العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ

أعين غربية تترقب بوتين على المنصة الأممية

الوسط – المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

تترقب الأوساط الغربية خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المنصة الأممية نهاية الشهر باهتمام بالغ لجهة ما قد يحمله من مبادرات ربما تغير طبيعة التعامل الأممي مع أزمات الشرق الأوسط وخاصة سورية.

وهنا اعتبر المحلل الإسرائيلي أميت ليفينتال أن موسكو اغتنمت الفرصة لتستعيد موقعها كدولة عظمى، وذلك بحسب ما نقلت عنه قناة "روسيا اليوم".

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن المحلل الإسرائيلي قوله إن موقف روسيا إزاء الأزمة السورية تحول إلى عامل دبلوماسي يتعين على المجتمع الدولي الأخذ به، وأن خطوات الرئيس الروسي "تجعل بلاده صاحبة المبادرة في العمليات الدائرة على الحلبة الدولية".

وكتب المحلل الإسرائيلي في مقال أنه بات بحوزة الرئيس الروسي ما يحفزه على التهليل لجهة استعادة روسيا هيبة الدولة الدبلوماسية الأعظم، وتعاظم دورها على الساحة الدولية. ويرى ليفانتال أن مرد ذلك يعود، وبدرجة كبيرة إلى استمرار موسكو في دعم الحكومة السورية بما يشمل كذلك تزويد دمشق بالأسلحة المتطورة.

وتابع يقول في الفرصة التي اقتنصتها روسيا: "إن التوقيت الذي اختارته موسكو ملائم من الناحية الإستراتيجية، وخاصة قبيل انطلاق الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستحشد قادة العالم وزعماءه". وتابع: "ستندرج على جدول أعمال الدورة الأوضاع في الشرق الأوسط وأزمة الهجرة في إفريقيا التي أثيرت من قبلهم "الدول الغربية. وشدد كذلك على أن الرئيس الروسي لن يأتي إلى الجمعية العامة خالي الوفاض "بعد عشر سنوات على الكلمة الأخيرة التي ألقاها هناك".

واستطرد قائلاً: "سيعرض بوتين مقترحاته بصدد التسوية في سورية بما يشمل إطلاق الحوار ما بين الأسد وما تسمى بالمعارضة السليمة، التي تضم الجيش السوري الحر والمعارضة المعتدلة. سيقترح الرئيس بوتين كذلك حشد تحالف لمكافحة تنظيم "داعش" بما "يرضي روسيا".

مجلة "دير شبيغل" الألمانية من جهتها، عنونت تقول في أحد التعليقات "الولايات المتحدة تخشى الكلمة التي سيلقيها بوتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة"، إضافت إلى: "أن الأوضاع في سورية بلغت حداً من التعقيد يحتم على واشنطن إعادة النظر في نهجها والقبول بما كان يعتبر مستحيلاً بالنسبة إليها قبل بضعة أسابيع. وعليه، فها هي الآن تتفق مع موسكو على المستويين الدبلوماسي والعسكري".

وأعادت المجلة الألمانية إلى الأذهان تجميد واشنطن الحوار مع موسكو على المستوى العسكري بين العاصمتين على خلفية الأزمة الأوكرانية، والمواقف الروسية الأمريكية المتناقضة تجاه الأزمة السورية وسبل حلها.

وفي تسليطها الضوء على المتغيرات التي يشهدها الحوار بين البلدين اعتبرت أن السبب من وراء انبعاث الحوار المفاجئ بين البلدين يقوم على جملة من المسوغات. ولم تستبعد المجلة خشية واشنطن مما ستفرزه كلمة بوتين المرتقبة في الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي سيطلق من خلالها كما هو متوقع نداء يناشد فيه المجتمع الدولي حشد تحالف دولي موسع لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.

ورجحت المجلة أن يتمثل الهدف من وراء "التعاون المفاجئ مع موسكو في منع الاضطرار إلى تقديم التنازلات أمام الرئيس الروسي أثناء دورة الجمعية العامة" المنتظرة.

ولم تهمل المجلة الألمانية في تعليقها ما يتعرض له الرئيس الأميركي باراك أوباما من ضغوط داخلية، حيث ترى بعض الأوساط أنه لا ينبغي على الولايات المتحدة التدخل في الشئون السورية، بينما وعلى العكس من ذلك ترى أوساط أخرى أن التدخل الأميركي في سورية سطحي ولا يشفي الغليل، في وقت تجمع فيه هذه الأوساط حسب "دير شبيغل" على فشل الضربات الجوية لتنظيم "داعش" والإخفاق في تدريب المعارضة السورية.

وخلصت المجلة إلى القول إن التحول الأخير في طبيعة المواقف الأميركية نابع من إدراك الولايات المتحدة أنه لا يمكن وقف الحرب في سورية بمعزل عن مساعدة وموسكو. وختمت: "تهدف موسكو إلى إرغام واشنطن على التفاوض، وبوتين قد أحرز النصر على هذه الجبهة".

وفي هذا الإطار ترى صحيفة "لوس انجلس تايمز" الأميركية أن الهدف الرئيس من وراء هذه المفاوضات يكمن في الحيلولة دون وقوع صدام عرضي مسلح بين القوات الأميركية والروسية على الأرض السورية.

وعليه، فقد رجحت الصحيفة أن تبدي واشنطن نوعا من المرونة في التعاطي مع روسيا تجاه بعض القضايا المتعلقة بأفق التسوية في سورية.

واعتبرت الصحيفة أن المفاوضات التي جرت أخيراً بين وزيري الدفاع في البلدين ليست إلا نصراً كبيراً لموسكو على هذا الصعيد، حيث كتبت: "هذا يؤكد أن موسكو صارت لاعباً يحظى بأهمية أكبر على رغم محاولات واشنطن عزلها".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً