العدد 4766 - الخميس 24 سبتمبر 2015م الموافق 10 ذي الحجة 1436هـ

حفظكم الله يا حجّاج بيت الله الحرام

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كلّ سنة نسمع أخباراً عن حجّاج بيت الله الحرام، وفي بعض الأحيان تكون الأخبار جيّدة وبعض الأحيان تكون الأخبار حزينة، وهذه السنة بالذات الأخبار كانت حزينة جدّاً، بدأت بالرافعة التي وقعت على الحجّاج، وانتهت بالأمس بتدافع الحجاج في مشعر منى، وموت أكثرمن 700 حاجّاً.

رحم الله من مات من حجّاج بيت الله الحرام، وجعل قبورهم روضة من رياض الجنّة، وجعلهم مع النبيين والصدّيقين والشهداء يوم القيامة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ وَاقِفٌ مَعَ النَّبِيِّ (ص) بِعَرَفَةَ، إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ، أوْ قال: فَأوْقَصَتْهُ، فَقال النَّبِيُّ (ص): اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلا تَمَسُّوهُ طِيباً، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ وَلا تُحَنِّطُوهُ، فَإِنَّ اللهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلَبِّياً. (متفق عليه).

ما أعظمها من موتة وهم يؤدّون ركن من أركان الإسلام، وكما قلنا سابقاً ويعلمه البشر أجمع بأنّ الموت ليس هيّنا علينا، فنحن نفتقد الأحبّة ونشتاق لهم، ولكن لله ما أعطى ولله ما أخذ، ومشيئته فوق مشيئة البشر، ولا اعتراض لأمر الله.

ولا نعلم ما هو الخير من وراء موت الحجّاج، فالإيمان بالقضاء والقدر ليس في الخير فقط، بل الإيمان بالقضاء والقدر في الخير والشر، وإن كنّا فعلاً من أمّة محمّد لابد لنا أن نكون على يقين بهذا كلّه، ولكن للأسف هناك من يؤمن بالقضاء والقدر خيره فقط، وعند الشر يجزع، ورسول (ص) حذّرنا من الجزع.

البعض كتب في مواقع التواصل بأنّ لجنة التنظيم لاستقبال الحجّاج وتنظيم سير عملية الحج لم تقم بواجبها، والبعض الآخر بدأ الشماتة والسباب على المملكة العربية السعودية وحكّامها ومواطنيها، ولكن ليعلم الجميع بأنّ اللجنة السعودية لم تقصّر في شيء، ولكنه أمر الله، وليس على أمر الله عجب.

وما هي إلّا ثقافة في بعض الأحيان، فالتدافع في الحج سمعنا عنه كثيراً، ووجّهت اللجنة عبر الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في أكثر من محفل إلى ضرورة اتّباع التعليمات، ولكن البعض هداهم الله لا يتّبع التعليمات والأمور التنظيمية، فنخرج بمآسٍ مثل المأسي التي حدثت هذه السنة في الحج.

لا ندري إن كان تقليل عدد الحجّاج مهم في السنة المقبلة، وبات ضرورة من أجل الوقاية من المصائب، ونتمنّى من القائمين على أمور الحج مراعاة هذا المطلب، أو محاولة التوصّل إلى طرق أخرى تقيهم النكبات في المستقبل. وما نقول إلاّ حفظكم الله يا حجّاج بيت الله الحرام، وتقبّل الله طاعتكم وصدق نواياكم، وعيدكم مبارك. وجمعتكم مباركة إن شاء الله.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4766 - الخميس 24 سبتمبر 2015م الموافق 10 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 8:09 ص

      انا السودان

      رحم الله من مات من حجّاج بيت الله الحرام، ربنا يجعل مثواهم الجنة
      قدر الله وما شاء فعلا

    • زائر 18 | 9:55 م

      زائر

      لك كل الاحترام استاذة مريم
      لو كان حادث واحد خلال هذا الموسم سنقول قضاء وقدر ولكن ثلاث حوادث ( الرافعة وحادثة تعطل قطار المشاعر واخيرا حادث التدافع في منى بهذا العدد الكبير من الشهداء) دليل واضح على...................

    • زائر 16 | 4:52 ص

      ويلاه

      وعلى الخدمات ترى بيت الله يطلع ملاين للمملكه يعنى هم في الفايده ولي يصرفونه اقل من ربع لا يمنون على الله وبيته وحجاجه لا اعتب من كره بل حب لكل المسلمين

    • زائر 15 | 4:45 ص

      ويلاه

      الايمان بالقضى والقدر يعني لا تلبسون حزم الامان لانه يمنع القضى والقدر من كدي سكرو البوابات وفتحو بس باب لاكثر من مليون حاج لانه القضى والقدر يقول لازم يموتون ولازم بعد الشباب يسرعون لانه موتهم بهذي الطريقه قضى وقدر الله يقول لايرد القضى الاالدعاء يعني حنا علينا نلبس الحزام ولين اجه الموت بصير قضى وقدر وكان لازم يكون هناك ترتيب وتعني للحجاج بعدين لين ماتو يصير قضى وقدر يجب تحمل المسوليه ترى في حساب وكتاب

    • زائر 13 | 4:03 ص

      جزاكم الله خير

      أود أن أشيد بالخدمات والتسهيلات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحجاج بيت الله الحرام ونقول لرجال الامن السعودي جزاكم الله خير والله يوفقكم في خدمة الحجيج

    • زائر 4 | 1:07 ص

      مشكلة قديمة

      طريقة التنظيم فيها خطا والحجاج الله يهديهم من اول مايغتحون البوابات يقومون بالتدافع والازدحام وهاي شفته بعيني يوم رحنا والله طلعنا

اقرأ ايضاً