوغيث الشامي، إنه إذا تدخلت روسيا تدخلاً كبيراً بما يتجاوز ما تردد في الأنباء حتى الآن فسيمثل ذلك استمراراً للصراع.

وقال "روسيا لا تهدف لحل سياسي. فهي لا تريد إلا الحفاظ على النظام السوري. أما بالنسبة للدول التي تؤيدنا... فأنا أعتقد أنه سيحدث تغيير في مواقفها تجاهنا من خلال الدعم أو ربما تحول سياسي".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:22 م

      السقوط في الفخ

      هذه اكبر هديه تحصل عليها اميركا عبر تدخل روسيا في سوريا .. انها حرب الاستنزاف التي تريد اميركا ان تسقط فيها روسيا .. التأييد الاميركي لروسيا لم يأتي من فراغ

    • زائر 8 | 9:56 ص

      بين الماضي والحاضر

      في الماضي وبعد غسل الادمغة والتجهيزات الاستخباراتية بين امريكا و... تم ارسال الكثير من الشباب ...الى افغانستان لمحاربة الروس في افغانستان واصبحت القاعدة قائمه ومستعدة لخوض حروب اكثر في المناطق التي يراد بها ان تسقط او تحدث فيها نزاعات. ولمن يراهن على ما بناه وعلى رأسهم امريكا في المنطقة وان لم يراجعوا حساباتهم، الزحف سيرجع على المنطقة ويهجر شعوب ... ياشعوب حساباتكم دائما خاطئة ومفهومكم دائما ساذج ومبني على احقاد تاريخية مدفونه في اصلابكم الى قيام الساعة!

    • زائر 7 | 7:51 ص

      تناقض

      في سوريا يتم دعم الارهاب من دول خارجية للاطاحة بالحكومة
      في اليمن تقوم الجيوش الخارجية بقتال المعارضين لتثبيت رئيس من اختيارهم

    • زائر 5 | 6:10 ص

      كم خسرة امريكا في العراق وافغانستان

      وهل هناك انتصار الى امريكا في العراق وافغانستان روسيا ان ارسال الجنود الى اي بلد بتدرع نشر الحرية والدمقراطية انما هو كذب على العالم ومروغة الاعلام العالمي لفترة بسيطه سوف تقوم حرب عالمية وتنهي الاستكبار الغربي على العالم الاسلامي الحقيقي ليس ليس المتمثل في التكفيرين بل الاسلام الحقيقي الذي بنها رسول الله (ص) المسلم من سلم الناس من لسانه ويده

    • زائر 6 زائر 5 | 6:43 ص

      يوكم الي يأدبونكم

      برزو روحكم حق السحق

    • زائر 4 | 5:56 ص

      نعم لدحر الروس

      في إعتقادي الشخصي أن التواجد الروسي في سوريا هو لوقف زحف المقاومة السورية الشريفة لكنهم لن يستطيعوا الوقوف ضد الحق وصمود الشعب السوري الأبي. القوات الروسية ولا جحافل جيوشهم تستطيع وقف الإطاحة ببشار وسوف يكونون في مرمى قصف المعارضة ببركة الله ناصر الحق والمظلومين.

    • زائر 3 | 5:47 ص

      ولد الرفاع

      مع وجود جيش الروسي في سوريا داعش ونصرة ينتهي امريكا مايبي هاي الشي

اقرأ ايضاً